كلما شاهدت العابا لاحد الحواه قفز الي ذهني المسرحيات العجيبة التي تخرجها السلطة ما بين الحين و الاخر ، فتبدأ المسرحية و تنتهي دون أن يستوعب الناس لماذا بدأت و لماذا انتهت ؟؟.فالحاوي يسرق بصرك و ذهنك لبعض الوقت ويقوم بحركات سريعة تسلب المشاهد تركيزه ، وفي نهاية الامر تكتشف أن كل المسألة كانت عبارة عن تشتيت التركيز بقصد عدم إدراك سر الخدعة التي جرت تحت ناظريك . و هكذا السلطة ، كلما ادلهمت أمامها الخطوب تقوم بإثارة زوبعة سريعة الغرض منها تشتيت التركيز عن موضوع يمكن أن يكون فيه خسارة لها . فكما يذكر الجميع أن الفترة القريبة الماضية كانت تضج بعدد من الاحداث و المواضيع السالبة في حق الحكومة ، و منها علي سبيل المثال لا الحصر ، إرتفاع الاسعار و الغلاء الفاحش بسبب ارتفاع الدولار و شح العملات الصعبة ، ثم بعض الممارسات الفاسدة التي اصبحت مرتعا خصبا للتناول الصحفي النشط ، مثل حادثة مكتب والي الخرطوم ، و موضوع أراضي وكيل وزارة العدل ، والمستندات التي نشرت و كانت عبارة عن شهادات بحث لعدد مهول من قطع الااضي المسجلة بإسم بعض أقارب الرئيس ، وفجأة و حتي تشتت السلطة الانظار عن كل ذلك ، قامت بإخراج مسرحيات غريبة و عجيبة كتلك التي يقوم بها الحاوي لتشتيت تركيز مشاهديه . كانت أول ( المناظر) بإعلان ما اسمته السلطة ب (الوثبة) ، و أشاعوا بين الناس أن تغييرات جذرية خطيرة سيتم اتخاذها و اعلانها بواسطة رئيس الجمهورية ، و تركوا للناس تخيل تلك القرارات ، فشطح بالناس الخيال ليصل مداه بتأكيد استقالة الرئيس ، و تحولق الناس حول شاشات التلفاز كما لم يتحولقوا من قبل ، و جاءت القيادات الكبري من المعارضة تسعي نحو قاعة الصداقة ليشهدوا الحدث العظيم و المفاجأة الكبري ، فكانت المفاجأة الوحيدة هي خطاب السيد الرئيس الذي حار الجميع في فهمه و فك طلاسمه ، ثم فسرت الوثبة بأنها دعوة للحوار الذي سيقود الي إحداث تغييرات جوهرية في شكل النظام ، و قدمت الدعوة بإسم رئاسة الجمهورية لكل التنظيمات االسياسية للاجتماع بالرئيس ، و جاء القادة مرة أخري من كل حدب و صوب ، و كانت المفاجأة الاتفاق علي تكوين لجنة من الحكومة و المعارضة بالتساوي لوضع (أجندة) لاجتماع الحوار ، و انفض الجمع و لم يعود حتي الان ، و أظنه لن يعود أبدا ، فقد كانت المسألة لعبة من الاعيب الحاوي . ثم فجأة و بدون أي مقدمات نشر الحاوي خبرا عن ردة طبيبة سودانية عن الاسلام ، و انعقدت محكمة لمحاكمتها ، و اشهد الله انه و بالرغم من أني كنت قاضيا سابقا لسنوات ، و عملت مستشارا قانونيا بعد ذلك لفترة امتدت في مجملها لخمس وثلاثين سنة ، فإني حين استماعي لافادات الاتهام و الدفاع لم أفهم جملة واحدة مفيدة ، وقائع غريبة و إتهامات و دفوعات أغرب للدرجة التي أصبحت فيها المتهمة نفسها مجهولة الهوية ، هل هي أبرار أم مريم ؟ هل هي سودانية أم أثيوبية ؟ هل هي مسيحية أصلا أم مسلمة ؟ حتي أمها و أخوتها دار الجدل حولهم ؟!! فجأة تدخلت منظمات عالمية في الموضوع ، ثم دول عظمي !! و فجأة تمخض الجبل فولد قرارا بالافراج عن مريم / أبرار صادر من محكمة الاستئناف ، و لماذا كل هذا من الاساس ؟؟؟!!! شغل حواه ؟! و قبل أن يستفيق الناس من حدوتة أبرار / مريم أعلن النظام عن اعتقال السيد الامام الصادق المهدي ، وكانت المفاجأة الكبري ، فالسيد الامام من أقوي الداعمين للحوار ، و إبنه عبد الرحمن مساعد رئيس الجمهورية ، فلماذا الاعتقال ؟! قالوا لانه هاجم قوات الدعم السريع ، علما بأن نفس هذه القوات هاجمها قبل ذلك رجل الانقاذ القوي أحمد هارون و طردها من حاضرته الابيض ؟؟!! ووجهت للسيد الامام إتهامات وصلت عقوباتها لحد الاعدام ؟! و فجأة أدخل الامام سجن كوبر بعد أن أطلق سراحه أولا بالضمان ، ليقضي حوالي الثلاثة أسابيع ، و مرة أخري تدخلت في الموضوع منظمات عالمية و شخصيات دولية تطالب بالافراج عن السيد الامام ، و الاغرب أن الجميع طالبوا بالافراج عن الامام ما عدا إبنه الامير مساعد رئيس الجمهورية ؟؟؟!!! ثم تمخض الجبل فأطلق سراح السيد الامام ، بمبادرة من لجنة قومية ، و لماذا كل هذا من الاساس ؟! شغل حواه ؟ أشياء غريبة و غير منطقية تحدث فجأة لتنتهي فجأة ، فتحس أنك أمام مسرحية من مسرحيات اللا معقول ، و تحاول أن تتذاكي لتفهم سر كل هذه المسرحيات اللا معقوله ، فلا تجد إجابة منطقية سوي أن الغرض من كل ذلك هو إلهاء الناس عن الواقع الاليم ، و الغريبة أن الحاوي ينجح في كل مرة فيما يهدف اليه ، و يستغرق الناس في تلك المسرحيات المتعاقبة دون أن يتساءلوا عن سرها ، ليفاجئوا بأن النظام قد إنتهي من الاعداد لمسرحية أخري ، بل لأم المسرحيات الكبري ألا و هي مسرحية الاعداد لانتخابات 2015 ، و إجازة مجلس الوزراء لقانون الانتخابات ، و هذا موضوع آخر سيستعرض فيه الحاوي كل مقدراته السحرية العجيبة علاء الدين زين العابدين مستشار قانوني شركة سابك ينبع الصناعية E [email protected]