لا أدعي معرفة حقيقية بالأمير عبد الرحمن الصادق المهدي مساعد رئيس الجمهورية غير أننا عندما كنا طلابا بمدرسة خورطقت الثانوية كان الأمير قد إلتحق بالمدرسة العريقة وكان نشيطا من خلال فرقة الكديت أو التدريب العسكري بالمدرسة ولم يكن الإلتحاق بخورطقت في ذلك الزمان أمرا سهلا بل كان وجود عبد الرحمن هناك قد أثار تساؤلا كما يحدث الآن بأن إبن الإمام الصادق المهدي بل وأبناء الصادق ما جاءوا للسلطة إلا بغرض التدريب علي الحكم الذي ينتظرهم من خلال حزبهم الكبير حزب الأمة وعندما تحين الفرصة يكونوا جاهزين للمهمة هذا علي ال الأقل ما يعتقد البعض أن الصادق المهدي يفكر فيه تجاه ابناءه العاملين في مواقع مختلفة في حكومة االإنقاذ وعلي رأسهم عبد الرحمن الصادق مساعد رئيس الجمهورية . ولم يكن عبد الرحمن بدعا ممن فكر أهل الإنقاذ الإستعانة بهم في الحكم والأجهزة التنفيذية والتشريعية منذ عام 1989م علي سبيل المثال الراحل هاشم بن الشيخ الراحل عبد الرحيم البرعي الذي كان عضوا بالمجلس الوطني الإنتقالي والذي إستجاب للدعوة وآخرين قدمت لهم الدعوة بالمشاركة الفعلية منهم أبناء الإمام الهادي المهدي وإبن الزعيم إسماعيل الأزهري والراحل الشريف زين العابدين الهندي الذي عرضت عليه الإنقاذ أن يكون الأمين العام للمؤتمر الوطني عقب تكوينه ولكنه إعتذر وهناك إتصال بالسيد أحمد علي الميرغني رئيس مجلس رأس الدولة وبالسيد محمد عثمان الميرغني وأبنائه . ما لا شك فيه أن الأمير عبد الرحمن الصادق المهدي قد أثار كثير من الجدل بمشاركته في قمة هرم السلطة وهذا الجدل من المعارضين القداما والجدد ومن أقرب الأقربين إليه الذين لا يرون في هذه المشاركة مبررا ولا مسوقا موضوعيا وهو الذي ينتمي لكيان معارض للسلطة ويقوده والده شخصيا وهو كيان النصار وحزب الأمة وقد أثرت هذه المشاركة علي مصداقية الإمام الصادق المهدي خاصة بعد توقيعه إعلان باريس بين حزب الأمة والجبهة الثورية وإعتقال نائب رئيس الحزب مريم الصادق المهدي ولم يثر الأمير جدلا واحدا ولكنه واجه حملة شرسة لبقائه في موقعه في السلطة بعد كل هذه التداعيات والإجراءات التي ترتبت علي إعلان باريس وقد كتب احدهم صراحة تحت عنوان : أي عار جلبته لأسرتك يا عبد الرحمن ودعا الأمير أكثر من كاتب وسياسي للإستقالة من المنصب ومن هؤلاء نصر الدين الهادي المهدي الذي دعا الصادق المهدي صراحة مطالبة إبنه عبد الرحمن بالإستقالة وليس مهما أن يوافق الإبن أو لا يوافق ونصر الدين الهادي كما هو معلوم من أعضاء الحزب المقربين للإمام الصادق المهدي ولكن الإمام قام بعزله من الحزب علي إثر توقيعه لوثيقة الفجر مع الجبهة الثورية . ومن المؤكد أن حزب الأمة قد أعلن مرارا كما أعلن الإمام الصادق المهدي نفسه أن عبد الرحمن الصادق لا يمثل حزب الأمة بل إن الحزب قد اعلن مؤخرا أن مساعد رئيس الجمهورية ليس عضوا فيه ولكن الملاحظ أيضا أن عبد الرحمن قد نشط سياسيا بدلا من الإذعان لدعوة الذين طالبوه بالإستقالة من موقعه وألتقي بالقيادي بالؤتمر الوطني الدكتور نافع علي نافع كما إلتقي بالأمين العام للمؤتمر الشعبي دكتور حسن الترابي وأكد من خلال هذه اللقاءات تمسكه بالحوار الوطني لكونه االطريق الأفضل لحل مشاكل السودان وقال في تصريحات مقتضبة عقب لقائه بالدكتور الترابي :أنهم قد بحثوا التحديات التي تجابه الحوار الوطني وكيفية الدفع به إلي الأمام وأتفقا علي أنه الأفضل لحل مشاكل السودان وقال لوكالة إس إم سي عقب اللقاء : إن علي الجميع النظر إلي الأمام . وبهذه التحركات واللقاءات فإن الأمير عبد الرحمن الصادق المهدي يرد علي من طالبوه بتقديم إستقالته إنه علي العكس من ذلك متضامن مع الحكومة ولم يعد مؤيدا لسياساتها فقط ولكنه شخص فاعل في هذه السياسات ويريد أن يكون أحد صناع القرار في البلاد وأنسب دور سياسي يمكن أن يلعبه في هذه المرحلة هو الحوار الوطني وهذا الموقف يجعله في مفارقة واضحة مع إعلان باريس الذي وقعه والده مؤخرا ولا أحد يستطيع أن يجزم بأن الرجل قد صار بعيدا عن حزب الأمة وكيان الأنصار رغم ما يقال فهو إبن البيت الأنصاري والوريث في الكيان والحزب وربما جلب من خلال هذا الموقع للكيان ( كما يحلو لهم تسميته ) أفضل مما جلبه كثير من الذين يعيبون عليه موقفه الحالي وربما إنتظرت هذا الفتي مفاجأة من العيار الثقيل في مستقبل الأيام والساحة السودانية حبلي بالمفاجآت وليس هذا الكلام من باب التنجيم أو ضرب الحظ ولكن من المؤكد فإن الحوار الوطني القائم الآن لا يعدو أن يكون فيه واحدا من الخيارات المطروحة لقيادة هذه الفترة من مواقع مختلفة لا تقل عن موقعه الحالي إذا لم تزد عليه . وما المانع أن يقع علي عبد الرحمن الصادق الإجماع ليكون المرشح رئاسة الجمهورية وهذا الترشيح سوف يغير كثير من المواقف والموازين داخل حزب الأمة والحزب في هذه الحالة يكون قد أهدي إنه للشعب السوداني والهدية لا ترد كما يقول المثل [email protected]