مجموعة السائحون بغض النظر عن التسييس الذي دخلها وداخلها ، هي مجموعة من الشباب الذين آمنوا بفكرة ما ، وهي الجهاد في سبيل الله اختلفنا او اتفقنا مع هذه الفكرة وهي فكرة الجهاد فقد قدم هؤلاء الشباب ارواحهم رخيصة ودون ثمن تضحية وايمانا منهم بفكرتهم ومنهجهم الذي ارتضوه ، وهنا ومهما كانت درجة الاختلاف او الاتفاق حول الفكرة ، الا انه يجب التقدير والاحترام لصاحبها الذي قدم روحه رخيصة لفكرته . قدم هؤلاء الشباب صورا معبرة تؤكد ايمانهم بفكرتهم ، وقدم اعلام الدفاع الشعبي ، هذه الصور لكل بلدان العالم ، حين كان بالفضاء العربي ( العرب سات 13 قناة فضائية فقط ) ، وكانت قناة السودان الفضائية احدى هذه القنوات ، فقد نالت قناة السودان الفضائية حظا وافرا من المشاهدة ، ونال برنامج في ساحات الفداء القدر الاوفر من المشاهدة ، وهنالك بعض الأدلة ففي صنعاء باليمن الشقيق ، اتى احد المواطنون ومعه بقرة ، وقد عُرف فيما بعد بانها بقرته الوحيدة ، فقد احضرها الى مقر السفارة السودانية بصنعاء ، ليتبرع لمجاهدي السودان في قتالهم مع إنفصاليي جنوب السودان ، وذكر احد المغتربين الذين كان حلمه من الاغتراب شراء سيارة ليعيش بها في السودان وحينما وصل الى هدفه ، واشترى السيارة قرر انه سيوصل سيارته الى اهله ، وقبل كل شيء سيطير الى الجنوب وينضم الى كتائب الدفاع الشعبي ، ويقضي بها فترة معينة ثم يرجع اذا كتب له الرجوع او الاستشهاد في سبيل الله ولكن للأسف فقد تغيرت أفكار صاحبنا عندما عامله الموظفون بميناء سواكن أسوأ المعاملة . قوات الدفاع الشعبي ، والتي يعتبر السائحون جزء منها ، مثلت قوة لا يستهان بها في بداية حكم الإنقاذ ، وكان يفترض ان تكون كذلك رغم تقدم سن الإنقاذ ، وكان يفترض ان تكون كذلك رغم انفصال الجنوب وذهابه في حال سبيله ، وكان يمكن ان تكون كذلك رغم المرارات التي اصابت الحركة الإسلامية السودانية ، وحكومة المؤتمر الوطني ، فما الذي أصاب هذا الجسم القوي بأفكاره ، والذي قدم شبابه انفسهم رخيصة ، ودون ثمن لأفكارهم ومبادئهم ؟ الامين العام للحركة الاسلامية الزبير احمد الحسن في حديثه لصحيفة المجهر السياسي قال بان السائحون ينتمون للمؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي ، وينتمون لليسار ، وهذا وربي تعريف جديد للسائحون ، كما انه تعريف جديد للمؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي اذ قال شيخ الحركة الإسلامية بانهم لا ينتمون للحركة الإسلامية ، فهل المؤتمر الوطني لا ينتمي للحركة الإسلامية ، وهل بهذا التصريح تتبرأ الحركة الإسلامية من اجنحتها والتي مثل اجنحة ام جكو فهل تبرأت من المؤتمر الوطني والشعبي وحتى السائحون ؟ أم الرجل لديه مبررات أخرى . بالرجوع الى مصطلح السائحون نفسه ، فانهم شباب الفوا التمرد الحميد شوقا وزحفا الى أهدافهم ، فكان السائح يذهب الى ارض مطار الخرطوم ليستغل أي طائرة مغادرة الى جوبا ، لينضم الى أي كتيبة موجودة بمناطق العمليات وذلك دون أي تجهيزات او تسجيل او أي بروتوكولات مسبقة ، أو حتى أخذ الاذن من الإدارة التي يعمل بها في قطاع الحركة الإسلامية ، هذا حال السائحون ، وكان ذلك قد احدث فراغا إداريا في اعمال الحركة الإسلامية وقتها في الخرطوم ليدور حديث ونقاش حول الغاء فكرة السائحون والسيطرة عليها . ومن المعروف فان مجموعة السائحون سواء مبادرة السائحون ، او صفحة السائحون على الفيس بوك بشقيها ( السائحون الوطنيون ، والسائحون أي اتباع الشعبي والوطني ) وضمت جل كوادر الحركة الإسلامية عدا ما يسمى برصيف الحركة الإسلامية والذين اعتزلوا العمل منذ المفاصلة وحتى يومنا هذا ، فقد ضمت كيانات السائحون المختلفة ، مؤيدو المؤتمر الوطني والشعبي ، وضمت الصفحة العديد من القيادات اليسارية المعروفة . رغم هذه القوة ورغم ما توفر لهذه المجموعة من ارث قوي ، ومن سيرة ذاتية لما قدمت من تضحيات الا ان دورها كان محدودا في قضايا إنصرافية داخل صفحتها في الفيس بوك ، وحصرت نفسها في صراعات لا تقدم بل تؤخر كثيرا ، واهتم بعض أعضاء الصفحة بخجل ايراد سيرة المجاهدين الأوائل من أعضاء الحركة الإسلامية ، مع ايراد بعض حلقات من برنامج ساحات الفداء في ال مناسبات المتعددة . فما الذي أصاب هذه المجموعة ؟ ولماذا كان دورها ضعيفا ومحدودا ، ولماذا اصبح أعضاؤها الذين قدموا كثيرا من التضحيات في سبيل الفكرة ؟ في وقت سابق وقبل اكثر من عام تقريبا كتبت مقالا بعنوان ( لمصلحة من يعمل السائحون ؟ ) ووجهت هذا السؤال لأسمع إجابة من كوادر السائحون الا انهم اختزلوا الفكرة لاتهامي بالشيوعية ، وكان رد معظمهم لمصلحة من يعمل فتح الرحمن ؟ وما زال سؤالي اوجهه ، لماذا هذا الدور البائس لأشخاص رأيناهم بالأمس كالأسود يقدمون الأرواح رخيصة فداء للفكرة وفداء لما آمنوا به . وما دور السائحون في الانتخابات القادمة ، هل سيكون كل واحد مع حزبه ، ام سيكون للسائحون كلمتهم ؟ [email protected] mailto:[email protected] warm Regards.. Fathulrahman Abdulbagi Mob: 0 562722287 MAKKAH K.S.A