حرصت وزارة الصحة في ولاية الخرطوم على العمل الدؤوب لاحتواء ومعالجة الآثار الصحية السالبة، الناجمة عن الأمطار والسيول والفيضانات في خريف هذا العام، وذلك من خلال تنشيط مهامها الصحية المختلفة. وبالأمس القريب دشنت جوانب تكميلية لحملتها الصحية في احتواء ومعالجة الآثار السالبة للخريف عن طريق الرش الرذاذي بالماكينات، إضافة إلى الرش الضبابي، مستهدفةً كلَّ مناطق الولاية عبر تكثيف أساليب الرش المختلفة، لمحاربة الذباب والبعوض ليل نهار، طوال فترة أسبوعين. ولم يكن جُهدها هذا قاصراً على إداراتها المختلفة فحسب، بل كانت حريصةً على أن تتعاون مع جهات عديدة في سبيل تحقيق الهدف الأسمى لمواجهة المخاطر التي تهدد إنسان الولاية، بسبب الأمطار والسيول والفيضانات. وأحسبُ أن جُهودها في سبيل البحث عن مساهمات الآخرين تكللت بقدرٍ كبيرٍ من النجاح، حيث ساهمت معها وزارات مختلفة، بتقديم سياراتها ضمن مشروع هذه الحملة، وكذلك ساهم جهاز الأمن والمخابرات الوطني إسهاماً فاعلاً في خارطة احتواء ومعالجة الآثار الصحية السالبة للخريف، بتقديم أربعين سيارة ضمن سيارات هذه الحملة، بالإضافة إلى تطوع كوادر الجهاز في العمل مع كوادر وزارة الصحة بولاية الخرطوم. كما ساهمت شركة "سوداتل" بعشر سيارات لهذا الغرض، مما دعا كل من الأخ الدكتور عبد الرحمن أحمد الخضر والي ولاية الخرطوم، والأخ البروفسور مأمون محمد علي حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم، إلى تقديم أسمى آيات الشكر والعرفان لهذه الجهات التي سارعت إلى بذل عونها لوزارة الصحة الولائية، درءاً لمخاطر الأمطار والسيول والفيضانات، لا سيما تلكم المتعلقة بالجوانب الصحية. فلا غَرْوَ أن نظمت وزارة الصحة بولاية الخرطوم تدشين هذه الحملة أمام قاعة الصداقة بالخرطوم أول من أمس (الخميس)، حيث عرض أرتالاً من السيارات المجهزة بماكينات وآليات الرش، لأداء هذه الحملة. وجميل أن تداعى إلى هذا التدشين عدد من الرسلاء والرسيلات من الوسائط الصحافية والإعلامية لتغطية هذا الحدث الذي يتنزل فيه قول الله تعالى: " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ"، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه..". وقد شهدت بأم عيني أرتالاً من السيارات مجهزة بماكينات وآليات الرش الرذاذي والرش الضبابي، واستمعت إلى شرحٍ مفصلٍ من الأخ الدكتور أمجد عبيد مدير الإدارة العامة للطب الوقائي بوزارة الصحة الولائية، عن مقاصد هذه الحملة وأهدافها، التي تستهدف المنازل لمحاربة الذباب والبعوض الناجم من الأمطار والسيول، مطالباً المواطنين بفتح الأبواب والنوافذ حتى يكون الرش أكثر فاعليةً، حفاظاً على صحتهم، وعلى إصحاح البيئة أيضاً. وفي الوقت نفسه، كان جميلاً من البروفسور مأمون حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم، أن يطمئن شهود حفل تدشين حملة معالجة الآثار الصحية السالبة للخريف، بأن نسبة الإصابة بالملاريا حتى بداية خريف هذا العام لم تتجاوز الواحد في المائة، على الرغم من كثافة البعوض في بعض المناطق، مشيراً إلى تجربة وزارته في العام الماضي، المتمثلة في خلو الولاية من أي وبائيات، نتيجة للإسراع في معالجة الآثار الصحية السالبة لخريف العام الماضي. أخلصُ إلى أن تدشين وزارة الصحة بولاية الخرطوم لهذه الحملة يجيء تأكيداً لاستعدادها المبكر، واستفادتها من تجربة العام الماضي، في درء ومعالجة الآثار الصحية السالبة للخريف عن طريق الرش الرذاذي بالماكينات، وكذلك الرش الضبابي لكافة أحياء الولاية، بمساهمةٍ مقدرةٍ من عدد من المؤسسات والشركات في القطاعين العام والخاص، كل ذلك من أجل الحفاظ على صحة إنسان الولاية وإصحاح البيئة أيضاً. من هنا نناشد مواطني الولاية لاتباع التعليمات والإرشادات الخاصة بهذه الحملة من أجل مجابهة الآثار الصحية السالبة للأمطار والسيول والفيضانات الناجمة عن خريف هذا العام بأقل الأضرار الصحية. ولنستذكر في هذا الخصوص، قول الله تعالى: ".. وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"، وقول الشاعر العربي زهير بن أبي سلمى: ومن يكُ ذا فضْلٍ فيبخل بفضلِه على قومِهِ يُستغنَ عَنْه ويذمم [email protected]