كانت الحكومة تكتب كلمة تركي عصماني أو عثماني في خانة القبيلة للمتقدمين للجنسية من الشعوبيين الذين لا قبائل لهم. أعتقد أن ذلك تصرف مقبول لنتمايز حتى يعرف كل مقعده. لقد أفاد بقايا الأتراك والعصمانيين وجودهم في المدن فنهلوا من التعليم أميزه من خير المواطن إبن القبائل الذي فضّل الرجوع إلى مضارب قبيلته بعد سقوط دولة المهدية. نقول الدنيا حظوظ وهذا هو حظهم وما أعطاهم الله فلا مانع له. سمعنا أنه في القرن الماضي عندما تتقدم لوظيفة في وزارة معينة كان يجب عليك أن تكتب اسم قبيلتك. هنا وضع مقلوب فالكل سودانيون فلماذا اسم القبيلة؟ إذا عُرف السبب بطل العجب. يقولون والعهدة على الراوي أن المسؤول الكبير أراد توظيف أبناء قبيلته في تلك الوزارة . واليوم لو قمنا بعمل مسح على المستوظفين بتلك الوزارة لوجدنا القبيلة الفلانية لها نصيب الأسد. هنالك قصة حكاها لي أحد المستوظفين وهو ليس من القبيلة المعنية، عندما سألته كيف تمّ توظيفه؟ قال: أنه كتب في خانة القبيلة اسماً غير اسم قبيلته. بل كتب القبيلة التي عرف أن أفرادها هم الذين سوف يستوظفون. ولحسن حظه فهو يعرف الكثير عن مضارب تلك القبيلة المحظوظة لأن أحد أبنائها من أصدقائه وزار معه البلد عدة مرات. عندما سؤل في لجنة الإختيار كانت إجاباته مقنعة للجميع أثبت أنه من تلك القبيلة. اليوم يستنكر كثيرون- على رأسهم الحبيبة سارة نقد الله- لماذا السؤال عن القبيلة عند استخراج الرقم الوطني؟ أنا مؤيد للفكرة وذلك حتى نريح أمثال ذلك الوزير من عناء طلب كتابة اسم القبيلة على طلب تقديم للوظيفة. وكذلك عندما أعتلي منصب وزير فسوف أطلب الرقم الوطني ولا أعين إلا أبناء قبيلتي غض النظر عن المؤهلات. وحتى نتيح الفرصة للآخرين أن يقوموا بنفس المهمة وبسهولة. فلا يعيِّن علي عثمان إلا الشايقية وكذلك عوض أبو الجاز. ولا يستوظف نافع إلا الجعلية – بس الجعلتية ما يخموك يا نافع- وكذلك أمر البشير. ويعيِّن عيسى بشري عيال البقارة قاطبة مع نظرة خاصة لعيال المسيرية وأبو كلابيش لا يفضِّل على أولاد حمر زول. ولا يقدِّم إيلا أحد على الأدروبات. ونترك لقريبي الشنبلي مهمة تعيين الشنابلة. ولا ننسى دوسة فلا يعيِّن غير الزغاوة والتجاني السيسي لا يختار إلا الفور. وواجب عبد الرحيم محمد حسين وبكري حسن صالح تعيين الجماعة (اللي من إندنا) بس. ونترك للبروفسور موسى كجو مسؤلية تعيين أبناء جبال النوبة فلا يختار غيرهم. وتكون مهمة عبد الرحمن الخضر تعيين عيال الخرتوم وأم درمان من جنسية العصمانلي والتركمان وهلم جرا معتبرين أن قبيلتهم هي الخرتوم.. ويا ناس الفتيحاب والجريفات (أعرفوا لتنبلكوا طقّة). أما إبن عمي علي محمود فلا يختار إلا الأمراء من التعايشة وأولاد حميد. بالله عليكم لو عملنا كدا حيفضل حاجة اسمها السودان الحبيب؟ سنتفرق أيدي سبأ ومقديشو. فربما تقوم 6 جمهوريات ونصير مثل جمهوريات الموز وربك فعال لما يريد. هل لنا أن نعطي القوس لباريها والكاس لمن يعرف كيف يغرف؟ ونمتثل قول العرب: (الما بعرف ما تدوهو الكاس يغرف .. بكسر الكاس وبعطِّش الناس). فكم من هؤلاء الذين لا يعرفون كيف يغرفون لغيرهم ولكن يغرفون لانفسهم والنتيجة ما نحن فيه من هم. ربنا يولي من يصلح. (العوج راي والعديل راي). كباشي النور الصافي من فضلك زر قناتي في اليوتيوب واشترك فيها http://www.youtube.com/user/KabbashiSudan