[email protected] (1) قبل عقد ونصف من الزمان كنت وصديقى عادل الباز فى ضيافة الشخصية الحركية الاسلامية المنظمة، الاستاذ ربيع حسن احمد، الذى ارتبط اسمه تاريخيا برئاسة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم عند اندلاع ثورة اكتوبر قبل خمس واربعين عاما. استضافنا ربيع بمنزله بمنطقة الجريف المتاخمة لحى الرياض، وهو ذات المنزل الذى احتضن الاجتماع الشهير الذى عقدته العصبة المنقذة قبل ايام من انقلاب الثلاثين من يونيو 1989 لتضع الترتيبات الاخيرة للتنفيذ. توجهت لربيع ليلتها بعدة اسئلة، واحدة منها كان السؤال التالى: لماذا تضع حكومة الانقاذ ملف الحكم الاتحادى وملف السلام معا، وهما اهم واخطر الملفات على الاطلاق واكثرها تشابكا وتعقيدا وحساسية فى تلك المرحلة، فى يد شخص واحد وهو الوزير الدكتور على الحاج؟ لماذا لا تكلف العصبة وزيرها المتنفذ آنذاك بملف واحد، ثم تسند الملف الآخر الى مسئول غيره، هل عدمت الانقاذ الرجال؟! ولامر ما – لا يصعب استنتاجه - لم يشأ ربيع ان يجيب على سؤالى اجابة مباشرة فلجأ بدلا عن ذلك الى ارتجال اجابة ساخرة فهمت منها انه يفضل الا نطرق ذلك الموضوع وان نمضى الى غيره. قال ربيع فى معرض الاجابة: ( ربما كان السبب ان على الحاج طبيب. وفى الفهم السائد عند القوم منذ عهد الطلب ان من دخل كلية الطب وتخرج طبيبا فلا بد ان يكون رجلا "شاطرا" وعلى درجة عالية من الذكاء بحيث يستطيع بما لديه من "شطارة" وذكاء حل اى معضلة)! ذلك كان كلام الزمان الغابر، الذى أدركت الانقاذ بعده ان الدكتور على الحاج ربما لم يكن ذلك الطبيب الذكى صاحب الحلول السحرية، وانما واحد من غمار الناس، يأكل الطعام ويمشى فى الاسواق، ويتعفر بغبار "طريق الانقاذ الغربى"، ثم "يتركها مستورة" ويهاجر الى المانيا. بيد ان ذات التساؤل المتعلق بفكرة " سيوبرمان الانقاذ " الذى تضع العصبة في يده كل ملفات قضاياها المصيرية وتنتظر حلوله، عاد فى زماننا الحاضر لينقر على رأسى كالمطرقة فى كل مرة اقرأ فيها خبرا يشير الى الدكتور غازى صلاح الدين، باعتباره المسئول عن ملف دارفور الحالك وطواياه، وملف العلاقات مع الولاياتالمتحدة الشائك وخفاياه فى آن معاً! (2) بذل الدكتور منصور خالد، قبل سنوات خلت كانت فيها اتفاقية نيفاشا جنينا فى رحم المجهول، بعضاً من نثير قلمه لوصف وتحليل المقدرات التفاوضية للمستشار الرئاسى الدكتور غازى صلاح الدين، الذى كان لدى تقويم منصور له خلال عهد الانقاذ الاول يشغل منصب وزير الدولة بوزارة الخارجية. نسب الدكتور منصور للرجل عبارات معينة صرح بها فى مواجهة قادة احدى الدول الافريقية اثناء زيارته لاحدى عواصم الجوار. من ذلك قول غازى لمضيفيه انه مهما كانت التضحيات فان سودان الانقاذ عازمٌ عزماً لا مزيد عليه على المضى قدما فى التمكين للاسلام فى جنوبى السودان ثم فى القارة الافريقية بأسرها، او كما قال. وقد رأى منصور فى مجاهرة غازى ومعالنته بمثل هكذا ادعاءات فى مواجهة قادة افارقة مسيحيين التمست الانقاذ تحييدهم، ان لم تكن مساندتهم لجهودها فى تحقيق السلام مظهرا من مظاهر الغرارة والصلف وضعف الملكة التفاوضية. واذكر ان منصورا كتب فى ذات المقام الناقد ان واحدا من قادة الانقاذ قال للرئيس الاوغندى يورى موسيفينى عند اجتماعه به فى كمبالا انه شعر بسعادة غامرة عندما اكتشف ان خمسة من الوزراء فى حكومة موسيفينى هم من المسلمين، يرمى بذلك الى الاشادة بعدالة تمثيل المسلمين فى مناصب الحكومة اليوغندية، فرد عليه الرئيس الاوغندى متسائلا عن اسماء هؤلاء الوزراء قائلا انه لم يكن قط يعرف انهم مسلمون اذ ان ديانات الوزراء هى آخر ما يخطر على باله عند تشكيل حكوماته! الجزء الاخير، المتعلق بحوار المسئول السودانى مع مضيفه الرئيس الاوغندى، لا حاجة لنا به فى مقامنا هذا وانما اوردناه من قبيل التزيّد. أما الجزء الاول من افادة منصور فإن لى فيه إربة لأنه كان اول ما تبادر الى ذهنى وانا اقرأ توصيفاً جديدا لافتا للنظر لشخصية الدكتور غازى صلاح الدين وتحليلا اكثر انصافا لمقدراته التفاوضية، كتبه صديقنا الدكتور عبد الوهاب الافندى ضمن مقاله الراتب بصحيفة ( التيار) الاسبوع الماضى بعنوان: ( أمريكا والسودان وتأثير غازى). كتب عبد الوهاب: (( بودنا الاشارة هنا الى ما يمكن تسميته "تأثير غازى" (The Ghazi Effect) فى ترجيح كفة المعتدلين عموما وغرايشن خصوصا فى فريق اوباما. فقد كان لتكليف الدكتور غازى صلاح الدين، مستشار رئيس الجمهورية ورئيس كتلة المؤتمر الوطنى البرلمانية، بمهمة الاتصال بالادارة الامريكية، ثم بعد ذلك ملف دارفور أثر حاسم فى ترجيح النهج الداعى للتعامل الايجابى مع الحكومة. فقد وجد الامريكان وغيرهم من المتحاورين مع الحكومة شريكا ذا صدقية، ليس فقط بسبب قدراته الدبلوماسية والفكرية العالية، بل لنهجه الصريح وبعده عن البهلوانيات اللفظية المضحكة التى ميزت دبلوماسية الانقاذ خلال معظم عهدها). وربما خشى عبد الوهاب ان يخرج له من بين الصفوف من يذكره – او قل يزعم - بأن غازى ربما كان هو نفسه جزءاً اصيلا من (دبلوماسية البهلوانيات اللفظية المضحكة التى ميزت دبلوماسية الانقاذ خلال معظم عهدها)، ولذا فانه لم يدخر وقتا ليؤمّن موقفه فسارع ليلحق بفقرته المتقدمة الفقرة التالية: ( غازى كان تقليديا يحسب على صقور الانقاذ، وهذه ليست دائما مشكلة فى المفاوض لأن هذا قد يطمئن محاوريه على ان ما يوافق عليه لن يجد مقاومة من المتشددين، خاصة وانه يتمتع بشعبية لا ينافسه فيها قيادى آخر بين شباب الحركة الاسلامية). والحق اننى كنت حتى وقوفى على تحليل عبد الوهاب لمهارات غازى وقدراته وانجازاته التفاوضية اتوهم ان الرجل كان قد تنطع بالمفاوضات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان عندما اسند امرها اليه وانتهى بها الى طريق مسدود. الامر الذى حدا بالعصبة المنقذة لتنزع منه ملف السلام وتحيله الى النائب الاول لرئيس الجمهورية آنذاك الاستاذ على عثمان محمد طه، الذى اناخ عيسه عند مضارب جون قرنق وانجز مهمة التفاوض على خير وجه، فكفى المسلمين - وغير المسلمين - شر القتال. ولكن عبد الوهاب فاجأنى – فى مقاله المشار اليه - من حيث لم احتسب بمعلومة جديدة على درجة من الاهمية. اقرأه يقول: ( وقد لعب غازى الدور الحاسم فى مفاوضات سلام الجنوب حيث كان مهندس بروتوكول مشاكوس فى يوليو 2002، وهو اتفاق السلام الحقيقى لأن كل ما جاء بعده كان، على اهميته، مجرد شروح وهوامش عليه). اذن فان المهندس الحقيقى وصاحب المتن فى اتفاق السلام الشامل انما هو غازى صلاح الدين، وليس على عثمان محمد طه الذى – وفقا لصاحبى - لم يأت فى امر الاتفاق الا بالشروح والهوامش. ولا مانع عندنا من ان نسلم تسليماً بأن علم عبد الوهاب – وهو من اهل الذكر فى أمر كهذا - يفوق علمنا بما لا يقاس. ليس فقط على مستوى الاحداث، بل على مستوى الاحداث ومستوى الاشخاص معاً. فالذين يدلى عبد الوهاب فى امرهم بشهادته ويتناول بالتقويم خصائصهم وانجازاتهم رجال يعرفهم حق المعرفة ويعرفونه، خبرهم وخبروه، فقد ترعرعوا معاً فى فناء ذات الدار، ووقف فى حذائهم كتفا بكتف وهم يشيدون بناء الحركة الاسلامية لبنةً لبنة، ومدماكاً مدماكا، منذ كانت حلماً فى طور المثال. ولذا لم يستنكف عبد الوهاب – فى سورة غضب انتابته ذات يوم - من ان يذكرهم كتابةً بأنه واحد من اصحاب السابقة الذين ما كان لحكام السودان اليوم ان يجلسوا متكئين على ارائك المُلك بغير جهادهم. واستنصر عليهم ببيتى دعبل الخزاعى: ( أيسومنى المأمون خطة ذلةٍ أو ما رأى بالامس رأس محمدٍ / إنى من الملأ الذين سيوفهم قتلت اخاك وشرفتك بمقعد ). (3) ومع ذلك فإننا لا نرى ما يراه عبد الوهاب فى أمر (الاشخاص) من قيادات الانقاذ، وخصائصهم قدراتهم ومهاراتهم التفاوضية. لا نرى ما يراه من أثر لتلك الصفات على جهود تذليل المعضلات القومية التى يواجهها السودان. بل اننا نظن ان هناك جنوحاً يتنائى عن الواقعية الى الافاضة والاستغراق فى تقدير هذه الخصائص الشخصية والقدرات والمهارات المفترضة، وتثمين دورها فى احداث اختراقات فاعلة فى جُدر القضايا المصيرية السميكة. وقد نرى ان الولع بأدوار الاشخاص وخصائصهم ربما كان من العوامل التى ساهمت بوجه من الوجوه وباقدار مختلفة فى تعقيد – او قل تغبيش - ذات الازمات والمعضلات الكبرى المراد اختراقها. وقد بلغ الشطط فى تقدير دور (الشخص) وصفاته وخصائصه مبلغا كتب معه أحد المحللين ذات يوم فى وسيط اعلامى محترم ما معناه أن اختيار الدكتور غازى صلاح الدين لتولى ملف دارفور انما هو مؤامرة مدبرة من اعدائه فى دوائر السلطة الهدف من ورائها (حرق) الرجل سياسيا. لماذا؟ لأن تكليف رجل شديد بياض البشرة بالتفاوض مع متمردى دارفور ذوى البشرة السوداء والملامح الافريقية الخالصة يكثف الضوء على بالضرورة نقاط ضعف معينة عند غازى، من شأنها ان تجهض قدرته على الانطلاق الايجابى عند البدايات والخطوط الاولى للتفاوض! عندى أن حظوظ النجاح او الاخفاق فى التعامل مع دولة عظمى كالولاياتالمتحدة لا تتوقف الا بقدر شديد المحدودية على الصفات الشخصية للمهيمنين على ملف المفاوضات. ما يهم الولاياتالمتحدة حقاً انما هو المواقف المعلنة من قبل الحكومة السودانية وتطبيقاتها على الارض، والسياسات المعتمدة وتجلياتها فى ميادين الحياة العامة. ومدى اتساق هذه السياسات والممارسات مع المعايير التى اتخذتها الدولة العظمى اداة لمقاربة ومقايسة قضايا الامن القومى والارهاب الدولى وحقوق الانسان وعافية البيئة الديمقراطية، وما شاكلها من الأعلاف التى تغذى مفاعلات الرأى العام الامريكى وتضع نفسها تلقائيا ضمن اجندة صانعى السياسات فى الولاياتالمتحدة. واذا كانت الدولة العظمى تقدم رجلا وتؤخر اخرى فى أمر رفع العقوبات المفروضة على السودان فانها انما تفعل ذلك لا لانها تسئ الظن – او تحسنه – بالشخصيات التى تفاوضها نيابة عن السودان. ولا لانها تستقبح - او تستحسن - الكفاءات النوعية لاولئك الرجال. بل وليس لأن شخصيات معينة من كواسر الصقور، من ملة سوزان رايس وسامانثا باور، يضمرون الشر للسودان وحكومته ويستقوون على حمائم الادارة الامريكية الراضية المرضية. بل لان اجهزة الحواسيب فى مكاتب غالبية اعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب من الديمقراطيين والجمهوريين ما زالت تتلقى الرسائل الالكترونية من الناخبين من اهل الدوائر الجغرافية، من اقاصى اوريغون الى سواحل فيرجينيا، ومن مجاهل ألاباما الى برارى داكوتا، تتساءل عن تجاوزات حقوق الانسان والابادة الجماعية فى دارفور، التى بلغ الاعلان عنها والتعريف بها فى طول الولاياتالمتحدة وعرضها – بالحق وبالباطل - مبلغا يبدو ان العصبة المنقذة ما زالت تجهل نطاقه ومداه، وقوة ثقله الانتخابى، وتأثيره الحيوى على ميكانيزم العلاقة بين الناخب الامريكى ومنتجى السياسات العامة من قوميسارات الكونغرس. ثم لأن جهاز المخابرات المركزية ووكالة التحقيقات الفيدرالية واللجان الرئيسية والفرعية فى الجهاز التشريعى لم تصل بعد الى حالة الاطمئنان الكلى بأن الخرطوم قد رفعت يدها تماما عن التعامل مع المنظمات المتعاطية للارهاب، واقلعت عن دعم باروناته. والذين خبروا تشعبات وتعقيدات انظمة الهاى-واى الامريكية يعرفون حتماً صعوبات تبديل المسارات فى اوتوسترادات الولاياتالمتحدة، لا سيما اذا كان التغيير يستلزم الانعطاف والالتفاف بمقدار مائة وثمانون درجة! ولئن شهدت الساحة مؤخراً انفراجاً محدودا يبشر بانحسار نسبى فى مد العداء الامريكى استبدلت فيه منهج العقوبات الثقيلة بمنهج العصا والجزرة، فإن جوائز هذه التطورات ينبغى تذهب الى الجنرال الامريكى المتقاعد سكوت غرايشن ممثل الرئيس اوباما فى السودان وحده لا شريك له. واذا جاز لعبد الوهاب ان يتحدث ويكتب، من مكتبه فى جامعة وستمنستر بلندن، عن ظاهرة سياسية جديدة اسماها "تأثير غازى" (The Ghazi Effect)، فإن الاجماع قد انعقد بين المحللين الامريكيين فى طول الولاياتالمتحدة وعرضها حول ظاهرة اخرى اسمها "تأثير غرايشن" (The Gration Effect). ولا غرو ان سبعة من الصحف الامريكية الرئيسة قد اجمعت على دور غرايشن المحورى فى صياغة الاستراتيجية الجديدة تجاه السودان. وقد نشرت نيويورك تايمز، كبرى الصحف السياسية الامريكية واكثرها احتراما على الاطلاق، بتاريخ العشرين من اكتوبر مقالا للكاتبة جنجر تومبسون، افردت له موقعا افتتاحيا متميزا، بعنوان ( استراتيجية البيت الابيض الجديدة تجاه السودان تعبر عن الاسلوب الواقعى للمبعوث)، اكدت فيه على ذات المعانى التى اتفق عليها المحللون الامريكيون حول شخصية غرايشن ونزعته الاستقلالية وقدرته على تقويم القضايا السودانية وتأثيره الفاعل فى انتاج المخرجات السياسية موضع النقاش. ولكن المبعوث السابق اندرو ناتسيوس كان الاكثر وضوحا فى توصيف فاعلية المبعوث الجديد وتفسير رؤيته الاكثر موضوعية ونجاحاته فى فرض وجهات نظره. قال ناتسيوس: ( سكوت غرايشون رجل عسكرى. والقادة العسكريون واقعيون. الفرق بين غرايشون والآخرين هو انه لم يأت ليعالج الازمات السودانية بذات المخزون العاطفى الذى يحمله كثير من الامريكيين والاوربيين ممن عرفوا دارفور فقط عبر ضجيج النشطاء والاعلاميين). (4) هل طففنا من قدر سوبرمان الانقاذ "صاحب الملفين" الذى اراد عبد الوهاب ان يضعه فى بؤرة ضوء ملونة وزاهية وان ينسب اليه نصر النقلة النسبية فى ميزان العلاقات السودانية الامريكية؟ ارجو الا يكون ذلك صحيحا وأحسب اننا ان فعلنا كنا من الظالمين. فلم يكن ذلك اكبر همنا ولا مبلغ علمنا. بل نحن على خطى عبد الوهاب، حذوك النعل بالنعل، نقول بأن المستشار الرئاسى قد قطع فعلا لا قولا اشواطا هائلة فى مشوار تنمية قدراته السياسية ومهاراته التفاوضية. والفارق مهول بين تصعيره خده بالامس امام قادة الدول الافريقية المجاورة وتخويفه اياهم بخيول الفتح الزاحفة والسيوف المسلولة، والرايات الاسلامية الخافقة. وبين صبحه الجديد، بعد ان تعلم الحلاقة على رؤوس الآلاف المؤلفة من ضحايا حرب الجنوب، وهو يجادل اليانكى اصحاب العيون الخضر بالحكمة والموعظة الحسنة ويلتمس الى مرضاتهم لبن العصفور. ونحن بلا شك نأمل ان يكون الشفاء من داء العداء للولايات المتحدة على يديه الكريمتين، وليس ذلك على الله بعزيز. وقد عشنا زمنا تولى فيه غازى منصب الامين العام للمؤتمر الوطنى فى مرحلة تأسيسه الباكرة، وكانت مواكب الدفاع الشعبى تهدر يومها فى الطرقات: ( امريكا روسيا قد دنا عذابها / على ان لاقيتها ضرابها). ولكن الله لم يأذن لعذاب امريكا الموعود بدنو كما لم يهئ لنا ضرابها، وانما كانت هى التى ضربتنا شر الضراب فى عقر دارنا اذ قصفتنا بالصواريخ الموجهة من بوارجها فى عرض البحر الاحمر عام 1998. بل ان الله كتب علينا، فى لوحه المحفوظ، ان تعاقبنا الولاياتالمتحدة عقابا قضينا بعده جل أعمارنا ونحن نستعطفها ونستجديها ان ترفعه عنا. ونسأ فى آجالنا حتى عشنا ورأينا فتية الحركة الاسلامية يتجادلون أيهم حاز الفضل وكانت له السابقة والمزية فى تلطيف مزاج "الشيطان الاكبر" واستحلاب تحنانه، واستدرار ودّه ورضائه علينا. عن صحيفة ( الأحداث ) مقالات سابقة: http://sacdo.com/web/forum/forum_topics_author.asp?fid=1&sacdoname=%E3%D5%D8%DD%EC%20%DA%C8%CF%C7%E1%DA%D2%ED%D2%20%C7%E1%C8%D8%E1&sacdoid=mustafa.batal