شاهد بالفيديو.. الفنانة شهد أزهري تعود لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بنيولوك جديد وتقدم وصلة رقص مثيرة خلال حفل خاص بالسعودية على أنغام (دقستي ليه يا بليدة)    شاهد بالصورة والفيديو.. فنانة سودانية تحيي حفل غنائي ساهر ب(البجامة) وتعرض نفسها لسخرية الجمهور: (النوعية دي ثقتهم في نفسهم عالية جداً.. ياربي يكونوا هم الصاح ونحنا الغلط؟)    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تسخر من الشباب الذين يتعاطون "التمباك" وأصحاب "الكيف" يردون عليها بسخرية أقوى بقطع صورتها وهي تحاول تقليدهم في طريقة وضع "السفة"    شاهد بالصورة والفيديو.. (فضحتونا مع المصريين).. رجل سوداني يتعرض لسخرية واسعة داخل مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهوره داخل ركشة "توك توك" بمصر وهو يقلد نباح الكلاب    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    واصل تحضيراته في الطائف..منتخبنا يؤدي حصة تدريبية مسائية ويرتاح اليوم    عيساوي: البيضة والحجر    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    ماذا قال دكتور جبريل إبراهيم عن مشاركته في مؤتمر مجموعة بنك التنمية الإسلامي بالرياض؟    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    انجاز حققته السباحة السودانية فى البطولة الافريقية للكبار فى انغولا – صور    والي الخرطوم يصدر أمر طواريء رقم (2) بتكوين الخلية الامنية    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصادق المهدي: بعض الناس لبعض الوقت .. بقلم د. رفيق عمر
نشر في سودانيل يوم 31 - 05 - 2014

رغم أن الوعي السوداني يكاد يتفق كليا على أن السيد الصادق المهدي من أفشل السياسين السودانيين إن لم يكن أفشلهم أجمعين,وإنه كثير الكلام قليل الأفعال و متقلب المواقف و الأراء. إلا أن الوعي السياسي السوداني نفسه يبدو مرتبكا في تحليل شخصية السيد الصادق المهدي! فإذا ما سألت أحدهم فإنه لا محالة قائل إن الصادق المهدي شخصية سلمية و مسالمة! و بالطبع ليس هذا صحيحا! فأن الصادق المهدي رجل عنيف الألفاظ و الأفعال متى ما وجد لذلك سبيلا! أولا تذكرون محاولته العسكرية للإطاحة بنظام نميري من الخارج فيم عرف بالغزو الليبي و المرتزقة لاحقا؟ أولم يكن على راسه و ساسه الصادق المهدي؟ و لو لا تدني الوعي السياسي السوداني لكان هذا فقط كافيا لإرسال صادق المهدي إلى مزبلة التاريخ السياسي قولا و عملا واحدا! و لكن رغم ذلك مكنه الشعب السوداني ليكون رئيسا لحكومة ما عبد الإنتفاضة و فيها جسد الصادق المهدي فشله السياسي و إفلاسه الفكري فذهب غير مأسوف عليه عندما أطاح به إنقلاب الإسلاميين! لم يبكيه أحد و لم يفقده أحد! فقد كان لكثيرين بلى و إنجلى.
لم يواجه الصادق المهدي الإنقلابيين مقابلة الشجعان لا سيما و أنه يحمل الشرعية و إنما هرب و تخفى لأيام في بيوت بعض أنصاره ليستعد و يواجهها بالقوة! و إلا لماذا الإختفاء و هو رئيس وزراء شرعي و لم يتركب جرما دستوريا أو جنائيا؟ أو لم أقل لكم أن الصادق المهدي لا يرفض العنف مبدئيا و لكن يبدو دائما إنتهازيا في موقفه من العنف. عندما وجد فرصة, هرب إلى أثيوبيا فيم عرف بعملية تهتدون. و ماذا فعل أول ما فعل؟ وجه نداء للأنصار بالحضور لأثيوبيا للإستعداد للجهاد. و لكن هذه المرة لم يستجيب لندائه أحد! فقد خذله الأنصار شر خذلة, فقديما جاء في الأثر أنه لا يحصد العنب من يزرع الشوك! فقد خذل الصادق أهل دارفور في أحلك أوقاتهم رغم أن دار فور هي مستودع أنصاره و مجاهديه الذين وجه إليهم النداء للحضور! لم يحضروا! نعم لم يحضروا فقد سئموا الكذب و الضحك على الدقون!
فأزمة دار فور كانت حريقا في دار الأمة عندما صرخ و إستغاث كادر حزب الأمة الخطابي النابه صلاح جلال عند بداية هذه الحرب و الحرق و الإغتصاب. يقول صلاح مستصرخا " ما يجرى في دارفور يمثل سنام أزمة حزب الأمة، من حيث أن الحزب هو الممثل الشرعي الوحيد لشعب دارفور وفقاً لنتيجة آخر إنتخابات ديمقراطية يفصلنا عنها تعاقب جيلين فى ظل ديكتاتورية الإنقاذ ، ويشير الواقع أن قامة حزب الأمة قد تقاصرت عن تمثيل أهل دارفور سياسياً يمكن أن نتجادل حول نسبة هذا التقاصر ولكن لا يمكن إغفاله، تشاهد هذا التحول بوضوح فى كل الجامعات السودانية فى المركز و الأقاليم من خلال روابط أبناء دارفور التى لا تدين بالولاء لحزب الأمة وكذلك وسط قطاع من الأنتلجنسيا (المتعلمين) الدارفورية فى داخل السودان وخارجة فى أحسن الفروض متحفظة على الدور الذى يمكن أن يلعبه حزب الأمة فى استعادة التوازن و إنهاء الحرب فى دارفور. بهذه الحقائقأصبحت لأهل دارفور منابر سياسية حزب الأمة ضيفا عليها، وهناك قيادة تشكلت للحديث بإسم أهل دارفور والتفاوض نيابة عنهم ليست من حزب الأمة ، يجب أن نعترف بهذه الحقائق المزعجة ونعمل على معالجة الخلل" . و لكن لا حياة لمن تنادي يا صلاح جلال! فالصادق المهدي رجل غير مؤهل لدخول التاريخ!
تكون جيش الأمة من قليل من أبناء الانصار الذين تصادف وجدوهم في القاهرة و اسمرا و غيرها من الدول المجاورة! ماذا حل بذلك الجيش؟ بدل الصادق قيادته المؤهلة ذات الرتبة العليا بإبنه عبد الرحمن قليل الخبرة محدود القدرات! توسل كل من يعرف صادق المهدي بأن لا يبدل قيادة جيش الأمة بعبد الرحمن! حتى المرحوم د. عمر نور الدائم باءت محاولاته بالفشل! قال لهم الصادق المهدي منذ أن كنت بالداخل في السودان وعدت عبد الرحمن بأني ساضعه على راس الجيش متى ما خرجت و سوف لن أخلف وعدي. و لكن ماذا حل بالجيش عندما تولى قيادته عبدالرحمن الصادق؟ تدنت معنوياته لأقصى حد و كذلك قدراته العسكرية. فقد كان إهتمامات قائده عبدالرحمن بالحصول على طبق هوائي يوفر له كل القنوات العالمية أهم من توفير السلاح وآليات النقل. فقد الجيش إحترامه لنفسه و بالطبع لم ينل إحترام أي قوة أخرى, بل بعد خروج صادق المهدي بدأت القوى المقاتلة تتشكك فيه, و تغيب عنه كل المعلومات العسكرية و اللوجستية. و أخيرا عاد الجيش و تفرق! عاد بسبب تذبذبات صادق المهدي التي لا تنتهي و عودته في عملية تلفحون- لا أذكر إسمها تماما فقد كثرت عملياته حتي لم يعد أحدا قادرا على عدها! لعلها تعودون أو ترخون او ترجفون لا فرق!
هذا عن عنف الصادق العملي, أما عن عنفه اللفظي فحدث و لا حرج! فلربما لزمنا كتابا كاملا إذا ما أردنا عنف الصادق المهدي اللفظي ضد أصدقائه قبل أعدائه.آخرها كان خطابه العنيف لكوادره و التي قال لهم فيها " الباب يفوت جمل" وغيرها من السباب.فبعد أن خرج عن عبد الرسول النور, و هو رجل أفنى عمره في خدمة الصادق المهدي, بعد أن رفضوا إنفراده المقيت بقرارات الحزب, قال إن عبد الرسول النور قد فاته القطار. و عندما خرج عنه مبارك الفاضل و إلتحق بالإنقاذ قال ان مبارك و جماعته أستعجلوا و أكلوا الفطيسة! فإذا أكل مبارك الفطيسة فقد أكلها طرية و سمينة ولكن عبد الرحمن الصادق مازال يأكل في الفطيسة و قد تعفنت و ملأها الدود! هذا الرجل لا يمل التناقضات! إن الصادق المهدي يحاول أن يأكل الكيكة و يحتفظ بها في نفس الوقت!
ما دفعنا لكتابة هذا المقال هو الإعتقال الأخير للسيد الصادق المهدي و الذي نود أن نقول بأننا ندينه بأقوى عبارات الإدانة و نرفضه بشدة و نطالب بأطلاق سراح الصادق المهدي الفوري لأن هذا الإعتقال- أي كانت مرامي السيد الصادق و أهدافه من تلك التصريحات- من وجهة نظرنا هذا الإعتقال تعسفي و من حق أي سوداني أن يصرح بما يشاء طالما إلتزم الحقيقة. ولكن لكثرة مواقف الصادق المهدي المتناقضة أثار إعتقاله الأخير كثيرا من اللغط. فالرجل أشتهر بالتناقض, فإنه يقول الشئ و يفعل نقيضه كما وصفه صهرة الترابي. لم يصدقه الكثيرون و كاتب هذه السطور من بينهم. بيد أنه مهما كان حجم الخطاء في تقديراتنا ليس هنالك سببا واحدا يجعل الأستاذه رشا عوض, كادر الحزب وأحد كتابه النابهين, تقسو علينا باللفظ مثلما فعلت. فقد وصفت كل من تشكك في مواقف الصادق المهدي " بثورجية الفيس بوك". ماذا تركت إذن يا أستاذه لأعوان النظام الذين يعرفون بالجداد الإليكتروني في السخرية و الزرايه بالمعارضين؟ لم يبق لك يا أستاذة إلا تصفينا بمعارضة الفنادق و المنتالين و غيرها من الألقاب التي يجود بها الجداد الإليكتروني على الشرفاء. و أنا حزين جدا أن يأتي هذا العنف من الأستاذة رشا عوض بالذات لأنها هي نفسها ضحية عنف لفظي مشهود و مقرؤ في الصحف و كيف أدان الجميع ذلك و وقفوا بجانبها و عنفوا الجاني و أجبروه على الإعتذار! أنهم نفسهم ثورجية الفيس بوك الذين تسخر منهم الأستاذة رشا الأن. و يجب أن تعلم رشا بأن هنالك كثير من الشواهد و السوابق التي تبين تناقض الصادق المهدي و قوله شيئا و فعل نقيضه و العكس صحيح مما يجعلنا توجسنا و تشككنا في مواقف الصادق مقبولة! إليك بعضامنها يا رشا على كل حال.
أدخل الصادق المهدي إبنه بشرى في جهاز الأمن مما أثار غضب الكوادر الشبابية. حاول الصادق المهدي إنكار هذا و قال في محاولة لتهدئة الكوادر أن بشرى ضابط بالجيش حتى نشرت الإنتباه الخبر اليقين بأن بشرى إلتحق بجهاز الأمن. فما كان هنالك أمام صادق المهدي إلا التبرير لإلتحاق إبنه بجهاز الأمن رغم هجومه القاسي عليه. أسمعه يهاجم جهاز الأمن "نحن على موقفنا المبدئي من هذه الاجهزة وكل اجهزة الدولة التي لا بد من اصلاحها حتى تتماشى مع الديمقراطية ، وان تكون قومية". و أسمعه يبرر لدخول إبنه لنفس هذه القوات التي ينتقتدها و له موقف مبدئي منها! قالان أفراد حزبه وداره مستهدفين ، وقال كان رأي الحزب حماية نفسه لكن لا توجد صيغة لحمل السلاح إلا ضمن جهاز رسمي لذلك قبل الحزب أن يدخل منا من يدخل لحمل السلاح في هذا الاطار! و لكن لم تمر حيلته هذه ببساطة! فتصدى له كوادر حزبه. أسمع عضو الحزب الشجاع خالد عويس ماذا قال له "النبأ الذي نشرته صحيفة "الانتباهة" صباح اليوم، بخصوص التحاق الأخ بشرى الصادق المهدي بجهاز الأمن، برتبة ملازم أول، تبيّن أنه صحيح.وهو يطرح جملة تساؤلات، كما يستلزم رأيا واضحا حول أمور عدة: أولا: جهاز الأمن الوطني هو أكثر مؤسسة (إنقاذية) حاق بها الذكر السيء وحده، وهي مؤسسة ألحقت بآلاف السودانيين أذى بالغا، ويقوم تاريخها على مآس غير منكورة، ولا يمكن النظر إليها حتى الآن، إلا بوصفها مؤسسة تحتاج تغييرات جوهرية في طبيعة عملها وقوانينها وموظفيها، كما أنها تبقى عرضة لمحاسبة قضائية وقانونية صارمة، جراء ما اقترفته تجاه السودانيين" و ذهب عويس ليقول " ثالثا: تعيين الأخ بشرى بجهاز الأمن، هو أمر مرفوض ومستنكر، ويتوجب بيانا سريعا من الحزب ومن رئيسه لتوضيح الموقف أمام الناس، وتقديم اعتذار واضح جدا عن هذه (الخطيئة)، فبشرى ليس شابا سودانيا عاديا، يمكنه أن يقرر ما يشاء، دون أن يراعي أمورا كثيرة، على رأسها أنه (ابن الصادق المهدي) الذي يقود واحدا من أكبر الأحزاب السياسية في البلاد، وهو (حزب معارض) ويرفض المشاركة في السلطة، فما بالك ب(جهاز الأمن)". و تحت هذه الضغوط قال الصادق المهدي و هو ينحني أمام العاصفة موقتا حسب ما جاء الصحف"واعاد التأكيد علي ان انضمام نجله الاصغر بشرى الى جهاز الأمن والمخابرات خطأ تعهد بتصحيحه" و لما يصححه بعد و لن يصححه!
أما قصة عبد الرحمن فإنها من شاكلة القصص التي لا تحدث إلا في السودان! أسمع تجلي الصادق المهدي هنا "جدد الإمام الصادق المهدي زعيم الأنصار؛ رئيس حزب الأمة القومي، تأكيده بأن اختيار عبد الرحمن الصادق المهدي في منصب مساعد رئيس الجمهورية، ليس تمثيلاً لحزب الأمة القومي ولا تمثيلاً شخصياً له، وقال إنه عبر عن ذلك عدة مرات وبعدة طرق، وتساءل قائلاً ( هل يريدون مني التبرأ من ابني). وقال المهدي- الذي كان قد استقبل رئيس التحرير بمقر إقامته صباح أمس الأول- ( أكثر ما يحيرني الآن إصرار بعض قيادات المؤتمر الوطني على أن اختيار الأمير عبد الرحمن مساعداً لرئيس الجمهورية يعني مشاركة حزب الأمة في الحكومة، وفي المقابل اعتقاد بعض عضويتنا ذات المعتقد ) وقال الإمام: إن قرار تعيين العقيد عبد الرحمن جاء عبر تشاور مباشر بينه وبين السيد رئيس الجمهورية وبمهام قومية محددة عرضها عليه الرئيس قائلاً: إن علاقة خاصة تربطهما، واستدرك المهدي قائلاً ( صحيح أنا أُخطرت بهذا الأمر في وقت مبكر، وأبلغت السيد الرئيس شروطي؛ وهي أن يكون اختيار عبد الرحمن بصفته الرسمية وشخصه، وأنه لا يمثل حزب الأمة ولا يمثلني) الراكوبة 19/12/2011. و لكن خذلته الأقدار فخرج له مصطفي عثمان إسماعيل و صفعه بما يلي "السيد الصادق المهدي صرح وقال:" اكثر ما يحيرني الان اصرار بعض قيادات المؤتمر الوطني على ان اختيار الامير عبدالرحمن مساعداً لرئيس الجمهورية يعنى مشاركة حزب الامة في الحكومة وفي المقابل اعتقاد بعض عضويتنا ذات المعتقد". ونحن ايضاً في هذا المقام– و الكلام للدكتور مصطفي عثمان إسماعيل- ننقل لسيادة الامام حيرتنا الكبيرة، اذ كيف يكون السيد عبد الرحمن المهدي ممثلاً لشخصه فقط وانت تضع لقب (الامير) امام اسمه، فمن اين اتاه هذا اللقب ان لم يكن من بيت ال المهدي، واذا كان اختيار السيد عبد الرحمن جاء لشخصه وصفته الرسمية، فما الذي جعل سيادة رئيس الجمهورية يقوم بإخطارك مبكراً بهذا الامر وانت بدورك ابلغته شروطك، ام تم اخطارك بصفتك اب وولي امر عبد الرحمن المهدي.... ومتى شاور رئيس الجمهورية اباء مساعديه ووزرائه في امر تعيينهم. التبرير الذي اتيت به يا سيادة الامام لا يقف على رجلين وذو احتياج خاص لا يقنع حتى انصارك، الا الذين هم في دائرة الجذب الروحي والمادي." المصدر السابق. أولم أقل لكم هذا الرجل متناقضا يقول الشئ و يفعل نقيضه!
أما موضوع تكريمه في راس السنة و منحه نوطا من رئيس الجمهورية فهو قمة مسرح العبث! أسمع الصادق نفسه يحدثك في بيان/إعلان مدفوع القيمة في الصحف "آثار التكريم الذي نلته عشية عيد الاستقلال زوبعة كبيرة. بلغني أن رئيس الجمهورية يقدر جائزة السلام التي مُنحتها، وأنه سوف يضيف صوته لهذا التكريم الدولي. فوجئت بأن تكريم رئيس الجمهورية لم ينطلق من نفس حيثيات جائزة السلام وهي لدوري في الدفاع عن الديمقراطية، والسلام، والحنكة والسياسية، ولإحياء الإسلام، والحوار بين الحضارات. التكريم السوداني لم يتخذ التكريم الدولي مرجعية كما توقعتُ، بلكان في إطار طائفي ضمن ما صار يعرف في السودان بمصنف السيدين، وهو مصنف سوداني قديم مازلنا نتطلع أن يتجاوزه الرأي العام السوداني ليحاسب كلاً بأدائه وعطائه. أدهشني للغاية التناول الذي اندفع فيه أصحابه الذين وجدوا في إطار تكريم النظام الخاطئ ذريعة للإساءة لموقفي. مشاعر لاتفهم إلا في إطار الكيد الشخصي والسياسي. ليعلم هؤلاء أنني فوجئت بالإطار الطائفي للتكريم، وكنت أتوقع أن يكون في إطار حيثيات التكريم الدولي. ومع أنني لا أنكر الخلفيات التاريخية أتطلع لتطور فكري وسياسي يتجاوزها، ولولا سوء النوايا لاعتبر هؤلاء الحاقدون أنما فعله النظام لمن انقلبوا ضده هو خطوة في طريق الاعتراف بخطأ الانقلاب على الديمقراطية تأتي حتماً إنشاء الله في الطريق لتسليم السلطة للشعب عبر آلية مناسبة. إن تعاملنا الأقل خشونة مع النظام جزء لايتجزأ من خطة النظام الجديد المنشود عبر آليات الضغط المدنية وآلية المائدة المستديرة. ومن العجب العجاب أن ينال من مواقفنا من كانوا جزءً لا يتجزأ من النظام لفترات معلومة شاركوه القمع والظلم والفساد والاستبداد. أدهشني كذلك أن غرق كثير ونفي جزئية صغيرة مثله لدم البرغوثي بطل الوضوء مع أن الدماء في بلادنا وحولها تسيل أنهاراً، ما يوجب الاهتمام بأولويات المصير الوطني، وحرائق الجيران التي حتماً تتعدى الحدود الدولية وتوجب التركيز على تلك الأولويات. كما أدهشني، بعدغيبة يومين في لقاء جامع لكل تيارات الفكر والسياسة في منطقتنا ناقش التحديات الحقيقية الضخمة التي تواجه المنطقة ما أتاح لنا فرصة تاريخية لخطاب وجدت جاوباً منقطع النظير بينما انصرف اهتمام كثيرين لأولويات لاوزن لها في ميزان الفكر والسياسة. صحيح: الفاضي يعمل قاضي. وويلٌ للشجىِّ من الخلىِّ، ولا حول ولاقوة إلا بالله"....... أولم أقل لكم أن الصادق المهدي يريد أن يأكل الكيكة و يحتفظ بها في نفس الوقت؟ بالله عليكم أنظروا لكمية التناقضات و محاولة الضحك على الدقون! أقرأوا كمية العنف اللفظي و الهزو و الإستهزاء و الأوهام! و لكن فقد كفانا حسين خوجلي, فقد رد عليه في فيدو مبذول في الإنترنت بإستهزاء لو قسم على أهل السودان جميعا لكفاهم, فليراجع الفيديو في مظانه!
و إزدات مواقف الصادق المهدي تناقضا و طفحت في السطح بعد تكوين الجبهة الثورية و سحبها البساط من تحت قدميه فأحس بالخطر و أتخذ قرارا إستراتيحيا بدعم الإنقاذ لأنه كما صرح فإن اسقاط النظام السوداني بالقوة سيؤدي الى تفكيك وتدويل البلاد! و كأن البلاد غير مفككة و غير مدولة! و ماذا تفعل قوات الأمم المتحدة و الإتحاد الأفريقي في السودان إذن! فالصادق خير له أن يرى أبناء جلدته من الأنقاذ من أن يرى الجبهة الثورية على سدة الحكم. فهو يكرهم لاسباب كثيرة جدا و لكن أحدها هو ستشكل هذه القوى الجديدة بل شكلت البديل له. و ما تحالف الجبهة الثورية, لو يعرف الصادق المهدي, إلا التحالف الذي كونه المهدي الأكبر و دخل به الخرطوم فاتحا! و لكن سوف لن يكون فيهبعد الأن موضع قدم للصادق المهدي فقد إنكشفت اللعبة و رفعت المهدية إلى السماء! قطعا رفعت المهدية و إلا لكان قد عم العدل الأرض و لأنصف الصادق المهدي أهل دار فور الذين صنعوه و صنعوا أسرته. و لكن منذ الأن إذا ما تغير هذا النظام, فسوف لن يجرؤ صادق المهدي على زيارة أي بقعة في دار فور لأنهم سيقذفونه بالبيض الفاسد و يديرون له الظهور.
كالعادة حاول الصادق المهدي أن يقول شيئا علنيا و يقف في النقيض سرا, و لكن لم تكن حساباته دقيقة هذه المرة فقد جرت مياه كثيرة تحت جسور الإسلامين و صار هنالك أكثر من مركز قوة في صفوف الإنقاذ كل يجر في إتجاه معاكس.ففي مؤتمر سياسي عقده في دار حزب الأمة شن الصادق المهدي هجوما شديدا على قوات الجنجويد بقيادة حميدتي و قال في المؤتمر الصحفي ان قوات الجنجويد أو ما يعرف بالدعم السريع تعمل خارج نطاق القوات النظامية، وأتهمها بارتكاب جرائم إغتصاب وحرق ونهب ممتلكات المواطنين الأبرياء كما إشتملت هذه القوات على عناصر غير سودانية. كان يمكن أن تضع هذه التصريحات الصادق المهدي, إذا كان صادقا, في مصاف الأولياء و لكن هل كان الصادق " صادقا"؟ كلا و لا كرامة! فقد فضحه حميدتي و قال كيف يهاجم الصادق هذه القوات و أبنه بشرى هو الذي دربها؟ أي والله! إبنه بشرى يدربها و الصادق يهاجمها! ما أعجب أمر هذه الاسرة!
أعتقد الصادق أنه سيقول ذلك و يظهر بمظهر المعارض و لكن بالباطن هو مؤيد لهذه القوات و قد دفع فلذة كبده لتدريبها و تقوية شكيمتها.و لكن لم تسلم الجرة هذه المرة! أغضب هجومه هذا حميدتي و قال على رؤوس الأشهاد "زي ما قلت ليكم البلد دي بلفها عندنا نحن أسياد الربط والحل ، مافي ود مرة بفك لسانو فوقنا ، نحن مش قاعدين في الضل.نقول اقبضوا الصادق يقبضوا الصادق فكوا الصادق افكوا الصادق زول ما بكاتل ما عنده رأي ، أي واحد يعمل مجمجه ياهدي النقعه والذخيرة توري وشها ، نحن الحكومه ويوم الحكومه تسوى ليها جيش بعد داك تكلمنا" حريات 19/5/2014. فإن أنكرت الحكومة هذه التصريحات فلم تقدر أن تنكر تهديده بإقتحام سجن كوبر إذا ما أطلق سراح الصادق المهدي. حميدتي الأن هو القوة الضاربة و لا يقدر أحد على تحديه فهو الراجل الفازع الحراية. لم تسلم الجرة هذه المرة ووقع الصادق المهدي في شر أعماله.
فبعد أن عرضنا كل هذه التناقضات و المواقف المهتزة المتذبذبة, أليس من حقنا أن نشكك في مرامي و أهداف تصريحات الصادق المهدي الأخيرة من غير أن نوضف بثورجية الفيس بوك؟ أليس من حقنا أن نعتقد أنها فصل من مسرحياته التي لا تنتهي؟ حتى أنصاره هذه المرة كانت مسيراتهم المناصرة ضعيفه و وقفاتهم الداعمة خجولة لم تتعدى بضع مئات! حتي هم هرموا و سئموا!هنالك أغنية شهيرة تقول كلماتها " يمكنك أن تخدع بعض الناس لبعض الوقت و لكن لا يمكنك خداع كل الناس كل الوقت".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.