* قبل ربع قرن من الان كان انقلاب الحركة الاسلامية على الديمقراطية ، ومنذ ذلك التاريخ والسودان يتقهقر للخلف في كل المناحي ، الاقتصادية والسياسية والثقافية والرياضية ، ولا يحتاج الامر لكثير عناء لاكتشاف هذا التدهور ، ولم تترك لنا الانقاذ منذ مجيئها حسنة واحدة لنذكرها لها او ليحفظها لها التاريخ ، حتى الانظمة الانقلابية التي سبقت الانقاذ ، مقارنة بالحاصل اليوم كانت انظمة مثالية جدا ، رغم بشاعتها ، ومن الاشياء الغريبة في هذا الحكم الانقلابي ان سدنته يفتكرون ان مجرد بقائهم لربع قرن في السلطة هو انجاز ، وكون الشعب فشل في اسقاطهم كباقي الانظمة السابقة إذن هم اقوياء ، وهذا هو مستوى تفكيرهم واقصى مدى لادراكهم .. !! * لا نريد ان نحاكم الانقاذ هنا ، واذا اردنا لن يكفينا مداد البحر لنكتب عن الماسي والمصايب والكوارث التي حدثت في عهدها ، عندما جاءت قيل انها ثورة ، ثم قيل انه الجيش ، ثم اتضح بعد ايام انها مؤامرة تمت من حزب الجبهة الاسلامية باستغلال الجيش لسرقة الحكم الانتخابي ، وحتى لحظة كتابة هذه السطور ما تزال الانقاذ تمارس ذات المؤامرة على الوطن فقط لتحافظ على السلطة ، يا فيها يا نطفيها ، وفعلا ظلوا فيها وطفوها في ذات الوقت ، تخيلوا بعد ربع قرن من حكم الحزب الواحد والصراخ والعويل ورفع الشعارات الدينية والهتافات والاناشيد ، يعيش السودان في حالة اللادولة واللاقانون .. !! * واهم من ظن ان الانقاذ قد شاخت وهرمت واوشكت على السقوط ، لا الانقاذ تتبدل ووتتحور وتغير جلدها على حسب المرحلة وعلى حسب المتغيرات ، لا مبادئ لا افكار لا قيم لا أخلاق ، كل هذه الاشياء يمكن استغلالها فقط للبقاء ، وهي كالسراب يظنها الظمآن ماء ، وسيظل يظنها لانها استطاعت ان تجعله في حالة ظمأ مستمر ، لا يدركها ولا يتوقف عن الجري خلفها ، وهنا تكمن قوة الانقاذ ، في الخداع والمكر ، لا الاحزاب سلمت من مكرها ولا الشعب سلم من خداعها ، وهذا هو سبب بقائها ، ويمكن ان تبقى اكثر لو ظل الظمأ هو حال الاحزاب والشعب ، ولكن نحن على يقين ، انها في لحظة انكشافها على الحقيقة ، لن تبقى بعدها يوم واحد ، و ربع قرن من تاريخ السودان سيشطب ويكتب عليه في اسافير التاريخ ( حقبة سوداء ) فقط سوداء لا غير لانها حقبة لا يوجد بها ما يستحق الاحتفاظ به للتاريخ وللاجيال ، وسيظل 30 يونيو من كل عام يوم موشح بالاحزان ونقطة سوداء في تاريخ هذا الشعب ، وكلنا إيمان ويقين ان الظلم مهما وصل من قوة لا محال له نهاية وان اي خطأ مصيره الاصلاح ، واي انقلاب بعده ديمقراطية .. !! مع كل الود صحيفة الجريدة [email protected]