الوضع الآن على مستوى الشارع السودانى أصبح صعب للغاية ،المواطن السودانى أصبح يجد صعوبة بالغة فى توفير لقمة العيش للعيال فى ظل الأزمات الإقتصادية التى تمر بها البلاد ، وهذا بسبب ضعف الإجور للعمال والموظفين ، الآن الموظف الحكومى دخله الشهرى لا يكفى لشراء (جركانة زيت ملاح وكيلو لحم ضأن ) لأن جركانة الزيت تساوى 500 جنيه وكيلو الضأن السودانى يساوى 80 جنيه ، وكيلو العجالى يساوى 45 جنية وهذا فضلآ عن بقية الأشياء هذا على سبيل المثال ، فى حين راتب الموظف الحكومى الشهرى ما يعادل 600 او 700 جنيه سودانى شهريآ ،إذاً عجز المواطن فى مجابهة هذه المصروفات نعذيه الى ضعف دخله الشهرى وعدم وجود بدائل داخل الدولة السودانية ، الآن الدولة السودانية تعانى من عجز تام فى الإقتصاد وهذا بسبب سياسية التمكين الإقصائية وهى الخصخصة ،ثورة الإنقاذ منذ إستلامها للسلطة خصخصت مشروع الجزيرة الذى يعتبر أكبر مشروع زراعى فى الوطن العربى والافريقى لانه كان عمود الإقتصاد السودانى ،لانه كان يزرع فيه الذهب الأبيض (القطن ) الذى كان يصدر الى الخارج ،كانت عائدات الإنتاج تدخل فى خزينة الدولة وكانت بتساهم بصورة كبيرة فى رفع عجلة الإقتصاد ، الآن أين هذا المشروع العظيم الذى كان يأوى مئات الأسر التى كانت تعتمد إعتماد كلى على الزراعة فى معايشهم وصرفهم على أبنائهم فى المدارس والجامعات ، ومشروع الجزيرة يعتبر من أهم ركائز الإقتصاد فى السودان ، هذا كان فى السابق قبل مجيئ ثورة الإنقاذ التى أدخلت البلاد فى دوامة من الازمات ، أيضآ السكك الحديد كانت بتساهم ايضآ فى الاقتصاد لأن فى تلك الزمن السكك الحديد كانت الوسيلة الأكثر حظآ فى التنقل بين مدن السودان ، وعائدات السكك الحديد كانت تدخل فى خزينة الدولة لذا كانت السكك الحديد قبل الانقاذ فى كامل نشاطها وجهدها المقدر فى دفع عجلة الاقتصاد السودانى ، الآن كما هو معلوم تجففت السكك الحديد وأصبحت ناقل رسمى للبضائع من مدينة الى اخرى بدل الركاب ، الا القليل هم الذين يستغلون القطار فى رحلاتهم عبر المدن السودانية المختلفة . الآن فى ظل إرتفاع الأسعار للسلع الضرورية والتموينية سوف تدخل البلاد فى نفق مظلم جدآ ، وهذا سوف يؤدى الى إنفجار الأوضاع فى الشارع العام وهذا من جراء سخط المواطن السودانى الذى بات لا يحتمل هذا الذل والإقصاء التى تمارسه عليه حكومة الإنقاذ الاوطنى التى ادخلت هذا الشعب فى مأزق حقيقى ونفق صعب الخروج منه الا عبر إنتفاضة شعبية تهز عرش هذا النظام الفاسد ، الآن المواطن السودانى أصبح على مرمى حجر من الإنتفاضة فى ظل هذه الأوضاع المتأزمة التى يمر بها الشعب السودنى ، وهنا أذكر تنبؤات الشهيدالأستاذ /محمود محمد طه عندما قال إن الإسلاميين سوف يستولون على السلطة عبر عنف ، وسوف يدخلون البلاد فى أزمات إقتصادية وسوف يختلفون فيما بينهم ، وسوف يقتلعهم الشعب السودانى من جذورهم إقتلاعآ ، وهذا ما سوف يحدث فى غضون الأيام المقبلة .