من امن العقوبة ساء الادب...ان السقوط له اسبابه ولكن الكارثة ما يترتب على هذا السقوط المخزى... شعب ينبش فى قمامة الحكام ليسد الرمق...شعب يجر الى الهوان جرا وليس هناك من يرعوى... او يرتدع والقانون فى اجازة مفتوحة .. عصابة تحكم وطن مسروق ... تنهب تقتل تسجن تحرق تسحل تبتر تشنق تذبح...تتخطى مراحل التجرثم ثم التقيح... والعلة قد استفحلت تماما وتمكنت فى العظام... يقال إن احد الرؤساء الافارقة .. القارة التى لا تعشقها الحرية بقدر ما تعمر فيها الحكومات الديكتاتورية... القارة التى لاتحكم الا باسلحة الانقلابات العسكرية....التى تجرجرها الى حياة التخلف والفوضى والدمار ... ومثل ما تاكل النار الحطب تاكل النظم القمعية من اعمار الاوطان...يقال إن احد وزراء هذا الديكتاتور عارضه وجهر امامه برأيه... امام جمع من الوزراء والاعيان وفى اليوم التالى دعى ذلك الديكتاتور جميع الوزراء الى وجبة عشاء فاخرة فى قصره تناول السادة الوزراء وجبة العشاء فقال الرئيس مخاطبا : هل اعجبكم العشاء ايها السادة الوزراء؟ مارايكم فى لحم الشواء ؟ اجابه الوزراء بكل انبساط ونفاق : طعام شهى كاننا لم ناكل مثله من قبل فقال لهم الرئيس اتعلمون ما هو اللحم المطبوخ لكم هذا المساء ؟ فسارعوا فى التخمين فمنهم من يقول انه لحم ضأن واخر من يقول انه لحم غزال ...فقال الدكتاتور بكل صرامة لا هذا ولاذاك انما هو لحم زميلكم الوزيرفلان الفلانى الذى عارضنى هنا بالامس...!!! نعم جعل هذا الرئيس جميع الوزراء ياكلون لحم زميلهم وهم فى غفلة وضرب لهم حسب دمويته... مثل عنيف .. فى الحزم والتخويف والتصفية الجسدية... فقد ذبح لهم المربوطة فخافت السائبة. قطعا نحن لا ينتمى لنا هذ الفكر بان ناكل لحوم البشر ولان لحوم وزراء الانقاذ مسمومة والواقع المهترىء ايها السادة لم نبلغه الا بتفريط من الحاكم واستهوانه ولم تتمكن ايادى الفساد من مفاصل الدولة الا بخيبة من يحكم وخوار عزيمته..فقولوا بالله عليكم بماذا يحكم رجل ضعيف الشخصية ...واهى القرار مسلوب الارادة... مختبىء خلف شعارات واوهام وخزعبلات لا تزيد الحال الا ضنكا... ولاتضيف الى الوطن الا الضياع.. بماذا يحكم رئيس دولة هو من يحمى رؤوس الفاسدين ويأوى اليه النصابين ويقرب اليه المخربين ويناصر الكذابين ....فباى وجه يقف امام الله رجل حكم فلم يعدل وولى ولم يحاسب وقال ولم يصدق وتعهد ولم ينفذ ... فوجد فيه اللصوص ضالتهم المنشودة فاتخذوه حبيبا وقريبا فضاعت هيبة الحكم والدولة وضاعت قيمة القضاء وذبح القانون على النصب فى دولة لا حساب لوزير فيها ولاعقاب فيها لكبير اجرم... السمك الكبير يتغذى على صغار جنسه من الاسماك .. يصبح الرجل وزيرا لمالية الدولة فيتخطى بكيفية غير منطقية من اقصى مراحل الاحتياج الى اعلى قمم الثراء والرفاهية فمن اين له ذلك ... وزير المالية السابق الذى تناولت فضيحته كل وسائل الاعلام ولو لا اختلافه مع السمسار لما عرف احد بمثل هذا العواس الذى عرف كيف يدخل (التكل) الوزارى ...ويعجن العجين الانقاذى ويحضر (القرقيبة) الكيزانية ويضع صاج الحرمنة ويوقد تحته نار الخداع بحطب الكذب والغش ويعوس لنفسه كسرة الملايين والتى اشترى منها املاكه والتى لامصدر لها الا ذلك التكل الوزارى (معلومة ..التكل بالعامية مكان تصنع فيه الكسرة) لا اريد إن اعيد القصة التى لا تحمل فى طياتها الا روح الخيانة ...الخيانة للوطن والشعب والدين ..الخيانة للضميرالذى خوخ وعفن واصابته بكتريا الاستهتار... هذا الوزير الهامور لا يمثل الا حلقة صغيرة امام دائرة هائلة من الحيتان والهوامير التى احاطت برقبة ....الدولة المتهالكة... وبسبب هؤلاء وامثالهم ضاعت مليارات الدولارات فى حكومة جلبت لنا بلاء النهب والرشوة والاختلاس... والمحسوبية والكذب والنفاق والضلال ... ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل ...وان الغد لناظره قريب ...والله المستعان montasirnabulcia@yahoomcom [email protected]