هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    "نسبة التدمير والخراب 80%".. لجنة معاينة مباني وزارة الخارجية تكمل أعمالها وترفع تقريرها    التراخي والتماهي مع الخونة والعملاء شجّع عدداً منهم للعبور الآمن حتي عمق غرب ولاية كردفان وشاركوا في استباحة مدينة النهود    وزير التربية ب(النيل الأبيض) يقدم التهنئة لأسرة مدرسة الجديدة بنات وإحراز الطالبة فاطمة نور الدائم 96% ضمن أوائل الشهادة السودانية    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    المرة الثالثة.. نصف النهائي الآسيوي يعاند النصر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمريكا تدعم الحروب في الولايات وترفض للحركات التوحد لإسقاط النظام فما هو السر؟. بقلم: النعمان حسن
نشر في سودانيل يوم 20 - 07 - 2014

افهميها يا حكومة ومعارضة وحركات ثورية فماذا تفعل امريكا اكثر من ده لتكشف نواياها التامرية
الشمال والجنوب بحاجة لانقاذ من (الانقاذ والحركة) فكيف يعود الاستقرار لبلد قسموه زورا لبلدين
الشعب فقد ثقته فى الاحزاب لفشلها التاريخى ولمشاركتها فى الانفصال رغم رفضه للانقاذ
قيادات التجمع اعلنت رفضها لحق تقرير المصير ثم انتكست وبصمت عليه ارضاءلامريكا
بعد ان وقع الفاس فى الراس تبحث المعارضة عن موقف خسرته بما ارتكبت من اخطاء
حلقة 4-4
تناولت فى الحلقة السابقة الدورالكبير الذى لعبه الشيخ الترابى زعيم الحركة الاسلامية حيث عددت فيها كيف انه بدا التخطيط واعداد المسرح للانقلاب منذ عام المصالحة مع النميرى فى عام 77 والتى عمل فيها من ذلك الوقت على اختراق القوات المسلحة بعد ان انفرد بالساحة بسبب رحيل الشهيدين عبدالخالق محجوب والشريف حسين الهندى ثم لهيمنته على فترة الحكم الانتقالى فى الديمقراطية الثالثة عندما نجح فى ان يقف على راس الحكومة الانتقالية قيادات موالية او متعاطفة مع الحركة الاسلامية والتى انحازت له يوم رفضت طلب كل الاحزاب بالاجماع -ماعدا حزب الترابى- بمد الفترة الانتقالية ثم الغاء قومية الاقتراع على دوائر الخريجين وابتداع الدوائر الجغرافية للخريجين حتى يفوز حزبه بدوائر الخريجين كما اوردت الكثير من التفاصيل للاحداث الغريبة التى شهدها السودان وصبت كلها لتامين انقلاب الحركة الاسلامية وعلى راسها دخول الشيخ سجن كوبر لتامين الانقلاب ومذكرة القوات المسلحة و مسرحية الانقلاب المايوى المزعوم وكل ذلك كما اكدت علي ان الانقلاب قصد بتوقيته ان يحول دون تفعيل اتفاق الوحدة والسلام بان يحول دون انعقاد جلسة البرلمان حتى لا يصدر قانونا يلغى قوانين سبتمبرالاسلامية ولعل اهم ما ابرزته فى تلك الحلقة االتحالف الاسترتيجى بين الاعداء امريكا والحركة الاسلامية بعد ان التقت مواقفهما ضد تنفيذ اتفاق الوحدة والسلام حيث ان امريكا تعمل لفصل الجنوب والحركة لن تحقق فرض الحكم الاسلامى الا بفصل الجنوب .
ولان الرياح لا تاتى بما تشتهى السفن فلقد وجدت الانقاذ انها فى ورطة لان حليفتها امريكا لايقف مخططها على فصل الجنوب وانما يمتد لتقطيع السودان (حتة حتة)حتى
فجعت ( بان الحروب الاهلية تصاعدت فى اكثر من منطقة ومهددة بالمزيد منها وانها تقف. عاجزة عن مواجهتها لما تتمتع به من دعم امريكى و على المستويات العالمية الرسمية بل ولغفلة النظام فان امريكا وفرت الحماية لها فى اتفاق نيفاشا وهو ما يتماشى مع قرارها حول حق المناطق المهمشة التى لم يكن بينها اى منطقة متمردة فى ذلك الوقت لعدم وجود اى تمرد غير الجنوب.
وحيث اننى وعدت بان ارصد ما ارتكبته القوى السياسية حاكمة ومعارضة من اخطاء صبت لصالح التامر على السودان فاننى بدءا لابد ان اطرح سؤالا هاما لفتح هذا الملف.
فبما ان امريكا كشفت عن نواياها لتقسيم السودان منذ الربع الاول من التسعينات وقررت علانية انها ستعمل على تحرير السودان من الاستعمار العربى والذى قصدت باعلانه ان تحث المسلمين غير العرب المتضررين من الهيمنة والتميز العربى ان يشاركوا فى التمرد حتى لايقتصر التمردعلى غير المسلمين وحدهم وقد نجحت بالفعل فى تحريض مناطق انتشر فيها التمرد الذى يقوده او يشارك فيه مسلمون بل فانها قد كشفت عن نوياها بصورة سافرة عندما تبنت بيان حق الجنوب والمناطق المهمشة فى تقربر المصير فلماذا اصبحت القوى السياسية حاكمة ومعارضة اداة لانجاح هذا التامر و لماذا لم ترتفع بموقفها لتغلب الهم الوطنى على كل الرغبات الشخصية وتتخلى عن الرؤى الحزبية الضيقة كما انها اصرت على ارتكاب العديد من الاخطاء التى ساهمت فى تفتيت السودان.
فهل كانت ردة فعل القوى السياسية السودانية حاكمة ومعارضة فى مستوى النوايا العدوانية اتى كشفت عنها امريكا علانية :
بداية . فالسؤال المشروع هنا اذا قبلنا مسلك الانقاذ يوم ابرمت اتفاق بون لرغبتها فى فصل الجنوب حتى تؤمن على الحكم الاسلامى الذى تصرعلى فرضه بالقوة فكيف اذن بقيت على موقفها نفسه بعد تكشفت نوايا امريكا علانية بان سقف مخططها لايقف عند فصل الجنوب وانما تحرير السودان كله من الاستعمارالعربى فلماذا لم تراجع هذه السياسة ولماذا عادت لتحقق لامريكا فصل الجنوب بعد ان تكشفت لها الحقيقة.بدلا عن التراجع عن سياستها لتفشل المؤامرة وتحفظ الوطن وتوحد القوى السياسية لمناهضة امريكا
اذن كان هذا اول واكبراخطاء الحركة الاسلامية التى كان يتعين عليها ان (تثوب لرشدها) وتغلب وحدة الوطن وتتراجع عن هذه النظرة الضيقة حتى لا تحقق لامريكا مخططها فى تقسيم السودان بعد ان لم يعد المقابل للحكم الاسلامى انفصال الجنوب وحده ام ان الحركة الاسلامية لاتمانع فى ان يقسم السودان قطعة قطعة بسبب سياساتها.
ولعل اهم ما كان يتعين على الانقاذ ان تتوقف فيه وتعتبر منه فتتنازل عن سياستها لفرض الحكم الاسلامى بالقوة حتى لا تساعد المخطط الامريكى فان الحركة الاسلامية تعلم ان الحروب المسلحة التى تصاعدت فى المناطق الثلاثة كانت ولاتزال ولسوف تظل تحت رعاية الدعم الامريكى الغربى اللذى اضفى عليها حماية من المؤسسات الدولية لحقوق الانسان حتى اصبحت كيانات معترف بها عالميا فلماذا لم تتعظ الانقاذ من موقف امريكا لما فوجئت بان الحركات التى ترعاها وتدعم ثوراتها على الانقاذ فى مناطقها اجتمعت واتفقت على توحيد قدراتها المسلحة لاسقاط النظام باعتباره الحل الوحيد لمشاكلها وما كان من امريكا الا ان اصدرت بيانا رسميا اعلنت فيه انها ترفض للحركات المتمردة ان تتوحد من اجل اسقاط النظام باالعمل المسلح مما يؤكد انها حريصة على بقاء النظام من جهة وبقثاء الحروب المسلحة فى ذات الوقت فماذا يعنى هذا غير ان الدور الذى تريد امريكا للحركات المتمردة ان تلعبه هو تصعيد الحرب فى المنطقة المخصصة لكل منها دون ان تمس النظام مما يؤكد ان ما ترمى له هو تقسيم السودان لان هذا لن يتحقق الا ببقاء النظام واشتعال الحروب بينه والرافضين له لاسباب دينية او عنصرية عربية كل فى منطقته وهذاهو المطلوب فهل من درس اهم من هذا للانقاذ حتى تدرك انها على الطريق الخاطئ الذى يقسم الوطن عدة دويلات او ليس فى هذا درس لكل القوى السياسية حاكمة ومعارضة ومتمردة حتى تعيد حسابات مواقفها وفق مصالح الوطن.
ثانيا ملف التجمع الوطنى ومواقفه لم تكن احسن حالا من الانقاذ حيث صبت بنفس القدر لصالح المخطط التامرى الامريكى وهذا ما اقف فيه الان بالتفصيل.:
1- بداية الاحزاب السياسية والتى تجمعت فى كيان واحد معارض للانقلاب تحت مسمى التجمع الوطنى الديمقراطى اتجهت للمعارضة من خارج السودان واغفلت المعارضة من الداخل و اسقطت بهذا دور الشعب فى ان يكون صاحب الكلمة مما مكن الانقاذ من ان تصفى وجود التنظيمات النقابية من عمال ومزارعين ومهنية وسكة حديد وبهذا اجهضت اقوى اسلحة الشعب فى الاضراب السياسى بعد ان اتيح لها تصفية الخدمة المدنية بالصالح العام بل وتصفية حتى مؤسسات القوات النظامية حيث تحقق لها ذلك دون مقاومة لان المعارضة من الخارج اضعفت دور المقاومة الجماهيرية من الداخل حتى دانت البلد للحركة بعد ان امسكت بكل مفاتيحها بالرغم من ان فشل المعارضة من الخارج معروف حتميا فالانقلابات التى شهدها السودان لم تجهض الا بالارادة الجماهيرية من الداخل وسلميا .
2- مع ان تجمع الاحزاب يحمد له اخيرا بعد الفشل التاريخى لنصف قرن الوصول لمشروع تسوية مع الحركة الشعبية لتحرير الجنوب يقوم على وحدة السودان وفق دولة المواطنة التى تضع حدا لفوارق العنصرية والقبلية والدينية الاان التجمع منذ ضم الحركة الشعبية فى عضويته رهن نفسه للحركة وفقد استقلالية مواقفه حتى تم تهميشه نهائيا ولم يعد كيانا مؤثرا فيما يدور من مفاوضات بين الحركة والانقاذ تحت رعاية امريكا والغرب المتامرين على وحدة السودان حتى تمذق الوطن بسبب هذه المفاوضات وما ترتب عليها من تسويات بين الانقاذ والحركة الشعبية وتحت رعاية ووصاية امريكا التى لم تخف نواياها العدوانية لتقسيم السودان كما اكدت فى الحلقة السابقة لهذا لم تعد لهذه الاحزاب المعارضة وجودا مؤثرا على المستوين الداخلى جماهيريا او خارجيا دون اى دور فيما يشهده السودان من مفاواضات حددت وتحدد مصيره
3- ومن اكبر اخطاء التجمع انه اختار طريق العنف والعمل المسلح لاسقاط النظام من الخارج مع فشل تجربة الجبهة الوطنية ابان مكافحة انقلاب مايو ولان التجمع لا يملك التاهيل لعمل المسلح فانه باعتماده النضال المسلح وسيلته لاسقاط النظام وهو لا يملك مقوماته سهل للحركة الشعبية ان تصبح قوة عسكرية نظامية موازية للقوات المسلحة السودانية وليست حركة متمردة بعدان اصبح لها القدرة ان تفرض نفسها ندا للدولة مع غياب التجمع عن صناعة الاحداث وكان ذلك لانها رهنت ارادتها فى شخص رئيس الحركة الدكتور جون قرنق بسبب موقفه الشخصى الوحدوى لهذا فقدت كل شئ باغتيال المتامرين على وحدة اسودان له بجانب ان قرنق نفسه لم يكن يملك الخروج عن الهيمنة الامريكية طالما ان الحركة تعتمد على دعم امريكا والغرب لهذا لم يكن غريبا ان يتراجع قرنق تحت الضغوط الامريكية والتهديد بسحب الدعم عنه ويقبل مجبرا ما فرضته امريكا على طرفى الحركة للاتفاق على حق الجنوب فى تقريرالمصير. وللحقيقة والتاريخ كان الشريف زين العابدين الهندى الامين العام لحزب الاتحادى الزعيم الوحيد الذى اتخذ موقفا رافضا لانضمام الحركة للتجمع واصدر بيانا اكد فيه اختلاف اجندة الحركة عن اجندة التجمع حيث ان الاخير يناضل من اجل اسقاط نظام دكتاتورى لاعادة الديمقراطية بينما الحركة ليست معنية بعودة الديمقراطية بقدر ما هى معنية بقضية الجنوب وانها بسبب هذه القضية كانت فى حالة حرب مع الحكومة الديمقراطية نفسها عقب انتفاضة ابريل والمكونة من قوى التجمع نفسه التى اطاح بها الانقاذ وبالفعل قد اثبت الواقع صحة ما ذهب اليه الهندى حيث ان الحركة همشت التجمع واستقلت بمواقفها عن التجمع لتحقق اجنتها بالاتفاق مع دكتاتورية الانقاذ التى لم يكن اسقاطها هدفا للحركة لهذا لم يكن بين شروطها للحوارعودة الديمقراطية واشراك التجمع فى الحوار ليبقى التجمع مغلول اليد متفرجا على مستقبل السودان الذى اصبح بيد الحركة والنظام الحاكم وامريكا.هذا الثالوث الذى لم يكن يختلف حول الانفصال كحل للقضية
5- وهنا نصل اهم واخطر الاخطاء التى ارتكبها التجمع والتى مهدت الطريق للثلاثى الذى ضم المتامرين على السودان والانقاذ التى لاتمانع فى انفصال جنوب السودان الذى سبق ان ابرمت اتفاق بون الشهير والذى يدعو للانفصال عام 90 والحركة الشعبية كطرف ثالث والتى لا تمانع في الانفصال اذا لم تتراجع الحكومة عن الحكم الاسلامى وهو ما يخرج عن اهداف التجمع لهذا لابد من الوقوف مع التجمع بتفصيل دقيق حول ما ارتكبه من خطا فاحش دفع السودان ثمنه انفصال الجنوب ويتهدد غيره ويكون التجمع مسئولا عنه مع الانقاذ :
أ- ففى عام 90 أعلن التجمع الوطنى موقفا قويا معارضا ورافضا الاتفاق الذى وقعه الدكتورعلى الحاج عن الحركة الاسلامية مع الفصيل المنشق عن قرنق والذى اعترف فيه الاتقلاب بحق الجنوب فى تقرير المصير ويومها وصف التجمع موقف الانقاذ بالخيانة الوطنية والتامر ضد وحدة السودان وساهم بدور فاعل فى اجهاض ذلك الاتفاق.
ب- تاكيدا لموقفه هذا وكردة فعل لاتفاق الانقاذ مع الفصيل المنشق عن الحركة والذى يدعو لحق تقريرالمصير اقدم التجمع على خطوة مناهضة لموقف الانقاذعندما توصل لاتفاق مع الحركة الشعبية جناح الدكتور قرنق الذى ادان معهم اتفاق بون واعلن مناهضته له بقوة حيث امن الاتفاق الذى صدروفقا له ميثاق التجمع بعد ان انضمت الحركة لعضويته على وحدة السودان وفق مواطنة تساوى بين المواطنين دون اى تفرقة عنصرية او جهوية او دينية وللعمل على اسقاط النظام لتفعيل الميثاق لتسجل احزاب التجمع ولاول مرة فى تاريخها خطوة هامة تصب لصالح الوحدة مصححة بهذا مواقفها الخاطئة عبر التاريخ.ولكن لم يصحب هذا موقفا مبدئيا يدين امريكا والغرب الذى لم يخف تامره لتقسيم السودان برعايته للاتفاق فى واحدة من عواصمه بون عاصمة المانيا الغربية كما تاكد يومها دور المخابرات الغربية فى بلورة الاتفاق
ج- صحب موقف التجمع وتوقيعه لمثاق الوحدة مع الحركة تغيرات جوهرية عندما ارتكب خطأ كبيرا عندما اعتمد خط الحركة الشعبية بالنضال المسلح والحرب من الخارج لاسقاط النظام وهو ليس مؤهلا لذلك مما فرض عليه ان يصبح بحاجة لدعم امريكا له جاهلا او متجاهلا عمدا ان امريكا احرص على بقاء الحركة الاسلامية فى الحكم لانه الطريق الوحيد لانجاح التامر على وحدة السودان وهو ما تحققه لهم الانقاذ لاصرارها على فرض الحكم الاسلامى بالقوة لهذا بقى التجمع منذ تلك اللحظة ينصاع لرغبات امريكا طمعا فى دعمها الذى لم ينال منه الا الوعود الوهمية رغماعن امريكا وجهت دعمها كله لفصليى الحركة الشعبية ومع ذلك لم يستوعب التجمع الدرس..
د- حلت الكارثة يوم تبنت لجنة الشئون الافريقية فى الكونجرس الامريكى والتى سبق ان اعلنت قرارها بحث الحكومة الاميركية للعمل على تحربر السودان من الاستعمار العر بى ذلك القرار الذى لاذ فيه التجمع بالصمت والتجاهل و لم يقابله باى ردة فعل رافضة له باتخاذ موقف مناهض لتامر امريكا وبدلا عن ذلك انصاع التجمع للدعوة التى وجهتها لجنة الشئون الافريقية لتنظيم ندوة بواشنطن تحت عنوان (السودان الماساة المنسية) دعت اليها كل قيادات التجمع وفصيلى الحركة الشعبية وممثلين عن الانقاذ ويومها هرولت قيادات التجمع من لندن والقاهرة نحو امريكا تحت حضن من قرر تحرير السودان من الاستعمارالعربى وحتى لا يتوهم احد اننى (اتبلى ) على قيادة لتجمع . اؤكد اننى فى ذلك الوقت تحديدا وقبل سفر القيادات بايام سطرت مقالا بصحيفة الخرطوم التى تصدر من القاهرة تحت عنوان (ايها الذاهبون لواشنطون انتبهوا ماذا تريد امريكا من السودان) واشرت فيه لذلك القرار الذى تداولته يومها صحف مصرية حتى يلم به من لم يسمع به من تلك القيادات التى هرولت للسفر لامريكا و تساءلت في ذلك المقال كيف يهرول قادة التجمع استجابة لدعوة من طالب الحكومة الامريكية ان تعمل على تحرير السودان من الاستعمارالعربى. ويالها من ماساة فلقداتضح انه ليست هناك ندوة ولم تنعقد بل تكشف ان دعوتهم كانت غطاء للقاء خاص خططت له لجنة الشئون الافريقية بين فصيلى الحركة قرنق ومشار ولام اكول حيث سعت اللجنة لتوحيدهم فى اجتماعت سرية انعقدت دون علم التجمع حتى فوجئ ببيان تصدره لجنة الشئون الافريقية بالكونجرس كشف بان اللجنة فشلت فى توحيد فصيلى الحركة ولكنها نجحت فى توحيد موقفهم من قضية الجنوب بالتمسك بحق تقرير المصير حيث اكد البيان على حق الجنوب فى تقرير المصير ولم يصدر البيان يومها من فصيلى الحركة بل صدر باسم لجنة الشئون الافريقية الامريكية بل والمفارقة الاكبر ان البيان تضمن الاشارة لكفالة نفس الحق لما اسمتهم المناطق المهمشة فى السودان والتى لم يكن ايا منها يشهد تمردا فى ذلك الوقت مما يؤكد ان البيان كان دعوة لهم للتمرد ووعدا لهم بالدعم وبهذا كانت اضافة اللجنة لهم فى القرار الذى لم يكن يعنى فصيليى الحركة وانما كان لحث هذه المناطق للتمرد وهذا ما حدث.
. وبهذا البيان تاكد التامر الامريكى لمن كان يتشكك فى ذلك
ولكن لم تكن للقوى السياسية حاكمة او معارضة اى رد فعل بحجم الموقف.
ه- هنا ثارت قيادات التجمع واصدرت بيانا عاصفا باسم التجمع من جهة و ببيانات صدرت عن قيادة كل حزب منها على حدة ادانوا فيها الاعتراف بحق تقرير المصير للجنوب والمناطق المهمشة وتم نشر بيانات الادانة هذه فى كافة الصحف ولم يسلم حتى الدكتور قرنق نفسه من ملاحقة التجمع وقيادات الاحزاب له بالادانة حيث وصفوا خروجه عن ميثاق التجمع بالخيانة الوطنية وبهذا جاء موقف التجمع متوافقا مع موقفه ضد اتفاق بون عام 90بالرغم من ان بيانات الادانة تجنبت ادانة لجنة الشئون الافريقية الامريكية التى ضحكت على قيادة الاحزاب بالدعوة للندوة المزعومة التى لم تنعقد حيث عادوا للقاهرة بعد رحلة سياحية فى افخم الفنادق يحملون معهم بيان تدمير السودان مما يؤكد الموقف الامريكى المستهدف للسودان ولكن لم تجرؤ قيادة التجمع او قيادة اى حزب ان تضمن بيانها الرافض لحق تقرير المصير اى ادانة لمسلك لجنة الشئون الافريقية الامريكية.
و- وهنا نصل محطة الطامة الكبرى واكبر جرائم قيادة التجمع والتى اعتبرها المسئول الاكبر عن انفصال الجنوب وانتشار التمرد فى اكثر من منطقة بالسودان حيث ان قيادات التجمع بدأت التساقط والتراجع الواحد تلو الاخرعن مواقفهم وكان اول المنتكسين السيد الصادق المهدى الذى فاجا قيادة التجمع بانه كان اول من التقى قرنق دون علم التجمع واصدر فى بيان رسمى مشترك مع الحركة موافقة حزبه على حق تقرير المصير ويالها من مفارقة فلقد ادانت قيادة التجمع وقيادات الاحزاب موقفه فى بيان عاصف اشد قسوة واتهمته بالخيانة الوطنية ثم جاءت المفاجأة عندما بدات قيادات التجمع فى اللحاق بالصادق و التساقط يوم بصمت على القرارمعترفة للجنوب بحق تقرير المصيرفيما سمى بمؤتمر القضايا المصيرية فى اسمرا هاربين من مصرالتى ماكانت لتسمح لهم بذلك وبهذا كتبوا نهاية ميثاق الوحدة و بهذا مهد التجمع الطريق لانفصال الجنوب وتهديد السودان بالتقسيم عندما اخرس التجمع صوته كمعارض واصبح لا حول له ولا سلطان فى مقاعد المتفرجين لا يجرؤ ان يدلى بكلمة رافضة لحق تقرير المصير وبهذا بقى التجمع خارج دائرة المفاوضات لتحديد مصير السودان فى كل مراحل التفاوض التى انتهت بكارثة الاتفصال وما سيتبعه من تقسيم لمناطق اخرى ويالهامن بدعة والتجمع يبرر موقفه بان حق تقرير المصير حق تكفله القوانين الدولية مع ان السودان ليس مستعمرا للجنوب (بجرحرف العين) وان كان هذا حق تكفله القوانين الدولية فلماذا ادان التجمع اعتراف الانقاذ به عام90 عندما ادانوا اتفاق بون .
ن- ويالها من كومديا ساخرة يومها فقد استغل النظام الحاكم موقف التجمع وتاييده قرار حق تقريرالمصير بالرغم من فرحتهم الغامرة بهديته القيمة لهم لانه صب لصالح سياسته الرامية للتخلص من الجنوب حتى لا يقف عثرة فى طريق الحكم الاسلامى ومع ذلك لم يتردد النظام و استثمر موقف التجمع ليدينه بالخيانة الوطنية لاعترافه بحق الجنوب فى تقرير المصيركما فعل التجمع فى عام 90 رغم سعادتهم بموقفه لانه اراحهم من اهم معارض يمكن ان يستغل اتجاهاتهم الانفصالية لاثارة الشعب ضدهم وقبل ان يستثمر التجمع ادانة الانقاذ له لكسب رضاء امريكا سارع النظام بتوقيع اتفاق مماثل مع الفصيل الجنوبى فى السودان مؤكداعلى حق تقريرالمصير للجنوب وبهذا تحقق له ما اراد والخاسرالتجمع و قبله السودان
ولكن الانقاذ نفسها وبالرغم من تكشف نوايا امريكا تجاه السودان حيث ان قرار حق تقريرالمصير لم يقف على الجنوب وانما اشار للمناطق المهمشة والذى قصدت به امريكا دعوة صارخة لغير العرب الذين يعانون من تميز الجنس العربى عليهم ان يسلكوا طريق التمرد بعد ان ضمنوا الدعم الامريكى وكان هذا وحده كافيا لان تراجع الانقاذ سياستها يالتراجع عن موقفها فرض الحكم الاسلامى ولكنها سارت على درب التقسيم حتى وجدت نفسها فى مواجهة واقع عاجزة عن الصمود فى مواجهته والسودان مهدد ان تتساقط مناطقه تحت يد الانقاذ وما كان هذا يحدث لو ان الانقاذ صححت موقفها بعد ان تلقت الدرس من الموقف الامريكى .
هذه مواقف القوى السياسية حاكمة ومعارضة فهل تجنيت على اى منها اذا قلت واصر على انها ارتكبت من الاخطاء فى حق السودان ما يعتبر جريمة بكل ما تحمل الكلمة فهل هذه القوى السياسية جديرة بان يكون حل مشاكل السودان بيدها وهى تناور بعضها البعض بحوار مزعوم مهموم بالتنازع على السلطة وليس معنيا بالاتفاق على خارطة طريق تجنب السودان ما يتهدده من تقسيم بل ويسعى لاعادة الجنوب لحظيرة السودان بعد ان تاكد ا ن كل السودانيين الشمالى والجنوبى خرجا خاسرين من الانفصال حيث ان كلا من الشمال والجنوب بحاجة لانقاذ من (الانقاذ والحركة) اللذان فرض عليهما ان يصبحا بلدين رغم مصلحتهما لاسترتيجية فى الوحدة
فالسودان بحاجة لقوى سياسية جديدة تعيد صياغته بما يؤمن وحدته طالما الشمال والجنوب بحاجة لانقاذ من (الانقاذ والحركة) من اجل توحيد البلدين اللذين فرض عليهما الانفصال زورا حيث لم يخرج اى منها. رابحا ولكن كيف ومن اين تاتى هذه قوى السياسية الجديدة (هذ هو السؤال)
فى ختام هذه الحلقة اوجه رسالة شكر للاستاذ سيف الدين خواجة واقول له
حقا القضية كما تساءل هل من مخرج للسودان وما هو ان كان هناك مخرج فهذا ما اعود اليه فى المقالة القادمة وهل اخطئ اذا قلت ان الشعب فقد الثقة فى الاحزاب السياسية بالرغم من رفضه المطلق للانقاذ التى كتبت اخر سطر فى ماساته وذلك لمسئولية هذه الاحزاب بتكوينها الحالى من طائفية وعقائدية ويسارية او اسلامية عن الانفصال وتهديد ما تبقى من السودان لهذا فانها ليست مؤهلة لصياغة مستقبل جديد لسودان بالحوار المزعوم سواء قنن الشرعية للانقاذ فى ثوب جديد اوبديمقراطية زائفة تعيد مسلسل الفشل التاريخى تنتهى بالبيان رقم 4.
وكونوا معى فى مقالة البحث عن مخرج ان كان هناك ثمة مخرج
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.