عودة عراب الاسلاميين الى الملعب مرة أخرى قد يقوى شوكة الاسلاميين ويجعلهم أقوى وذلك من خلال تقارب وجهات النظر بين كل تيارات الاسلاميين المنشقة حديثآ (الاصلاح الآن السائحون ) وغيرهم من التيارات التى اعلنت انشقاقها من الوطنى على أثر خلافات داخل المكتب السياسى للمؤتمر الوطنى حول قضايا الاصلاح التى دعا لها المؤتمر الوطنى فى ذلك الوقت . اذآ تقارب الاسلاميين فى الآونة الآخيرة سوف يكسبهم شرعية مرة أخرى فى حكم البلاد، اذا لم تكت هنالك وقفة قوية مع هذا الامر وقطع الطرق امام هؤلاء المتأسلمين سوف ياتون الى الحكم فى دورة جديدة تكون وجه وشكر جديد وخاصة عندما يكون عراب الاسلاميين دكتور حسن الترابى حضورآ فى هذه الحكومة ، وهذه خطة التنظيم العالمى الاسلامى بعد ان فشل فى مصر واخيرآ فى ليبيا لذا اراد ان يلم شمل الاسلاميين فى السودان بمباركة ودعم منه . فى الايام الفائته كلنا تابعنا ترشيح السيد عمر البشير رئيس الجمهورية لدورة رئاسية جديدة من قبل مجلس شورى المؤتمر الوطنى بوصفه النظام الحاكم فى البلد ، ولقد احدث ترشيح البشير ضجة كبيرة وسط قيادات فعالية فى ماكينة القيادة ، ونعزى هذا الى عدم قبول ترشيح البشير عند تلك القيادات وايضآ برزت خلافات كبيرة من جراء هذا الترشيح لان هذه القيادات كانت تنشد الاصلاح من داخل مؤسسات الحزب وترى انه قد آن الآوان لتغيير ماطيمة القيادة لاتاحة الفرصة لدماء جديدة تقود الحزب فى المرحلة القادمة مرحلة ما بعد الانتخابات . وأيضآ من الاحداث التى شغلت الرأى العامفى الايام الفائته هى خروج شعب بوركينا فاسو فى وجه الديكتاتور (كومباوري) بعدما علم الشعب ان برلمان حكومته يريد ان يعدل مادة فى الدستور تتيح للرئيس بالترشح مرة اخرى لدورة جديدة بعد 27 عامآ من الفساد والظلم لشعب بروكينا فاسو ، ولقد عانى هذا الشعب كثيرآ فى ظل حكم الديكتاتور بليز كومباورى ولم يذق طعم الحرية ، ولقد خرج الشعب بدعوة من المعارضة السياسية التى كانت تعمل ليلآ ونهارآ مع الشعب وكانت تحثه للخروج الى الشارع من أجل اسقاط نظام الديكتاتور (كومباورى ) ، ولقد فعلها شعب بوركينا فاسو وأراد ان يسترد حريته وكرامته المسلوبة من طيلة ال27 عامآ من قبل النظام الديكتاتورى . والمعلوم ان الديكتاتور بليز كومباورى إنقلب على الثورى سنكارا قبل 27 عامآ وتم تصفية المناضل الثورى قائد ثورة التحرر والخلاص لشعب بوركينا فاسو ، من قبل الامبريالية الفرنسية بتعاون تام مع الدكتاتور كومباورى. وكومباورى هو احد حلفاء نظام البشير ويزكر ان نظام البشير قد دعمه فى الانتخابات السابقه . ولقد اجبرت الانتفاضة الشعبية في دولة بوركينا فاسو رئيسها بليز كومباوري لتقديم استقالته من الرئاسة بعد (27) عاماً من الحكم فيما اعلن قائد الجيش عن توليه للسلطة عقب ثورة شعبية كبيرة قتل خلالها (30) شخصاً فيما جرح أكثر من(100) شخصآ . وجاء ذلك فى بيان تلي الجمعة على شاشة التلفزيون، التخلي عن الحكم بعد 27 عاما في سدة الرئاسة في هذا البلد الواقع في غرب إفريقيا. وقال القائد العام للقوات المسلحة الجنرال أونوري تراوري إنه تولى زمام الأمور. وجاء في البيان الذي تلته صحافية في شبكة إف.بي1 "رغبة مني في الحفاظ على المكتسبات الديمقراطية وعلى السلم الاجتماعي . أعلن التنحي عن الحكم تمهيدا للبدء بفترة انتقالية يفترض أن تؤدي إلى انتخابات حرة وشفافة في مهلة أقصاها 90 يوما .. (وكالات ) كامل الاحترام لشعب بوركينا فاسو الى استرد حريته وكرامته من الحكم الديكتاتورى ، والجدير بالذكر ان النظام فى بوركينا فاسو شبيه لنظام الانقاذ فى استراتيجته المتبعة كنظام عسكرى . هل الشعب السودانى قدر يستوعب هذا الدرس الذى قدمه شعب بروكينا فاسو للقارة الافريقية وللعالم اجمع باسقاطه لنظام ديكتاتورى حكمه 27 عمآ لثبت لنا انه مهما طال امد الفساد والظلم من قبل اى نظام حاكم لابد من ان يأتى يوم الحساب ولقد كان ذلك ، شعب بوركينا فاسو استطاع ان ينتصر لذاته كشعب يعشق الحرية والديمقراطية مبروك الحرية لشعب بوركينا فاسو الذى حققها عبر غضبه الذى اطاح بالديكتاتور كومباورى . من هنا هذه اشارة واضحة لكل الشعوب المتضهدة من حكامهافى الوظن فى افريقيا والوطن العربى وأعنى هنا الشعب السودانى عليه ان يعى الدرس تمامآ وان يتحرك وان ينزل الى الشارع ويشقط هذا النظام الفاسد الموجود على صدورنا منذ 1989م . لتحقيق هذا الهدف يجب علينا التكاتف والتنسيق الجيد بين كل فئات هذا الشعب المختلفة من منظمات مجتمع مدنى ونقابات زراع وأطباء ومهندسيين وغيرهم ، اذآ الدعوة موجة لكافة القوى السياسية المعارضة بشقيها المدنى والعسكرى والى شباب الاحزاب والى المستنيرين من ابناء هذا الشعب . نيل الحقوق والواجبات فى دولة يحكمها العسكر لن يكن سهل لذا علينا الاتفاق حول الوسيلة التى يتم بها اسقاط هذا النظام ،البعض يرى ان اسقاط هذا النظام يكون عبر الخيار العسكرى لان النظام لم يترك خيار غير ذلك ومنا من يرى ان الخيار السلمى عبر ثورة شعبية قوية هو الأفضل والأنسب لاسقاط هذا النظام ، علينا احترام كل الخيارات المطروحة الآن وعلينا التحرك الى طريق الخلاص والحرية ، لان هذا الشعب يريد أن يعيش فى حرية وكرامة ويريد استقلاله من حكم الاسلاميين الذين فى عهدهم انهارت الدولة السودانية .