كنت من المعجبين بإدارة نادي الاهلي الخرطوم ، واحترافيتها العالية في ادارة شئون النادي ، وعندما اذكر أنني كنت لأن هذا الاعجاب تراجع كثيرا إن لم يكن تلاشي ، بعد اشراك اللاعب الموقوف أمام فريق النسور ، ليضمن الاخير البقاء ضمن اندية الدرجة الممتازة بشكوي (مقنطرة) ، في موسم اقل مايمكن ان يقال عنه انه موسم الروائح النتنة ، الذي راح ضحيته اندية اهلي عطبرة ونيل الحصاحيصا واتحاد مدني . أمس سقط اهلي الخرطوم سقوطا مدويا ، وحتي لا أظلم النادي العريق سقطت ادارته ، وهي تحول الفريق (لمخزن) مفتوح ، لتخزين لاعب مصاب ، هو لاعب المريخ الغاني اوكرا ، والذي نشرت الصحف انه لن يلامس كرة القدم قبل ثلاثة اشهر ، ويعلم القاصي والداني من خلال الصحف ووسائل الاعلام المختلفة أن المريخ تاكد من اصابة اللاعب في الكشف الطبي الداخلي ، وقرر ارساله لدولة الامارات لمزيد من الفحوصات ، فجاءت المفاجأة السارة من الاعلام المريخي بأن اصابة اللاعب لن تحرمه من ممارسة النشاط الكروي وانه سيعود بعد ثلاثة اشهر للملاعب ، كل هذه الاخبار والتصريحات تنشر عبر وسائل اعلامنا بصورة يومية ، ترجم المريخ الاخبار السارة وقام بتسجيل اللاعب ، الي هنا والامر عادي واكثر من عادي ، الا ان الصدمة كانت في اعارة اللاعب بعد التسجيل مباشرة للنادي الاهلي لمدة ستة اشهر، لاتنسي عزيزي القاريء انه لاعب (مصاااااب) ، وهذا يعني انه لن يشارك مع الاهلي الثلاثة اشهر الاولي ، وقد يحتاج التأهيل للعودة ثلاثة اشهر مثلها . هذه الصورة مخزية وعار علي النادي اولا وجمهوره وادارته ، وعار علي المنظومة الرياضية والتنافس الحر الشريف ، وهو مؤشر خطير لمستقبل كرة القدم في السودان من خلال منافسة الدوري الممتاز ، ماحدث من الاهلي الخرطوم وهو يتحول لمخزن يضع فيه المريخ لاعبه المصاب الي حين تعافيه يجعلني انعي لجماهير الرياضة كرة القدم السودانية ، لذا لن اسال بكل تاكيد عن السبب الذي جعل الاهلي يقبل بهذه الصفقة الغريبة ؟ ولن أسال عن الثمن؟ لان الصورة اوضح من الشمس ، فالاعارة التي نعرفها ويعرفها كل العالم تستند علي لوائح معروفة وفوائد فنية ومادية ، ليس من بينها (تخزين) اللاعبون المصابون ، لصالح نادي آخر . فاللاعب المصاب اصابة طويلة له كما ذكرت معالجات مختلفة ، منها الصبر علي هذه الاصابة والالتزام بعلاجه للقناعة الفنية به ، وبالتالي الابقاء عليه في الكشوفات الي ان يتعافي ولدينا حالات كثيرة في السودان والعالم من حولنا ، او يتم الاستغناء عن خدماته ، ولكن تسجيل اللاعب المصاب ثم اعارته هذه من عبقريات انهيار شرف المنافسة في الكرة السودانية . قد يقول قائل اهلي الخرطوم نادي منافس للمريخ بالدوري الممتاز كيف يقبل علي نفسه هذا التصرف؟ واقول القضية ليست قضية نادي منافس في ذات الدرجة ، ولكن في السلوك الذي اعلن به للملأ انه مجرد تابع ، ومنفذ جيد لاجندة ورغبات النادي الذي يتبع له . اختم هذه المساحة بتصريح واضح وصريح لطبيب المريخ اسامة الشاذلي بتاريخ 26نوفمبر 2014(امس الاول) حول اصابة اللاعب اوكرا جاء فيه :( الفحوصات الطبية التي خضع لها اللاعب الغاني اوكرا تطابقت تماما مع تلك التي خضع لها بالخرطوم ، واللاعب يحتاج ثلاثة اشهر من اجل العودة للملاعب من جديد ، واضاف : اللاعب قابل الطبيب الامريكي بدبي وطبيبا آخر ، واثبتت كل الفحوصات الطبية التي خضع لها اللاعب هناك انه يعاني من اصابة مزدوجة في الركبة اليمني علي مستوي قطع جزئي في الرباط الصليبي وفي الغضروف الهلالي واضاف الشاذلي أن شفاء اللاعب ممكن وهناك اكثر من طريقة للعلاج اما عبر العلاج الطبيعي او بواسطة التدخل الجراحي ) انتهي ، شفتو المصيبة .. لا اجد مااكتبه سوي .. ياللعار. [email protected]