صحة الانسان هي اغلى ما يملك وهي بالفعل كما القول السائر (تاج على رأس الأصحاء لا يراه الا المرضى)، والحديث عن ضغط الدم وارتفاعه يطول ولا ينتهي فهو مرض قد استعصى على الطب حتى صنفه تحت خانة مرض (مزمن) وما ذلك الا عجز (صريح)، وهو كما يقول الأطباء تعريفا له، انه حالة مرضية يفترض ان تصيب الانسان مع تقدم العمر، وهو في الحقيقة مرتبط بضخ القلب للدم الى سائر اجزاء الجسم عبر شبكة من الشرايين التي خلقها الله سبحانه وتعالى بنوع من المرونة العالية، وفي حالة ارتفاع الضغط يؤدي ذلك الى زيادة الجهد الذي يبذله القلب (الذي هو بمثابة مضخة عادية) وقد يتسبب في اصابة الشرايين باضرار خطيرة ومع مرور الوقت فان ضغط الدم غير الخاضع للعلاج أو غير المتحكم فيه قد يزيد من مخاطر الاصابة بأمراض القلب، السكتة الدماغية وأمراض الكلى. ويعرف مرض ارتفاع ضغط الدم بمسمى (القاتل الصامت) نظرا لعدم وجود اعراض ظاهرة يشكو منها المريض لذلك تأتي خطورته من (صمته)، وقد يعمل داخليا على احداث تلف في بعض اجهزة الجسم الداخلية مثل الرئتين، الاوعية الدموية، الدماغ والكلى اذا ترك بدون علاج. وهو يمثل، في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أحد عوامل الخطورة للسكتة الدماغية والنوبات القلبية. وأسباب ارتفاع ضغط الدم الاساسية في معظم الحالات غير معروفة، ومعلوم ان معدل ضغط الدم العادي يعتمد على حركة مضخة القلب في حالتي الانقباض والانبساط، (البسط والمقام)، او بمعنى آخر العلوي والسفلي، وقراءة ضغط الدم العادي تكون أقل من 120 على 80 ويعرف بالضغط المثالي، بينما تدل القراءة الاكثر من ذلك مع مرور الوقت الى ارتفاع في ضغط الدم. هناك مرحلة ما قبل الاصابة بارتفاع ضغط الدم، نجد حوالى ثلث سكان الولاياتالمتحدةالأمريكية يعانون من حالة ما قبل الاصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم حيث تكون قراءة ضغط الدم اعلى بشكل مستدام من القراءة الطبيعية (انقباضي من 120 الى 139) و (انبساطي من 80 الى 89) وكل الذين تقع قراءتهم في تلك الحدود يكونون عرضة لمخاطر الاصابة بأمراض القلب دون غيرهم من الذين تكون قراءتهم اقل من ذلك. وأول خطوة ينصح بها الأطباء هي تغيير نمط وأسلوب الحياة للشخص لإرجاع ضغط الدم لمستواه الطبيعي. اذا كان متوسط القراءة 90/140 أو اعلى فالشخص مصاب (علما بأنه لا توجد اعراض ظاهرة ومحسوسة لارتفاع الضغط، واذا بلغت القراءة 110/180 وأعلى فقد يصاب الشخص ببعض الأزمات الناتجة عن ارتفاع الضغط وفي هذه الحالة ينصح بالخلود الى الراحة والاسترخاء التام ثم يعيد قياس الضغط ، واذا وجده كما هو دون تغيير يذكر ينصح بمراجعة الطبيب فورا لاستقصاء الأمر. حتى سن 45 فان عدد الرجال المصابين بارتفاع ضغط الدم يكون اكثر من النساء ولكن مع تقدم العمر فمعظم النساء يمرضن بارتفاع الضغط عند بلوغهن سن 65. ويتدخل عامل الوراثة بشكل ملحوظ لو كان أحد افراد الأسرة مصاب بارتفاع ضغط الدم أو كان الشخص مصابا بداء السكري، فحوالى 65 في المائة من المصابين بالسكري يعانون ايضا من ارتفاع ضغط الدم. ومن اسباب الاصابة بارتفاع ضغط الدم زيادة عنصر الصوديوم (ملح الطعام) الذي يساعد على اختزان الجسم لكميات كبيرة من الماء، مما يزيد العبء على القلب، ويوصي الاطباء بعدم تجاوز الحد المسموح به من مادة الصوديوم (1500 ملجم)، كما أن ضغوط الحياة قد يساعد على الاصابة بارتفاع ضغط الدم بشكل غير مباشر، وزيادة الوزن (السمنة أو البدانة) قد تزيد من مخاطر الاصابة به، كما أن المشروبات الكحولية تعتبر من صميم المخاطر (والحمد لله فقد حرمهتا شريعتنا السمحة لمضارها). أما الكافيين فقد يرفع الضغط مؤقتا ولكن لم تثبت صلته كسبب في الاصابة بارتفاع الضغط، ويوصي اطباء القلب في الولاياتالمتحدةالأمريكية بعدم تجاوز تناول كوبين من القهوة في اليوم. بالنسبة للمرأة الحامل هناك نوع من ارتفاع ضغط الدم يحدث في المرحلة الثانية للحمل وبدون تناول العلاج قد يؤثر على صحة الام والجنين وقد يؤدي الى حالة تتسبب في الحد من تدفق الدم والأكسجين الى الجنين ويؤثر على دماغ وكلى الأم، ولكن بعد الولادة يعود ضغط الدم لمستواه الطبيعي قبل الحمل. هناك بعض الادوية والعلاجات التي قد تؤثر على المصابين بارتفاع ضغط الدم كأدوية البرد والنزلات والزكام وعلى سبيل المثال مسكنات الألم وحبوب التخسيس ومنع الحمل ومضادات الاكتئاب . وعلى مريض ضغط الدم اخطار الطبيب المعالج بحالته المرضية في حالة تعرضه للأمراض التي تعالج بالأدوية المذكورة لتجنب حدوث أية مضاعفات نحن في غنى عنها. وهناك نوع من انواع ارتفاع ضغط الدم يعرف باسم (ارتفاع ضغط الدم بسبب البالطو الابيض) ويحدث لبعض المرضى في عيادة الطبيب المعالج وذلك بسبب حالة القلق والخوف من الطبيب وربما يعود السبب الى مراحل الطفولة الأولى، وعليه يرجى من هؤلاء المرضي ان يقيسوا مستوى ضغط لديهم في البيت ويسجلون القراءة لمقارنتها مع قراءة عيادة الطبيب لدراستها بواسطة الطبيب المعالج ومقارنتها. وعلاج ضغط الدم المرتفع يكمن في استعداد المريض للعلاج والانتظام في تناوله مع اتباع ارشادات وتوصيات الطبيب طبقا لكل حالة على حدة. وقد ثبت أن التمارين الرياضية المنتظمة تخفض من ارتفاع الضغط. ويحتاج الكبار الى حوالى 150 دقيقة اسبوعيا من التمارين الخفيفة (المشي السريع أفضل)، وقد تشمل العمل في حديقة المنزل وغيرها من الانشطة المنزلية المتاحة للمريض ويعطي المريض مدرات البول كحل اولى لتخفيض الضغط بعد التمارين الرياضية وهي تساعد الجسم على التخلص من الملح الزائد ولكنها قد تعمل على تخفيض نسبة البوتاسيوم في الجسم محدثة ضعفا في العضلات او تشنجات في الارجل وفتور وبعضها قد يزيد نسبة السكر في الدم لدى المصابين بداء السكري. ويشمل العلا ج ادوية تعمل في القلب تخفض من مجهود القلب وأخرى تعمل على توسيع الشرايين وتسهل عملها لنقل الدم بشكل سهل سلس.وننبه هنا الى ما يعرف بالأعراض الجانبية التي قد تظهر في شكل سعال جاف أو طفح جلدي أو دوخة أو ارتفاع مستوى البوتاسيوم في الدم وغيرها من الأعراض الأخرى وعلى المريض اخطار الطبيب المعالج بأي من تلك الاعراض عند حدوثها. ومن المعلوم ان ارتفاع ضغط الدم يصنف من الامراض (المزمنة) التي تلازم، وتستمر مع المرض مدى الحياة، نظرا لعدم اكتشاف علاج (حاسم) ويقصر علم الطب في اكتشاف الاسباب الحقيقية وراء هذا المرض (مثل داء السكري) وعجزه التام امام السر (الالهي) الذي احتفظ به رب العزة والجلالة ولم يكشفه لأحد، حتى الآن، ولكنه وعلى لسان رسوله الكريم (ان هو الا وحي يوحى) فإنه ما من داء الا وأوجد الله له الدواء عرفه من عرفه وجهله من جهله) لذلك وبناء على قول رسولنا الكريم فانه ما من داء الا وله دواء، ولكن علم الانسان القاصر (وما اوتيتم من العلم الا قليلا) هو مربط الفرس، فالطب الحديث يصنف ارتفاع ضغط الدم في فئتين فقط اما: Essential Hypertension وتعني ارتفاع ضغط الدم الأساسي ، أي بمعنى انه لا سبب ظاهرله، أو: Secondary Hypertension وتعني ارتفاع ضغط الدم الثانوي، وهو نتيجة لسبب ثانوي اذا ازيل السبب عاد الضغط الى وضعه الطبيعي. ونحن المسلمين (لا أقول كمسلمين) {لأن الكاف في العربية تأتي للتشبيه وهي ترجمة خاطئة للعبارة الانكليزية We as Muslims ، والله اعلم.} يجب علينا ان نقر ونعترف بفحوى الحديث الشريف. حمانا الله واياكم شر الامراض وهدانا الى اكتشاف اسبابها واسرارها وعلاجها وبالله التوفيق. [email protected]