. [email protected] الفضائيات السودانية ، فى عصر العولمة ، والانفتاح على العالم ،عصرالرأى والرأى الاخر، وهى للاسف ماتزال تحبو وتدخل المشاهد المسكين فى اقفاص مزاجها الخاص ، وتسقيه المادة الاعلامية ممزوجة بسموم السياسة، فارضة على عيونه المتعبة ،برنامجها التى تدور فى حلقات مفرغة ذات ايقاعات متكررة ، ورتم متشابه ،وكأن لسان حالها يستهزأ بالعقول المنهكة ، وهى فى مجملها ساذجة ورتيبة ،لا تكاد تنتهى من رؤية حفلة غنائية ، حتى تسحبك مغلوبا على امرك الى ساحة اخرى من الابتزال والسذاجة والاستعباط والانحطاط والرقص، والفوضى فى الاخراج ،والعبث فى التقديم ، والهرجلة فى الموضوعية، ولا تختلف الاولى عن الثانية لتظل دائما مشدودا الى السفاسف ، والقشريات التى لا تضبف الى المشاهد الا مزيدا من الجهل ، والانصرافية والضياع عن قضايا مفصلية ، تتعلق بالمواطن المخدوع والموجوع قطعا ،ونادرا ما تجد مادة ايجابية هادفة ، والنادرلا حكم له. المشاكل الحساسة والتى تمس الانسان السودانى مباشرة فى صحته فى مأكله فى مشربه دائما معلقة ، او منسية او لا تخطرعلى قلب مسؤول فى يوم ما ، مع العلم ان الانسان السودانى هو جوهر المعنى وروح الوطن ، والاخطر من ذلك ان هذه المشاكل فى تزايدها وتفاقمها ، تخدم جيوب اطراف اخرى خفية مستفيدة من الاضرار الجسيمة ، التى تدك وتدمر دماغ الانسان السودانى ، والاغرب ان هذه الاطراف الاخطبوطية تتحكم فى كل مفاصل الجسد الحكومى ، ولا يستطيع حتى الوجع المستمر للانسان السودانى وصراخه ونحيبه من زحزحتها ، او استئصالها ، فارضة وجودها السرطانى فى الجسم السودانى، ولا يستطيع اعلامنا ولم يحاول ان يبادر الى الخروج من تقوقعه، وانغلاقه الاعمى فى المصالح الشخصية ، وانكفائه فى القضايا الهامشية ،او تغافله واستغفاله للانسان السودانى الذى لا لسان له ومتى يكون لنا لسان ، واعلامنا لسانه فى قبضة غيره. حالة استفهام؟ هل هو تطور نوعى ام فنتازيا اعلامية ؟ هو برنامج يحاول ان يطرح قضايا عالقة، وخطيرة جدا، وهذا شىء محمود اذا كان هذا الهدف مقصده خدمة الانسان السودانى فى المقام الاول، وليس ارضاء لاطراف اخرى فقط مثل قضايا الصرف الصحى ، والاخطاء الطبية ، والاخيرة قضية لم تجد اى اهتمام اعلامى فاعل، ولم يحاول الاعلام التعمق فيها ، وبسط الموضوع امام الجهات المعنية، وفضح المتلاعبين واستعراض الحجم الهائل من التضرر البليغ الذى مازال يلحق الاذى بالمواطن الى هذه اللحظة ، وساحاول طرق هذا الموضوع لاحقا... وقد لاحظت ان قناة النيل الازرق من خلال برنامج حالة استفهام ؟تحاول ان تلقى الضوء على قضايا اصبحت مثل الجرح الغائر، الملىء بالصديد والتعفن ورائحة التجرثم النتنة ثم فاحت وخرجت من امكانية الاحتواء المباشر، ونلاحظ ان محاولة البرنامج فى طرح الحلول ضعيفة ولاترقى الى مستوى القضايا الموغلة فى الاحتقان ...وتحتاج الى جراحة سريعة واسئصال فورى، وعمليات مركبة وليس الى معالجة تجميلية ومسكنات فقط . لقد تعب الانسان السودانى من معالجة قضاياه بالمسكنات الوقتية ،التى لا تستطيع ان تغير من همجية الواقع، ولا تعويض المتضررين ، ولاحسم المشاكل بصورة حازمة وجازمة. يبقى الامل فى ميلاد افكار اعلامية جديدة وجريئة وفاعلة ومنصفة ومحايدة وقوية فلا دولة بدون مصداقية ولامصداقية بدون ديمقراطية ولا حرية بدون اعلام معافا صادق قوى فاعل .. ومتجرد... وامين