[email protected] لن نأكل مما نزرع! الحديث عن الزراعة لا يُمل منذ الشعار الجميل الذي طرحته الإنقاذ ( نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع)،الى يوم الناس هذا بعد أن صارت الزراعة كمشكلة الجنوب في الستينات يجلس لها القادة السياسيون شماتة معارضة ودفاع حكومة.أريتم كيف اجتمع (كبار) السياسيين في طيبة الشيخ عبد الباقي ولا حديث لهم إلا مشروع الجزيرة؟ يصارعون الزراعة وضربات الشمس؟؟؟ القمح هذا الوافد الجديد والذي استوطن كغذاء رئيس في معظم أجزاء السودان هل أحسنا إفادته؟؟ خرجت علينا إدارة مشروع الجزيرة بالتكلفة المرتقبة لتمويل الفدان والحمد لله في الأمر متسع حيث المزارع حر في أن يزرع أو لا ولكن المألوف أن المزارع سيزرع مهما كانت التكلفة ولعدة أسباب: السبب الأول لأن زراعة القمح ممكننة من الألف إلى الياء ( من الحرث إلى الحصاد) وليس فيه تعب بدني سواء الري ( السقاية).السبب الثاني معظم المزارعين متفائلون ومتوكلون الحسابات لا تشغلهم كثيراً. التكلفة المعلنة للتمويل هي 394 جنيه للفدان.ولكن هناك تكلفة أخرى يقوم بها المزارع طوعاً و كرهاً ومن الذي يقوم به طوعاً تقطيع التقانت 5 جنيه للتقنت،ابوستة 10 جنيه،ابوعشرين 4 جنيه للفدان،نثر السماد 5 جنيه،المرطب 5 جنيه.( الحناكيش يبعدوا بعيد ما عندنا أي ترجمة). ومما يدفعه قهراً وغصباً هو رغم إن حصاد الفدان مضمن في التمويل بواقع 20 جنيه إلا أن أصحاب الحاصدات يطلبون 2 جنيه أخرى لكل جوال من المزارع بحجة أن السعر غير مجزي ،عقوبة عدم الدفع يترتب عليها عقوبات عسيرة كان تترك الحواشة بدون حصاد عرضة لرعي الحيوانات وما أصعب حراستها في ذلك الوقت وتأخير الحصاد معناه ضياع المحصول. ابتزاز آخر يتعرض له المزارع من قبل المرحلين مثلاً ترحيل الجوال من القسم الشمالي 4.5 جنيه وهو أكثر من مجزي ولكن المرحل يطلب جنيه آخر من المزارع بحجة ان السعر غير مجزي ومن لم يدفع سيترك قمحه ليرحله بطريقته الخاصة وما أصعب ذلك على كمية قليلة. الطفيليون من المنظمات الحكومية التي لا يُسمع بها إلا يوم الحصاد بدون ان نسميها لقداستها في النفوس وتدنيها في الوقع ولكنهم يخلطون ذلك برهبة السلطة،ثم يأتي بعد ذلك بند التبرعات للخدمات الاجتماعية، ثم نصيب سائق الحاصدة ونصيب كاتبها وعييييك. بذا تكون تكلفة الفدان القابلة للحساب 394 + 120 = 514 جنيه مما يعني ان المزارع ليخرج بغير الصفر عليه ان ينتج فدانه 5.5 جوال وهذا ليس يسيرا في ظل هذه الزراعة التقليدية. ثم نعرج على المنافسة العالمية رغم رخص الأيدي العاملة وسهولة الري ( اوع واحد يقول لي دا كان زمان) ذكرت صحيفة التيار في هذا الأسبوع ان سعر القمح العالمي 200 جنيه للطن ولكن المحتكرون الثلاثة يبيعونه 700 جنيه. لن نأكل مما نزرع لكن انظروا لبركات القمح والمستفيدين منه بحق وبباطل لذا سنزرع القمح بربح حسابات الآخرة وليس الدنيا.