مجلس السيادةينفي ما يتم تداوله حول مراجعة الجنسية السودانية    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    السيسي: قصة كفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة وفداء وتضحية    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    تشكيل وزاري جديد في السودان ومشاورات لاختيار رئيس وزراء مدني    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    دبابيس ودالشريف    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبيكي .... سيزيف الاغريقي وجند سليمان ... بقلم: ثروت قاسم
نشر في سودانيل يوم 01 - 11 - 2009


[email protected]
مقدمة
مجلس السلم والامن الافريقي التابع للاتحاد الافريقي , وفي اجتماعه في ابوجا يوم الخميس الموافق 29 اكتوبر , وبمشاركة خمسة عشر رئيساً افريقياً ، استعرض تقرير لجنة امبيكي بخصوص دارفور ، ضمن مواضيع اخري . وافق المجلس علي جميع توصيات لجنة امبيكي بدون استثناء . وحسب الموقع الالكتروني لجريدة تربيون النيجيرية فقد صرح السيد امبيكي بان حكومة السودان , ممثلة في نائب الرئيس الاستاذ علي عثمان محمد طه , قد وافقت علي جميع التوصيات الواردة في التقرير .
واردف امبيكي قائلاً انه بخصوص التوصية المتعلقة بتكوين محكمة هجين ( اقتراح السيد الامام في الاصل ) , فان الحكومة السودانية قد اقترحت تكوين آلية من الاتحاد الافريقي لدراسة اي تعارض بين تكوين هذه المحكمة , والدستور الانتقالي السوداني ، والعمل علي ازالة هكذا تعارض ان وجد . وقد كان الاستاذ علي عثمان محمد طه دبلوماسياً , ومهذباً للغاية في ترحيبه بتوصيات لجنة امبيكي . وابدي تحفظات حكومة السودان علي محكمة الهجين ، علي استيحاء ، وبلين القول .
ثم ماذا بعد ذلك ؟
هذا هو السؤال المفتاحي ؟
كاتب هذه السطور علي قناعة تامة ، لا يشوبها الشك من خلفها او من بين اياديها ، بان الدائرة قد اكتملت بانتهاء اجتماع ابوجا . وان آخر نقطة علي السطر في هذا الموضوع قد تم وضعها بانتهاء هذا الاجتماع . وان ملف لجنة امبيكي قد تم قفله بالضبة والمفتاح .
نعم سوف يكون هناك بعض الكلام الساكت ! وبعض الهواء الساخن ! ولكن المحصلة النهائية سوف تكون قبض الريح .
ولا نلقي القول علي عواهنه . فهناك كثير من الايات والشواهد لقوم يتفكرون ! ومنها علي سبيل المثال لا الحصر نوجز الاتي :
اولاً :
الاتحاد الافريقي لا مال عنده ولا خيل يهديها . بعكس الادارة الامريكية ، الاتحاد الافريقي لا يملك علي اي جزر ولا علي اي عصي ! الاتحاد الافريقي نمر من ورق . وليس لديه اي سلطة علي نظام الانقاذ للضغط عليه لتفعيل توصيات لجنة امبيكي .
ثانياً :
لم يكون الاتحاد الافريقي آلية فاعلة لمتابعة تنفيذ توصيات لجنة امبيكي ! بل ترك هكذا توصيات معلقة في هواء ابوجا ! نعم ... كون لجنة عرجاء وحوصاء برئاسة امبيكي , وعضوية رئيس سابق لنيجيريا ورئيس سابق لبروندي , لكي ( تساعد) في متابعة تنفيذ توصيات لجنة امبيكي ، بسقف زمني حتي اكتوبر 2010م ؟ بعد خراب مالطا ( انتخابات ابريل 2010 ؟ ) ! كما اعتمد المجلس آلية افريقية ( للمراجعة ) في دارفور بعضوية اكثر من عشرين دولة . وهي آلية قد ولدت ميتة , وتم قبرها في ابوجا .
ثالثاً :
الاتحاد الافريقي يتكون من الحكومات . وعليه فهو يرعي مصالح حكوماته الاعضاء . ولا يهتم كثيراً بالشعوب . ولا يعترف , ولا يقيم وزناً للمعارضة في اي بلد عضو فيه . خصوصأ ان كانت حاملة للسلاح ! ورئيس الاتحاد الافريقي يعتمد في استمراريته كرئيس للاتحاد علي الصوت الانتخابي لحكومة السودان في الانتخابات القادمة , لاعادة انتخابه . وراتب رئيس الاتحاد الشهري ( بل ميزانية الاتحاد الافريقي كلها ) يدفع نظام الانقاذ اقل بقليل من خمسة في المائة منها .
فكيف تتصور رئيس الاتحاد يقف ضد , ويعض اليد التي تطعمه ؟ والتي سوف تعيد انتخابه رئيساً للاتحاد في الانتخابات المقبلة ؟
ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين .
( 36 الزخرف) .
رابعاً :
اعترف السيد رئيس الاتحاد الافريقي بعد نهاية اجتماع ابوجا , بان تفعيل توصيات لجنة امبيكي سوف يكون من ( اصعب المهمات ) ! ولم يحاول ان يخفي الصعوبات التي سوف يواجهها في تطبيق هكذا توصيات . وصرح في هذا السياق بان كل المبادرات لحلحلة ازمة دارفور قد فشلت في الماضي , رغم جهود الاتحاد الافريقي وغيره من المنظمات الاقليمية .
ترجمة هذا الكلام برطانة الفور...
( لا تتوقعوا مني ان اطبق وافعل هذه التوصيات ، فهي ربما تكون وتبقي حبراً علي ورق , مثل سابقاتها من مبادرات وتوصيات ) .
خامساً :
اكد السيد امبيكي ان تفعيل توصيات لجنته يجب ان يبدأ الان وليس غداً ! لان الموقف متازم في دارفور . ولان كل القضايا متوقفة علي تفعيل توصيات لجنته لحل مشكلة دارفور ... خصوصاً انتخابات ابريل 2010م واستفتاء يناير 2011م .
الزمن المتبقي لتفعيل توصيات لجنة امبيكي لا يتعدي خمسة اشهر من الان وحتي ابريل 2010م موعد الانتخابات العامة .
قطعاً سوف يحتاج مبيكي لجند سليمان لتنفيذ هذه المهمة الصعبة داخل هذه الفترة القصيرة !
ولكن هل هذا زمن سليمان ومعجزاته ؟
سادساً :
في واقع الامر لم يقبل نظام الانقاذ معظم توصيات لجنة امبيكي . فقد صرح متنفذوه من قبل , عندما اقترح السيد الامام تكوين محاكم الهجين , بان هكذا اقتراح مرفوض . لانه يمس سيادة السودان ويطعن في نزاهة وكفاءة ومهنية قضاته . مما لا يمكن قبوله . كما ان نظام الانقاذ لن يسمح للاحزاب السياسية بالمشاركة في مفاوضات السلام , كما اوصت بذلك لجنة امبيكي . ويعتبر ذلك تفكيكاً لنظامه ! وامر دونه خرط القتاد .
تجنب نظام الانقاذ ان يشيل وش القباحة في ابوجا امام القادة الافارقة . وهو الحريص كل الحرص علي ان يسحب ملف دارفور من مجلس الامن ومحكمته الجنائية الدولية ( وامر قبضها الاسود ) ويرمي به في حضن الاتحاد الافريقي الحنين ولين . شغل بالي ؟
تظاهر نظام الانقاذ بقبول والترحيب بتوصيات لجنة امبيكي . ولكنه كان يضمر في قرارة نفسه امراً آخر . ! فهو خطط لعاصفة ابوجا ان تمر . وحني ظهره لها . وقدر انه بعد ان يفرتك مولد ابوجا . ويرجع كل رئيس افريقي لبلده . ورئيس الاتحاد الافريقي لمقر عمله . سوف ينسي القوم امبيكي ولجنته وتوصياتها وينسون حتي دارفور !
وعند كل رئيس افريقي من المشاكل الداخلية ما يملا وقته ويزيد , وكذلك رئيس الاتحاد الافريقي.
( والله يشهد ان المنافقين لكاذبون . )
سابعاً :
لم يكن اجتماع ابوجا ( علي قصره ) محصوراً علي مناقشة تقرير لجنة امبيكي . بل ناقش عدة مشاكل افريقية اخري . اشدها ناراً ... غينيا والمجازر التي ارتكبها قادة الانقلاب العسكري مؤخراً . والنيجر ومقاطعة الدول الافريقية لها , وجمهورية الكنغو الديمقراطية , وما رحم ربي . تقرير لجنة امبيكي مشكلة من عشرات المشاكل الافريقية الدموية . ولن يجد رئيس الاتحاد الافريقي , ولا القادة الافارقة الوقت ولا الارادة ولا الرغبة ولا المقدرة لمتابعة تنفيذ وتفعيل توصيات لجنة امبيكي ! وهم يعومون حتي الركب في مشاكل القارة السوداء ؟
وسوف يسرح ويمرح نظام الانقاذ . ويموص توصيات لجنة امبيكي في مياه جبل مرة ويرغم معذبي دارفور علي شرابها !
ثامناً :
اكدت الحركات الدارفورية الحاملة للسلاح كلها وبدون استثناء . وكذلك الحركة الشعبية علي رفضها لتوصيات لجنة امبيكي . خصوصاً التوصية الخاصة بمحكمة الهجين , التي تعتبرها التفافاً حول اعمال محكمة الجنايات الدولية , وتعويقاً لها . وعليه فان هذه الحركات ( وهي جزء اصيل ومفتاحي في حل مشكلة دارفور ) وكذلك الحركة الشعبية سوف لن يتعاونون مع الاتحاد الافريقي في تطبيق توصيات لجنة امبيكي .
وسوف يتخذ نظام الانقاذ ذلك مسوغاً وعذراً لتمييع تطبيق توصيات لجنة امبيكي .
ولسان حال نظام الانقاذ يقول : اشمعني نحن بس ومش هم ؟
تاسعاً :
نظام الانقاذ يحمل جائزة نوبل في نقض العهود والمواثيق . والتوقيع علي الاتفاقيات . والهروب من استحقاقاتها . بل العمل علي اجهاضها وقتلها ! ودونك اتفاقياته مع الاحزاب السودانية كافة . وحتي اتفاقية السلام الشامل المضمونة بواسطة مجلس الامن تحت الفصل السابع لم تنج من قردياته ! رغم ان الفصل السابع يجيز لمجلس الامن التدخل العسكري المباشر لتطبيق بنود الاتفاقية .
نظام الانقاذ يقول الشئ في ابوجا امام القادة الافارقة , ويفعل عكسه في الخرطوم , ولا ترمش له عين . فهو يؤمن بفقه الضرورة . الضروريات عنده تبيح المحظورات . سوف ينفذ نظام الانقاذ ما يروق له من توصيات لجنة امبيكي , خصوصاً التوصية الداعية لقيام الانتخابات في كل السودان في مواعيدها في ابريل القادم . سوف يجاهد نظام الانقاذ لتطبيق هكذا توصية , ويرفعها كقميص عثمان . فهو يؤمن ببعض الكتاب ويكفر باغلبه . سوف يعتبر نظام الانقاذ توصيات لجنة امبيكي كسوبر ماركت عفراء يدخله , ويختار منه ما يروق له , ويترك الباقي علي الرف . وليس هناك اوباما لكي يرفع العصي في وجهه.
أما رئيس الاتحاد الافريقي , فهو مجرد موظف يدفع له نظام الانقاذ جزءاً من راتبه الشهري .
عاشراً :
يضمر نظام الانقاذ كثيراً من سوء النية والبغضاء تجاه مشكلة دارفور ؟ التي جلبت للرئيس البشير امر قبض محكمة الجنايات الدولية , وجعلته منبوذاً كالاجرب بين رؤساء العالم ! وقد ظهرت هذه النية السيئة في يوم الجمعة 23 اكتوبر 2009م في كمبالا , عندما رفض وفد السودان التوقيع علي اتفاقية الاتحاد الافريقي للنازحين الافارقة .
ونقص عليك القصة كما اوردتها مجلة الايكونومست ( عدد 29 اكتوبر 2009م ) .
النازح هو الشخص الذي اضطرته ظروف خارجة عن ارادته لترك مسكنه , والنزوح لمنطقة اخري داخل بلده الام . بعكس اللاجئ الذي يغادر مسكنه لمنطقة اخري خارج حدود بلده الام . تقول مجلة الايكونومست ان عدد النازحين السودانيين بلغ اكثر من اربعة مليون نازح ! اي حوالي عدد النازحين في كل دول قارة اسيا مجتمعة ؟ ومعظم هؤلاء النازحين من دارفور .
( سودان الانقاذ البرنجي في دول النزوح وبعده العراق ؟ )
وهذا الرقم لا يحتوي علي الدارفوريين المتواجدين في تشاد ( لاجئين) وعددهم حوالي نصف مليون لاجئ ! ولا توجد اتفاقيات دولية لحماية النازحين , بعكس اللاجئين .
والمندوب السامي الاممي للاجئين غير مسؤول عن رعاية النازحين ! وهم في الغالب تحت رحمة حكوماتهم ! وفي حالة دارفور فان الحكومة هي التي كانت السبب وراء نزوح الدارفوريين في المقام الاول .
عقد الاتحاد الافريقي اجتماعاً رئاسياً في كمبالا يوم 23 اكتوبر 2009م لتوقع الدول الافريقية علي اتفاقية النازحين . التي تضمن للنازحين بعض الحقوق الاولية . ولم يستطع الرئيس البشير المشاركة في الاجتماع , لان حكومة يوغندا لم تضمن له عدم تفعيل امر قبض محكمة الجنايات الدولية ضده !
لم توقع حكومة السودان علي هذه الاتفاقية !
ولكن تم التوقيع عليها من اغلب الدول الافريقية . وصارت ملزمة لكل الدول الاعضاء في الاتحاد الافريقي , بما في ذلك السودان ، الدولة العضو في الاتحاد الافريقي .
لم توقع حكومة السودان علي اتفاقية النازحين لانها لا تريد ان تقيد اياديها بقيود والتزامات تجاه النازحين في دارفور ! وعددهم يفوق الثلاثة ملايين .
هل تتوقع من حكومة الانقاذ هذه ان تفعل وتطبق توصيات لجنة امبيكي ؟ وهي التي رفضت التوقيع علي اتفاقية النازحين , التي وقعت عليها معظم دول افريقيا ؟
احدى عشر:
تقرير لجنة مبيكي يوصي بان تشارك كل اقاليم دارفور الكبري في انتخابات ابريل 2010 . وعليه يجب حل مشكلة دارفور جذريأ قبل ابريل 2010 ليتسني لكل ناخبي دارفور الكبري المشاركة . ولكن هذه الفترة تمثل طول مدرج هبوط جد قصير . ربما لن تتمكن طائرة دارفور من الهبوط بسلام علي هكذا مدرج قصير الطول ! ولكن الرئيس سلفاكير سوف لن يوافق علي تمديد الفترة الانتقالية . لانه يريد ان يخلص ويستقل ويصبح رئيسأ من الدرجة الاولي بحلول الاحد 9 يناير 2011 ( موعد الاستفتاء ).
خاذوق اخر علي طريق تطبيق توصيات لجنة مبيكي المغلوبة علي أمرها ؟ ولكن جلاوزة الأنقاذ يفركون اياديهم فرحأ علي هذه الخوازيق التي يزرعها سؤ الطالع علي طريق عملية تفعيل توصيات لجنة مبيكي ؟
ثاني عشر :
من المتوقع ان يضع الوسيط الاممي جبريل باسولي بعض العصي في دولاب عملية تنفيذ توصيات لجنة مبيكي . لعدة اسباب منها :
- تقرير لجنة مبيكي يهدف لحل مشكلة دارفور قبل ابريل 2010 . ليتسني عقد الانتخابات في كل دارفور الكبري . ذلك سوف يجعل من باسولي عاطلأ في ظرف خمسة شهور . وعليه سوف يقاتل ليحافظ علي موقعه السامي وراتبه العالي . وهو بعد عسكري انقلابي لا حرفة له يتكسب منها . غير حلاقة رؤوس معذبي دارفور .
- تقرير لجنة مبيكي لم يكن رحيمأ مع باسولي , الذي لم تتجاوز محصلة عمله الصفر الكبير . رغم الامكانيات الضخمة ( اممية وافريقية ) الموضوعة تحت تصرفه . خصوصأ أتيام المترجمين الذين يتبعونه في حله وترحاله . اذ الرجل لا يتكلم الأنجليزية ويجهل العربية .
- تقرير لجنة مبيكي يقترح أسلوبأ للعمل يدابر الأسلوب الذي يتبعه حاليأ باسولي .
- باسولي اصبح يشعر انه وسيط الامم المتحدة القوية اللضيضة اكثر منه وسيط الاتحاد الافريقي الغلبان الكحيان . فلذلك سوف يشعر ببعض مركب التعالي تجاه مبيكي ( الرئيس السابق والعنقالي الان ) ولجنته وتوصياتها . لسان حال باسولي يقول :
اليس لي ملك دارفور ؟ وهذه الخيران تجري من تحتي ؟ افلا تعقلون ؟
وهذا كله يصب في مصلحة جلاوزة الانقاذ ؟ اذ يجدون من يساعدهم في تفطيس توصيات لجنة مبيكي ؟
ثالث عشر :
سوف يجاهد نظام الانقاذ في تبويظ وعدم تفعيل توصيات لجنة امبيكي لسبب بسيط . وهو ان معظم هذه التوصيات وخصوصاً فكرة المحاكم الهجين مصدرها السيد الامام ..
نعم... نظام الانقاذ مهوس , وراكبه جن احمر اسمه اماموفوبيا ... وهو الخوف من السيد الامام . وكل ما يرشح من السيد الامام ،( وهو كله في مصلحة بلاد السودان , واهل بلاد السودان ) موضع شك وتساؤل ورفض من قبل نظام الانقاذ . وسوف يعلل نظام الانقاذ ان توصيات لجنة امبيكي لن تكون في مصلحته , فقط لان منبعها السيد الامام . فنظام الانقاذ قد رفض في صلف وكبرياء كل مبادرات الامام , وافكاره لحلحلة مشاكل السودان . واغتال بدم بارد جيبوتي والتراضي . وجاهد نظام الانقاذ لفرتكة حزب الامة بشراء الذمم والنفوس الضعيفة !
وعليه فان رائحة السيد الامام في توصيات لجنة امبيكي كفيلة بطرد ناموس الانقاذ بعيداً عن توصيات لجنة امبيكي . ولا تستغرب ، ياهذا ، فهذا هو المنهج الذي يسير عليه نظام الانقاذ . والمسطرة التي يقيس بها قراراته . واعرج به من منهج ! واشتر بها من مسطرة !
انهم قوم مصابون بالشذوذ الفكري والسياسي ؟ اذ ان افكارهم ومنهجهم السياسي ضد طبيعة الاشياء ونواميس الحياة ! يلبسون الحق بالباطل ويفرزون مناخاً سياسياً وفكرياً ملوثأ . ويدعون الي عزل كل من يأتيهم بالحق لانهم اناس لا يعقلون .
( ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وأنا به كافرون ) .
رابع عشر:
توصيات لجنة امبيكي اكدت علي ولاية محكمة الجنايات الدولية علي ملف دارفور . وعلي استمرار المحكمة في مقاضاة ومحاكمة المتهمين في الفظيع من جرائم دارفور . لم توصي لجنة امبيكي ( كما كان يتمني ويتوقع نظام الانقاذ ) بقفل ملف امر قبض الرئيس البشير , وتحويله الي مجلس الامن ليصير قضية سياسية بدلاً عن قضية جنائية ! بل العكس كان صحيحأ ! وعليه , ومن منظور نظام الانقاذ , فان لجنة امبيكي يمكنها ان تشرب من بحر ابيض , وتغرق فيه . ولن يشيل نظام الانقاذ الفاتحة عليها .
انتهي فيلم امبيكي في ابوجا في يوم الخميس الموافق 29 اكتوبر ! وسوف يبدأ فيلم الدوحة في القريب العاجل ... فترقبوه .
خامس عشر :
الاية 17 في محكم التنزيل ( سارهقه صعوداً ) تلخص في كلمتين التراجيديا الاغريقية , التي حكمت فيها الالهة علي سيزيف بالعذاب السرمدي . سيزيف المسكين يدفر جلمود الصخر الي اعلي الجبل , وعندما يكون علي بعد اشبار من قمة الجبل , تدحرج الالهة جلمود الصخر الي اسفل الجبل . ويبدأ سيزيف دفر الجلمود الي اعلي الجبل من جديد ! وهكذا طلوع الي ما قبل القمة ونزول الي اسفل الجبل . ولا يصل الجلمود الي قمة الجبل حتي يوم الدين . ارهقت آلهة الاغريق سيزيف صعوداً ! اما سيزيف هذا الزمان فهو امبيكي . وسوف يرهقه جلاوزة الانقاذ صعوداً . فكلما حاول امبيكي تطبيق توصياته وقارب النجاح . يدحرج جلاوزة الانقاذ جلمود صخر امبيكي الي اسفل الجبل , فيبدا امبيكي المسكين الكرة من جديد ! وهكذا الي يوم يبعثون ! فلا تري توصيات امبيكي النور حتي يلج الجمل من سم خياط ( مكاوي السد ) .
عذاب امبيكي مع جلاوزة الانقاذ سوف يكون سرمدياً ! وسوف يرهقونه صعوداً ! إلم يرهقون من قبله سلفاكير صعوداً ؟ والسيد الامام ؟ ومولانا ؟ والسيد مبارك ؟ وقريباً ناس الشرق؟
سادس عشر :
علي فرضية ان يصر الجنرال غرايشون ( وهو يخفي عصيه وراء ظهره ) ويحمل جزره في اياديه . ويضغط علي جلاوزة الانقاذ . فيقبلون علي مضض بفكرة المحكمة الهجين . فانهم سوف يختارون القضاة الاجانب بالتنسيق مع رئيس الاتحاد الافريقي ( مملوكهم الذي يدفعون جزء من راتبه الشهري) ؟ سوف يكون قضاة المحكمة الهجين من الصين ، مصر ، اليمن ، الصومال وليبيا . وهي دول مشهود لها باستقلال القضاء . وفصله فصلاً تاماً من السلطة التنفيذية . وبذلك يضمن الاتحاد الافريقي وجلاوزة الانقاذ حيدة ونزاهة ومهنية محاكم الهجين , وعلي رأسها قضاة ( يقبضون بالدولار الاخضر من نظام الانقاذ ) ومن منارات القضاء العادل والحرية واحترام حقوق الانسان . ولن يستطيع الاستاذ يحي بولاد ان ينبذ ببنت شفه وامامه قضاة محايدون لا يسمعون كلام جلاوزة الانقاذ . ولا يصدعون بما يامرون به ! قضاة لا يحاكون الاراجوز في محاكم ليست عبثية .
سابع عشر :
في خطوة غير مسبوقة وغير متوقعة فجر الرئيس سلفاكير أزمة بين الحركة الشعبية ونظام الأنقاذ في يوم السبت 31 اكتوبر 2009 . بتحذيره الجنوبيين من التصويت للوحدة , وحثهم للتصويت للاستقلال في استفتاء الاحد 9 يناير 2011 . سوف تزيد هذه الازمة الجديدة من الاحتقان السياسي . وتركز الاهتمام القومي , والاقليمي , والدولي علي الجنوب وخصمأ علي الاهتمام بمشكلة دارفور , وخصوصأ خصمأ علي متابعة تنفيذ توصيات لجنة مبيكي ! خصوصأ من قبل أدارة اوباما ! في الفترة الحرجة القادمة , وحتي حلول موعد الانتخابات في ابريل 2010 , سوف يسرق الجنوب الأضواء من متابعة تنفيذ توصيات لجنة مبيكي ؟ وسوف يجدها نظام الانقاذ فرصة ذهبية لقفل ملف مبيكي ولجنته وتوصياتها المزعجة ؟
ثامن عشر :
قال امبيكي للملأ من قومه الافارقه : يا ايها الملا افتوني في امري ، ما كنت قاطعاً امراً حتي تشهدون . اريد تفعيل توصيات لجنتي هذه علي جلاوزة الانقاذ . انهم كانوا قوماً لا يستحون .
قالوا : نحن اولوا قوة واولوا باس شديد . والامر لك فانظر ماذا تأمر ؟
قال عفريت من الجن انا افعل واطبق توصياتك قبل ان تقوم من مقامك . واني عليه لقوي امين . قال الذي عنده علم الكتاب , انا افعل واطبق توصياتك قبل ان يرتد اليك طرفك .
ورث امبيكي مانديلا , وقال يا ايها الناس علمنا منطق جلاوزة الانقاذ ! واوتينا من كل شئ ! وان هذا لهو الفضل المبين ! وحشر لامبيكي جنود سليمان , من الجن والانس والطير , فهم يوزعون . ونزل امبيكي الي المعركة , رافعاً توصياته , مطالباً جلاوزة الانقاذ بتفعيلها , وإلا نالهم عذاب غليظ .
أتخذ جلاوزة الانقاذ مبيكي هزوا ! وانتصر جلاوزة الانقاذ ومعهم الجن الاحمر علي امبيكي , ومعه جنود سليمان من الجن والانس والطير ؟ وقال جلاوزة الانقاذ لامبيكي : انا نراك في سفاهة يا امبيكي ! وانا لن نفعل توصياتك ! ولن نؤمن بهجينك وانا هاهنا قاعدون ؟ وانا لمنتصرون وانا للغالبون ! وطفقوا ينبحون ..... حتي اتاهم الامر الامريكي بياتا , وهم نائمون ؟
وارسلنا عليهم رجزاً من السماء بما كانوا يظلمون .
خاتمة
وصل الخرطوم يوم السبت الموافق 31 اكتوبر 2009م في زيارة رسمية لمدة يومين الرئيس بليس كومباوري ، رئيس بوركينا فاسو . الغرض من الزيارة طرح مبادرة خجولة ومغتغتة لحلحلة مشكلة دارفور . كما حلحل من قبل مشكلة ساحل العاج وغينيا . وهو الذي ارسل وزير خارجيته السيد جبريل باسولي ليكون الوسيط الاممي / الافريقي لمشكلة دارفور ! والمعروف ان فخامة الرئيس كومباوري وصل الي الحكم عبر انقلاب عسكري دموي ( بمساعدة العقيد وقتها جبريل باسولي ، قائد حامية وقادوقو) اغتال فيه زميله وصديقه الرئيس توماس سانكره ( 1987 م). الرئيس سانكره هو الذي اعطي بلاده اسمها الحالي في عام 1984م .... بوركينا فاسو او بلاد الرجال الشرفاء ... كان اسمها من قبل فولتا العليا.
وتلك الايام ......
الناقصة تمت .
وختمت لكم خيبتكم ورضيت لكم الفشل ديدناً ؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.