فرحة العيد تغمر الكون بهجة ومسرة تمسح الدموع وتغسل القلوب وتصفي النفوس وتزرع فيها المحبة والتسامح ويلتمس الناس الرحمة من رب العباد، حيث تتنزل الملائكة وتسد الطرقات وتؤمن على دعاء المصلين وتحف مجالس وحلق الذاكرين. ونسأل الله الكريم ان نكون قد سجلنا من الذاكرين القائمين في ليلة القدر وأن يكون رصيدنا من الحسنات وصالح الاعمال قد تضاعف بفضل رحمة الله التي هي قريب من المحسنين وبفضل هبة الكريم ونفحاته التي غمرت الدنيا ليالي ذلك الشهر الفضيل. انتهز مناسبة العيد السعيد وارفع اسمى آيات التهاني والتبريكات الى مقام قرائي الأعزاء الذين ما انفكوا يعززون الروابط بيني وبينهم بالاطلاع على مايسطره قلمي ودعمهم وتشجيعهم المتواصل المتمثل في ابداء آرائهم النيرة عبر ما يصلني من رسائل الكترونية وغيرها، والتحية موصوله الى القائمين على أمر هذا المنبر على رأسهم الاستاذ طارق الجزولى الذين هم بمثابة الجسر (الجسور) الذي عبره (تسري كتاباتي المتواضعة)، كما يسري التيار الى عقول أصحاب تلك القاعدة العريضة، بكل أطيافها من القراء ذوي الثقافة العالية والتذوق الرفيع لما تنشره تلك الصحيفة الالكترونية المعطاءة. ونسأله تعالى أن يكون في عون السودان وأهله الطيبين ويحفظهم من كل سوء وشر ويبارك لهم في أرضهم ونيلهم وزرعهم وضرعهم ويزرع السلام والأمن في ربوع بلادنا كافة. كما اشرت في موضوع سابق ان هذا اول عيد فطر اشهده في السودان منذ خمسة وثلاثين (35) عاما، والحمد لله كان الشهر الفضيل كعادته كريما، حليما، رقيقا، جليسا أنيسا، مرت ايامه ولياليه بسرعة لم تكن متوقعة. فقد توشحت ايامه ولياليه بالرحمة والمغفرة والعتق من النار واكتست هيبة وودا ووقارا حيث صحبنا فيه آي الذكر الحكيم تلاوة وانصاتا لأصوات وحناجر من نحب من جمهور القراء في الحرمين الشريفين وبعض مساجدنا ومشايخنا المجيدين حفظهم الله ووفقهم في تقديم المزيد لهذا الدين الحنيف. وكما الأجواء الروحية التي غمرت ايام وليالي الشهر بالسعادة والراحة النفسية، فإن الأجواء المناخية قد سخرها الرحمن الرحيم لكي تدفع عن العباد فساد الأجواء التي كانت سائدة حيث كانت رحمته واسعة ولطفه شامل على العباد الذين استجاروا بربهم الكبير المتعال من شدة الغيظ و(الرمض) والحر، فكانت استجابته عاجلة، فسدت رقعة السحب الماطرة الممطرة عين الشمش الحارقة وخففت (غضبها) وسعيرها ، وخرج الودق مدرارا، ماء ثجاجا ارتوت منه الأرض وسالت به الأودية وكان خير (دواء) لذلك الداء الوبيل الذي نغص حياة العباد. فالحمد لله كل الحمد على نعمائه وعلى الرحمة التي تنزلت بفضل هذا الشهر المبارك والحمد لله على فضله وتوفيقه. نسأل الله ان يتقبل صيامنا وقيامنا جميعا وأن يبلغنا رمضان بعد رمضان، ويحقق الغايات ويبلغ المقاصد والأمنيات، ويأخذ بنواصينا الى بر الأمان وينجينا من الاحن والفتن ويبسط لنا في معيشتنا ويبارك لنا في ارزاقنا ويكفنا شر الفساد وشر ظلم شرار العباد، وكل عام وانتم بخير. [email protected]