أمر السودان الحالي في 2014 يجب إحالته الى "علم النفس السياسي" وحالة البرانويا المزمنة للنخب السياسية السودانية بعد ان صمت الرجل الحكيم وبعد ان اطلق اخر سهم في كنانته في شكل كتاب جمع كل مقالاته -كتاب السودان تناقص الاوتاد وتكاثر الزعازع-الدكتور منصور خالد كل ما تراه الان هو اعادة تدوير الجبهة الوطنية 1964 ثم 1985 ثم 2014 وحكمة ربك - نفس الناس -والفلم الهوليودي من ابتكار الامام ونسيبه الترابي ...فقد راو ان النظام ورئيسه وصلو مرحلة الموت السريري وان الديموقراطية يجب ان يكون لها انياب ومخالب لذلك زج الامام بابنيه في الجيش والامن ...وقبل انفجار الوضع في فراغ و هم يعرفون انه لم يعد لهم جماهير حقيقية تاتي بهم بصناديق الاقتراع وبعد قيامة الساحة الخضراء وبعد معرفة التاريخ المشين والمجلل بالعار لهم في الهامش –اقرا مقالات بلدو وكتب منصور خالد-..وهم ايضا لا يعرفون سودان حقيقي ووعيهم لا يتجاوز جمهورية العاصمة المثلثة...وما سائلين اصلا في باقي السودان وليس لهم فيه انجاز تنموي او اخلاقي.. بعبع قوات الجنجويد وحميدتي حول العاصمة دي واحدة من الفرقعات الإعلامية اذ كان حميدتي نفسه بقول نحن صنيعة العميد بشرى الصادق المهدي .. وهذا يعني فعلا هبوط ناعم لنظام الإنقاذ بعد ضمان تأمينهم من الامام ومسك السلطة في المركز بي ((وضع اليد)) بعد تصفير العداد والغاء نيفاشا والدستور والعودة لى مربع 1964 والجدل البيزنطي حول هوية الدولة والمرجعية الاسلامية وتفصيل دستور جديد يلائم الامام وصهره الترابي...ولكن في زمن تاني وزمن لسه تظل الجبهة الثورية والحركة الشعبية وحركات الهامش هاجس اهل المركز المزمنين..وحلم الجبهة الوطنية بمسك السلطة وبوضع اليد وفرض برنامجها المزمنة التي تمارس احتقارها للمواطن والوطن .. عشان كده قلنا في اكثر من موقع اسفيري دي اكثر من مرة...الامام ونسيبه عايزين يحكمو جمهورية العاصمة المثلثة بالإسلام السياسي على العين والرأس ان شاء يحولوها قندهار2 ما مشكلة فقط ما يلغو نيفاشا والدستور 2005 عشان نحرر منهم الأقاليم الخمسة القديمة الباقية دستوريا بواسطة نسخة مطورة من اديس ابابا 1972 الحكم الإقليمي اللامركزي"الرشيد " والغاء مستوى مركز- ولايات الفاشل جدا جدا الان قبل ن يتداعى براه باسس جديدة يحكم الاقليم ابناءه عبر الصناديق لاستعادة مادمر من ماثر الانجليز وعبود ونميري...وبرنامج الهامش هو برنامج الاغلبية..عشان كده مترفين اليسار الشيوعي و العروبي في المركز ديل احسن يسعو لاستعادة الاقاليم قبل ما يلقو نفسهم في مواجهة حد الردة والخزعبلات المجربة من الامام ونسيبه عبر العصور في المركز... انقلاب ناعم مع ضمانات للانقاذيين هو المؤشر الحقيقي لما يجرى في السودان...وكنت اتمنى لو اتخذ البشير قرارات جمهورية لاصلاح السودان وفقا لخارطة الطريق ادناه المنشورة في اكثر من مكان((خارطة الطريق 2014 العودة للشعب يقرر-The Three Steps Electionالانتخابات المبكرةعبر تفعيل الدستور - المؤسسات الدستورية واعادة هيكلة السودان هي المخرج الوحيد الامن للسلطة الحالية..بعد موت المشروع الاسلامي في بلد المنشا مصر يجب ان نعود الى نيفاشا2005 ودولة الجنوب والدستور الانتقالي والتصالح مع النفس والشعب ..الحلول الفوقية وتغيير الاشخاص لن يجدي ولكن تغيير الاوضاع يجب ان يتم كالاتي 1-تفعيل المحكمة الدستورية العليا وقوميتها لأهميتها القصوى في فض النزاعات القائمة الان في السودان بين المركز والمركز وبين المركز والهامش-وهي أزمات سياسية محضة.. 2-تفعيل الملف الأمني لاتفاقية نيفاشا ودمج كافة حاملي السلاح في الجيش السوداني وفتح ملف المفصولين للصالح العام 3-تفعيل المفوضية العليا للانتخابات وقوميتها وتجيهزها للانتخابات المبكرة 4-استعادة الحكم الاقليمي اللامركزي القديم -خمسة اقاليم- باسس جديدة 5-اجراء انتخابات اقليمية باسرع وقت والغاء المستوى الولائي للحكم لاحقا لعدم جدواه 6-اجراء انتخابات برلمانية لاحقة 7-انتخابات رآسية مسك ختام لتجربة ان لها ان تترجل... 8-مراجعة النفس والمصالحة والشفافية والعدالة الانتقالية ... بدل النفق االمظلم الذى ينتظر السودان في ظل استمرار صراع ((الهامش × المركز)) الذى لم يوقفه حتى انفصال الجنوب المشين ..والحديث ذو شجون [email protected]