"كلّ من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام" بقلم: تيراب الشريف أحمد الناقي أبوظبي ننعى ببالغ الحزن والأسى إبناُ باراً من أبناء دارفور، ورجلا من خيرة الرجال، وخير سفير للوطن المعطاء، الأخ العزيز والصديق الصّدوق الدكتور محمود محمد بشير. ننعاه لإخوته وأصدقائه، ولطلابه المنتشرين في مشارق الأرض ومغاربها ولأبناء نيالا خاصة، وأبناء دارفور عامة، ولخريجي مدرسة الفاشر الثانوية. فقد اختاره الله إلى جواره بعد عودته مع زوجته من زيارة الأراضي المقدسة لأداء العمرة. وهب محمود حياته لنشر العلم والمعرفة بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في أربع قارات: افريقيا وأوربا وآسيا وأمريكا. فقد بدأ مسيرته معلماً في مدرسة كمبوني في الخرطوم، ثم الجامعة الإسلامية العالمية في كوالالمبور، ثم فرنسا، ثم السودان معلماً في مدرسة الاتحاد العليا في الخرطوم، ثم ماليزيا ثانيةً، ثم جامعة ويسكونسن في مدينة ماديسن في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ثم ماليزيا للمرة الثالثة حيث عاش فيها إلى أن فارق هذه الفانية أمس الأول. تخرج محمود في جامعة القاهرة فرع الخرطوم بدرجة في القانون، ثم حصل على الدبلوم العالي لتدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها من معهد تدريب معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها في الخرطوم. وحصل بعدها على درجة الدكتوراه في علم اللغة التطبيقي من جامعة ماليزيا في كوالالمبور. لقد كان رحمة الله عليه رجلا بشوشاً لا تفارق البسمة شفتيه، وخدوماً يحبّ مساعدة الناس، لا يبخل بوقته وطاقته ورأيه على أحد. وحين كان يعمل في الخرطوم، كانت شقته في عمارة أبي العلا محطّ رحال أبناء دارفور وملتقاهم. وحين هاجركان حلقة الوصل بين الإخوة في مختلف بقاع العالم بزيارتهم أينما حلّوا، ونقل تحياتهم وأخبارهم لبقية الإخوان والأصدقاء: فقد زار معلّميّ الأجيال الرشيد أحمد المكي، طيّب الله ثراه، في لندن، وآدم جمعة في كاردف؛ واسحق القرشي في الرباط؛ وتيراب الشريف ومختار البكري في مينيسوتا، وآدم جابر ومحمد علي فؤاد، رحمهما الله، ، وعبد الرحيم أحمد اسماعيل في السعودية. فقد كان مفهوم محمود للصداقة والأخوّة على درجة من الصفاء والنقاء والإخلاص يصعب وجودها في زماننا هذا. تغمّدك الله برحمته أخي محمود، وأسكنك جنّات النعيم، وألهم أرملتك المكلومة وأسرتك، وأصدقاءك جميعاً الصبر والسلوان. فقد اختارك جلّ جلاله إلى جواره بعد أن أكرمك بمسك الختام بزيارة بيته الحرام. "وإنّا لله وإنّا إليه راجعون" أخوك أبو التّرب [email protected]