Hassan Elhassan [[email protected]] كانت سعادتنا غامرة باستضافة السودان للمباراة الفاصلة بين الشقيقتين مصر والجزائر وبالصور التي عبر من خلالها أهلنا من كرم وسماحة وحسن استقبال رغم انشغالهم بهمومهم المتعددة الألوان والأوجه . كان اختبارا حقيقيا لقدرة الأجهزة السودانية على الإدارة والخدمات وبسط الأمن ورغم الاختلالات التي ربما تكون قد حدثت هنا أو هناك وهو أمر متوقع كتمكن بعض الفوضويين من الجزائريين رشق بعض الأتوبيسات بالحجارة التي تقل عدد من المشجعين المصريين بعد انتهاء المباراة إلا أن التقارير والحقائق التي تكشفت بعد ذلك قد أثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان كل ماردده المغامران ابراهيم حجازي وعمرو اديب على قناة القاهرة اليوم لم يكن إلا افتراءا بينا على السودان واستخفافا بأهله الذين يحبون مصر ويحترمون أهلها .حيث لم يكن هناك تفريط متعمد من قبل سلطات الأمن ولم يقتل احد ولم يصب آخر بإصابات بالغة وهو ما أكده وزير الصحة المصري ومستشار السفارة الطبي في السفارة المصرية بالخرطوم وحيث لم تكن هناك فوضى ضاربة لتستدعي استجلاب قوات مصرية من خارج السودان لإعادة الأمن وحماية المشجعين المصريين . بل ان ما تعرض له أحد الأوتوبيسات من رشق بالحجارة لأن سائقه لم يسير عبر الطريق المحدد وسار عبر طريق مختصرة لتفادي الزحام ولم يتقيد بالتعليمات الأمنية. أما موجة الاستخفاف غير المبررة تجاه السودان من بعض وسائل الإعلام المصرية فهي تجسيد للصور البائسة عن السودان وأهله التي تعلق في مخيلة بعض الإعلاميين المصريين النرجسيين عن السودان الدولة والشعب من أؤلئك الذين لم يتسنى لهم تثقيف أنفسهم وتنمية معلوماتهم وزيادة معارفهم عن السودان كدولة جارة وشقيقة تمثل عمق مصر الاستراتيجي كما يردد الإعلامي المصري في المناسبات العابرة . لقد حاول المزوران عمرو اديب وزميله المتحمس ابراهيم حجازي أن يستخفا بالسودان وأهله وهما يصوران بخيالهما دراما كوميدية سوداء عن السودان وكأن الخرطوم غابة وأهلها من الفلاحين البسطاء وهما يدعوان باستخفاف منقطع النظير إلى إيقاظ الرئيس السوداني من النوم والبحث عن مفتاح بوابة المطار ليتسنى إدخال المغادرين المصريين إلى باحة المطار وكأن الرئيس السوداني يضع قبل ان ينام مفتاح المطار تحت مخدته وكأن هذا المطار "وكالة" متواضعة . ثم يناشدان وزير الطيران المصري لايجاد مخرج لأن المطار ليس به ممرات وأنه يعاني من الظلام ولا توجد به آليات لارشاد الطائرات وتحريكها الخ . ثم يدعوان إلى مرة أخرى إلى إرسال قوات مصرية لحماية المشجعين لعدم قدرة الأمن السوداني على بسط السيطرة على الأمن الخ . وهذه صور نمطية في مخيلة بعض الإعلاميين والمثقفين من الأشقاء المصريين الذين لم يحظوا بتوسيع مداركهم وزيادة حصة معلوماتهم إلا أن خطورتها تكمن في تشويه الحقائق وتوسيع دائرة الاستخفاف لدى البعض من شاكلتهم وهو أداء يضر بالعلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين وهي العلاقات التي يسعى الخلصاء من الجانبين السوداني والمصري لتطويرها ورعايتها وتنميتها وزرع قيم المحبة والتواصل على جوانبها. وهو مايضع على عاتق السفير المصري في الخرطوم دورا إضافيا لتصحيح الصورة ووضع المور في نصابها وهو الأعلم بكل جوانب الحياة في السودان والأحرص على تنميتها . وونحن كمحبين لمصر لا نجد حتما العذر لبعض المتأثرين من خسارة المنتخب المصري الشقيق الذي كنا نأمل ان يتأهل لكأس العالم من ارض سودانية إلقاء اللوم على السودان ورميه بالقصور والتواطؤ مع الجزائريين " لبهدلة المصريين" للتخفيف من أثر الحزن بسبب الهزيمة أو شغل الرأي العام المصري وشحنه مرة اخرى بقصص غير حقيقية فهي قطعا تهم لا يستحقها السودان وشعبه من اعلام مصري يؤثر في الشارع ويضلل مشاهديه ومستمعيه مهما كانت المبررات . ولم يعد سرا ان ما تردد من قبل بعض الإعلاميين في بعض وسائل الإعلام المصرية الحكومية أو الخاصة من إساءات مباشرة وغير مباشرة أمر لا يقبله السودانيون رغم حبهم لمصر وأهلها وهو أمر يستدعي الوقوف عنده من جانب العقلاء في مصر موقفا واضحا يحافظ على كرامة السودانيين في وجه الاستخفاف الذي يطلقه تجاه السودان مثلما يطالب المصريين بالحفاظ على كرامته مواطنيهم في الجزائر حيث أن الكرامة لا تتجزا . فقد تبرا الكدمات والجراحات السطحية ولكن جراحات النفوس تتطلب كثيرا من الوقت حتى تمحى. شكرا لكل الأشقاء المصريين الذين أنصفوا الشعب السوداني وعكسوا الصورة الحقيقة لما حدث من موقع الحدث وهو ما لم يعجب المهرجين والمزورين والمستخفين ومن هؤلاء الأشقاء والمسئولين المصريين وزير الإعلام المصري، أنس الفقي الذي أكد أن أجهزة الأمن السودانية منتشرة بكثافة في شوارع الخرطوم وأنها تقوم بواجبها على أكمل وجه،ووزير الصحة المصري، الدكتور حاتم الجبلي الذي أكد أن الإصابات بين المشجعين المصريين لا تتعدى "الخدوش" !! والمستشار الطبي للسفارة المصرية في الخرطوم الدكتور ممدوح الذي أكد أنه ذهب إلى المطار وطاف بكل المستشفيات في الخرطوم، ولم يجد مصريا واحدا هناك، وأن الموقف ليس كما يزعمون. وشكرا للمخرج المميز خالد يوسف الذي أكد قال "ربما ما سأقوله لن يعجب الكثيرين، الموقف ليس بالخطورة وبالسوء الذي يتم التحدث عنه. ونقيب الفنانين المصريين أشرف زكي الذي اتصل من الخرطوم مؤكدا أنه في مطار الخرطوم وأن الأمور هادئة جدا هناك وهم في طريقهم، هو ومجموعة من الفنانين، إلى الطائرة.