بهذا اعلن استقالتي من منصبي كأمين عام للجبهة الوطنية العريضة ابتداء من اليوم الثلاثاء السادس من يناير 2015 ، وذلك للأسباب الآتية: 1. العجز التام للجبهة بقيادة رئيسها الأستاذ على محمود حسنين للاستجابة لنداءاتنا ونداءات كافة المناضلين المتكررة لتنشيط وتفعيل العمل داخل السودان لإسقاط النظام. 2. التباطؤ الممنهج والمستمر لرئيس الجبهة وقيادتها في تنفيذ الهدف اللازم والضروري المتمثل في عملية التقارب والتوحد مع قوى ومكونات المعارضة الأخرى الناشطة والجادة في سبيل إسقاط النظام 3. انهيار نظام الاتصال الداخلي في الجبهة رأسيا وأفقيا. 4. ضعف الهيكل التنظيمي بسبب سيطرة لوبي داخلي يهيمن عليه الأستاذ على محمود حسنين رئيس الجبهة بالتعاون مع بعض أنصاره ومريديه داخل الجبهة بصورة جعلتهم يفرضون هيمنتهم المطلقة على كل صغيرة وكبيرة. 5. الانهيار التام لقيم العمل الجماعي الذى أؤمن به وأعتبره شرطا لازما لنجاح المنظومة، مما نتج عنه عدم احترام الزملاء لبعضهم البعض وسيادة جو داخلي غير ديمقراطي مشحون بالصراعات والشجارات الشخصية وغير مشجع على الأداء المنتج والعمل الخلاق. 6. وضع العقبات والعراقيل بصورة مستمرة أمام الأمين العام بصورة أقعدته عن أداء واجباته بالشكل الملائم وعلى الوجه الأكمل، ووصل الأمر حدا جعل رئيس أمانة محرض يسهب في توبيخ الأمين العام داخل اجتماعات الهيئات القيادية بدون أدني سبب يبرر هذا المسلك المشين سوي الرغبة فى الحط من قدره واستفزازه. وتصوير ما هو إيجابي من مهام وأعمال الأمين العام مثل البعد التعريفي الإعلامي وبخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذى يهدف إلى التعريف بالجبهة ومبادئها بأنه خارج نطاق صلاحياته وتغول على رئيس أمانة الإعلام في الجبهة. 7. العجز التام لقيادة الجبهة ورئيسها من توفير البيئة الملائمة للعمل النضالي بما يساعد على تحقيق اهداف الجبهة. 8. رفض رئيس الجبهة ومن يتبع نهجه التقيد بالأساليب الديمقراطية في الأداء وفى اختيار المسئولين واستيعاب الشباب وفي عملية اتخاذ القرار وبدلا عن ذلك سيطرة عوامل المحاباة الشخصية والمعارف والشللية. 9. بالرغم من أن انتخابي كأمين عام تم بالإجماع في مؤتمر القاهرة المنعقد نهاية أغسطس عام 2014، وأن اللوائح والنظم تمنحني مسئولية الإشراف على وقيادة عمل كافة فروع الجبهة والأمانات (التى يتوجب أصلا تأكوينها بالاشتراك مع الرئيس) في كل بلدان العالم إلا أن الواقع العملي للممارسات الداخلية أفرغت مسئولياتي وسلطاتي من أي محتوي، مما أدى في حالات عديدة إلي التقليل الملحوظ من شأن قرارات الأمين العام وعدم التقيد بها بل الاستهتار بها. 10. الإهمال المتعمد لقبول طلبات العضوية التي كانت تصلني وأخطر بها في حينه رئيس الجبهة، وفى مقدمتها طلبات من مناضلين في بعض دول الخليج والولايات المتحدةالأمريكية ظلت حبيسة الأدراج على مدى شهور طويلة. بما أنى لست من هؤلاء الباحثين عن مناصب أو تتويج بروتوكولي فقد كنت أعمل ليل نهار ولساعات طويلة كل يوم، بهمة ونشاط وتجرد في سبيل رفع شأن الجبهة وتحقيق أهدافها. إلا أن هذا لم يحصنني من تلقى الانتقادات غير الموضوعية، واستهدافىون بلا كلل بقصد تجميد نشاطي وتحنيطه. قمت من جانبي بتسليم العهدة الوحيدة التي لدى وهى سحب إسمي وتسجيلي من كافة المجموعات الخاصة بالجبهة الوطنية العريضة. وهذا مني للمعلومية. أؤكد هنا أن استقالتي هذه لا تعنى مطلقا أي تغيير أو تنازل عن المبادئ التي أؤمن بها والتي طالما دافعت عنها بقوة وبتجرد، واساسها هو المشاركة الفعالة في الجهد الوطني الهادف إلى كشف وتعرية نظام الظلم والفساد والقمع والاستبداد واجتثاثه من جذوره، والعمل فيما بعد عندما يحين الأوان بكل ما أوتيت من قدرات مساهما في بناء سودان جديد، سودان ديمقراطي تعددي تسوده العدالة الاجتماعية ويتساوى فيه المواطنون، حيث لا معيار يعتد به غير معيار المواطنة، ولا فرق بين سوداني وآخر على اساس الإقليم أو القبيلة أو اللون أو الجنس أو العرق أو الانتماء السياسي أو الديني. وتشييد دولة القانون والاحترام التام لحقوق الإنسان والحريات الأساسية. أتمنى للجبهة الوطنية العريضة تجاوز محنتها والتغلب على الصعاب الماثلة بحيث تؤدي دورا إيجابيا في سبيل خدمة قضية الوطن. د. حسين إسماعيل أمين نابري كاتب وناشط سياسي الأمين العام للجبهة الوطنية العريضة سابقا التاريخ: الثلاثاء السادس من يناير 2015 [email protected] mailto:[email protected]