حادثت محمد محمد خير!!    هل محمد خير جدل التعين واحقاد الطامعين!!    دقلو أبو بريص    أكثر من 80 "مرتزقا" كولومبيا قاتلوا مع مليشيا الدعم السريع خلال هجومها على الفاشر    كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    من اختار صقور الجديان في الشان... رؤية فنية أم موازنات إدارية؟    المنتخب المدرسي السوداني يخسر من نظيره العاجي وينافس علي المركز الثالث    الاتحاد السوداني يصدر خريطة الموسم الرياضي 2025م – 2026م    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللولاية: ديك السُرَّة بت يعقوب (5) .. بقلم: عبدالله عمر
نشر في سودانيل يوم 01 - 02 - 2015


مدخل
حينما تتجاوزُ بنا رحلةُ العمرِ الستين.
نضحى أقلاماً للحياةِ.. تكتبُ بنا بعضاً من صورِ فصولها.
تفصح بها بعضَ جزيئةٍ من شفرةِ علاماتِها ودِلالاتِها.
المؤلف
(5)
إستلاف الديك بضمان مزرعة دواجن
مَرَّة مضيوفين عندو طلبة من كلية البيطرة.. واحد مِنهُم.. كلام عبدالله عثمان عن أنسجة ديكو وقع ليهو في جرح.. بحث التخرُّج بِتاعو كان في الدواجن.. تحديداً العوامل المساعدة على تماسك الأنسجة.. طلب يستلف الديك مدة أسبوع.. مُستعِد يخُت ضمانة قُصاد الديك.. مزرعة الدواجن حَقَّت والدو في الكِدرو.
ودعثمان.. بشهامتو.. المشهور بيها.. وافق بكل أريحية.. رفض الضمان.. فقط إشترط.. الديك ما ينغمس في مادة كيمائية.. التشريح يكون على الناشف.. الديك يرجع بدون أثر خياطة.
طالب البيطرة حاول يصِّر على الضمانة.. سمعنا ودعثمان.. لأول مَرَّة.. يرجع لعوايد أهلو.. يحلف بالطلاق.. ما ياخد.. خلَّى الجماعة يفقعوها ضحكة:
- يااا زول.. براحة علينا.. طلاق شنو البترميهو.. كدا عرِّس لينا في الاوَّل.. العرس زاتو حقو وينو.. والله.. إلَّا كان تبيع ديكك دا لناس هولندا.. ماعارفين.
مختصر القول.. ودعثمان رفض البتّة ياخد ضمانة قُصاد ديكو.. رغم أنُّو ماعندو سابق عِرفة بالطالب المستلف.. في الحقيقة.. ما معروف الطالب إيَّاهو، جا صدفة.. ولَّا بسابق قصد.. كونو يقدَّم المزرعة ضمانة.. دي ما ممكن تكون بدون إذن والدو.. لازم يكون أقنعو بجدوة أبحاثو على الديك.
؟؟؟
(6)
التأمين على الديك
الديك إتشال لكلية البيطرة.. بتِحِت لتِحِت.. سمعنا أنَّو الطالب حمدي عمل ليهو تأمين ضد السرقة والتلف.
خبر حمدي ودالصبابي عمل تأمين على ديك ودعثمان وصل الداخلية.. الطلبة الكانوا مستفيدين من عَشَا تجبيد لحم الديك.. كان بقى ليهم إدمان عديل.. ما راضين عن مسأله السُلفة دي من أولّهَا.. لقوا حكاية التأمين دي حِجَّة يرجَّعوا بيها الديك.
هاشم.. من أداب فلسفة.. قال:
- كونو حمدي ود الصبابي يؤمِّن سرقة وتلف على الديك دي فيها إهانة لمشاعر ودعثمان.. حمدي دا كان أصلو داير يؤمِّن.. ما كان يعمل وثيقة تأمين على الحياة.. الديك دا ما قاعد حي جوَّوة شعور ودعثمان ووِجدَانو.
عادل ود القانون ما صدَّق.. قال يرفع دعوى إهانة ورد إعتبار ضد حمدي ودالصبابي.. ما عندو حل.. غير يجيب الديك راجع.. بعد داك ممكن ينظروا في مسألة السُلفة من عَدمَا.
التمِّطِّط والحجج الفلسفية الإنسانية القانونية مدوَّرة.. ما في زول لاحظ .. ودعثمان صانِّي.. فجأة فقعا بكية؟.. فعلا.. الديك كان صِبح جُزو من وِجدانو.. ما كان خاتيهو في صندوق.. عامل ليهو قفص من عاج.. حكاية ودعثمان خاتِّي الديك في قفص.. ليس في صندوق.. لِقاها عادل قانون حُجَّة .. مسك فيها.
الخلَّى حِجَّة المطالبة تحِر.. تسخِّن.. خبر تأمين حمدي ود الصبابي على الديك وصل في يوم كان العَشَا نقص.. بِقت حوجة ملحِّة للديك.. مصارين الجماعة تكورك بجوَّا.. المُحاججة تزيد ببرَّا.. البعض قالوا.. إلَّا يمشوا شمبات.. ياخدو ليهم جبيدات في الديك.
الحِجَّة كِترت.. عِلت.. جا طالع حمد ودالعلوم.. كان إنزعج.. عندو إمتحان باكر.. شايل في يدو عشرة قروش:
- يا جماعة.. هاكُم.. أمشوا.. إتعشوا.. مسألة إسترداد الديك دي خلُّوها لباكر.. صباح الله بخيرو.. ألف حَلَل وحَلَل.
الجماعة إنقسموا في حَل عشرة حمد.. جُزو وافق يمشوا ياكلوا فول.. واحدين تانين.. مُدمِنين جِبيد لحم الديك.. أصرُّوا يدفعوا العشرة قروش مواصلات لشمبات.. يمشوا ياخدوا ليهم جِبيدة.. جِبيدتين في لحم الديك.. أريتُم ما فكَّروا.
أخيرا.. إتفقوا يتقسَّمَّوا العشرة.. كل واحد بطريقتو.. ناس الفول.. إتعشَّوا.. ناموا في أمان الله.. ناس المشي ورا الديك لشمبات.. كان راجيهُم الراجيهُم.. ومن الحب ما قتل.
؟؟؟
(7)
الديك والبقرة
الطلبة في محاججتُم ديك في ضرورة رجوع الديك لمكانو آمِن في قفصو.. جا ماري الطالب كِرَشنا الهندي.. ما كانت عندو شغلة غير قرايتو.. ما سامع بحكاية الديك.. كِرَشنا، زيو زي الطلاب الأجانب.. يترصُّوا قِدَّام السُفرة قُبَّال ربع ساعة من فتحها.. ليهم حق.. وين يمشوا كان ما لحقوا الوجبة.. عندهم خالة في بُرِّي.. ولا عَمَّة في بحري.
كِرَشنا.. في الليلة ديك.. إستهوَتو اللمَّة.. خاتِّي قلمُو من آخر ورقة إمتحان.. بالإستفسار.. فِهِم قصة الديك.. جِبَّيدو.. التمِّسِّح بيهو.. بس قام ينطط .. يكوريك: "هيين..هيين..هيي..".
فِهمنا.. بعد ما سكت راق.. بيقول: "وجدتها.. وجدتها.. وجدتو.."
- ورينا يا كِرَشنا.. شنو الوجدتو دا.. إنشالله يكون الديك.
كرشنا قام يفصَّل.. يشرح: " أهلوا قرمانين لحم بقر.. ليهُم قرون.. الكهنة بتاعينهثم محرمينو عليهُم بحُجَّة أنُّو مقدَّس.. كرشنا وضَّح سبب فرحتو.. حيقوم يقطع تذكرة على حسابو.. قَبُل نهاية العام الدراسي.. ياخد ليهو شهر في بومبي.. يفتح لأبوهو مطعم: (ألمس.. تذوق بخيالك).. يخُت في المحل بقرة.. الناس تَجي تتمسَّح.. تقرِّض خبز الجباتي.. حيحاول يشرك معاهو واحد من الكهنة في المشروع.
؟؟؟
(8)
اللحم الحلال
الطلبة.. زي عادتُم.. تركوا مُحاججة رجوع الديك.. بقوا في الأطعمة.. اللحوم حرامها. عبدالستار.. معروف بالمشاترة.. نطَّا.. داخل بالعرض:
- كدا.. أقيفوا شوية.. يااخونا.. هي الخالة دي كانت في لَخمتَا ديك.. وَقِت عبدالله عثمان جاها نُص الليل.. قامت مخلوعة.. بباقي نوم في عيونا.. كانت إتذكِّرت.. تسمِّي ولَّا تكبِّر على الديك.. قُبَّال سكينتا تمشي فوق رَقَبتُو.. يااخوانا.. ما نكون بنجبِّد لينا في لحَمَن ما حلال.
حلالها.. صادف كان في اللمَّة مساعد تدريس.. مسافر لبعثة دراسية في بريطانيا.. شبك.. كنكَّش في حكايه اللحم الحلال دي.
قال: "هو هامِّي يحل مشكلة اللحم الحلال دي كيف.. خاصَّةً.. هو من ناس شندي.. ما بِقدر يفُّط ليهو يوم بَلا لحم.. مُشكلتو: سامع حتى اللحم المكتوب عليهو(حلال ميت)(لحم حلال).. فيهو شك جايبينو من الجِزارة العامة.. خاتين عليهو التايتل دا.. لزوم رفع السعر.
طريقة الطلبة: موضوع اللحم الحلال جَرَّا.. إتمطَمط.. البعض حاول يحل الإشكال ب(وطعام الذين أُوتوا الكتاب حِلٌّ لكم).. لكن عبدوون نمر حاجَجُم.. أصلو عبدوون دربو كان براهو.. ماكان بياخد الحاجات مُسلَّم بيها:
- "يااخوانا كدا.. روقوا.. حاولو ترجعوا النظر مرتين.. ما نبقى حاطب ليل.. نخمش آيات القرآن خَمِش.. زي زول جيعان دخل مطعم مكتوب عليهو (بروتينا).. بدون ما يفرز قائمة المنيو.. قام طالب ليهُو(واحد فول)!.. الجرسون إبتسم: "آسفيين لحوم فقط.. يا سيدي".
عبدوون زي مابقولو حوَّل الموجة ميَّة وتمانين درجة.. لفت الإنتباه.. مُحاججة رجيع الديك.. الكانوا الجماعة واقفين ليها.. بيها على الرجلين.. أخدت ليها صَنَّة.
الوقفة إتحوَّلت قعدة كراسي.. سراير.. مُلازمة جابرة.. واحدين واقفين ورا.. يعني جابت ليها محاضرة عديل.. عبدوون زاتو.. بعد ما كان واقف على حيلو.. داير يلحق باقي مذاكرتن ليهو لإمتحان باكر.. قام مساعد التدريس.. الهاميهو موضوع اللحم الحلال.. جاب ليهو كرسي.. أصَرَّ عليهو.. يوصِّل الموضوع حدَّو.
عبدوون إستعوض الله في الإمتحان.. الكان ناوي يِقفٍّلوا.. قِنع بدرجة مرور.. البتجيبا ليهو القراية القاعدة في راسو.. قعد إتحكَّر.. لكن برضو قِدر يختصر الموضوع في كبسولة نُص ساعة.. يقدر على الأقل يلحق ينوم بدري.
عبدوون نمر واصل في كلامو:
= يااخوانا آية (وطعام الذين أُوتوا الكتاب حِلٌّ لكم) دي ماعندها صلة بلحم حلال ولَّا غيرو.. لو أصلو كلمه (حِل) هنا كانت هي المقابلة لمعنى (حرام).. الآية ما كانت قالت (وطعامكم حِلٌّ لهم)..لأنو طعام المسلمين أصلو(حلال) من حيث المبدأ.. زي ما بقولوا.. ف(حِل) هنا بمعنى: لا مانع تاكلو من طعام أهل الكتاب.. ولا مانع ياكلوا من طعامكم.. فالآيه بتتكلم عن علاقات إجتماعية.. شان كدا.. جات فيها كلام عن الزواج برضو.. هي ما بتتكلم عن لحم.. حلال.. ولَّا حرام.
طبعا في جماعة قاموا ضحكوا لمَّا عبدوون قال (جات) بدل (جا).. عبدوون مااهتم كتير.. واصل.. شان ما يتجاوز أثار (جات) دي على موضوعو.. قام أورد ليهو مفارقة.. مسلمين في أوروبا وأمريكا.. يمشو محلات الفاست فوود.. يطلبوا بيرقر.. أو بروست جيكن.. يقولوا (طعام أهل الكتاب حل لكم).. يمشوا يشتروا لحمة.. يطبخوها في البيت.. يطلبوا (حلال ميت).. يعني (لحم حلال)!
*العشق المستحيل*
وسط جمهور بالعدد دا.. لازم يكون في واحد يتعلق ليهو في جملة.. إتقالت ضمن الحديث.. يقوم يسرح من الكلام الأساسي.
الطلبة بضحكوا على مفارقة البيرقر والحلال ميت.. مجدي قام يسأل:
- يعني يا أخ عبدوون.. الواحد ممكن يرتبط بواحدة من البنات المسيحيات ديل؟
عبدون داير يختصر.. يلحق سريرو.. قال لمجدي ودالخرطوم إتنين:
- دا ما موضوعنا هسِّع.. يا مجدي لو إنت عينك واقعة على زميلتك المعاك في اللاب ديك.. أمشِ حِل مشكلتك مع والدك أوَّل..الفتاوي ما بتحلَّك.
عبدوون نمر أخد ليهو شفطة من كباية الموية.. الكان ختاها قِدَّامو مساعد التدريس.. المسافر بعثه دراسية في بريطانيا.
مساعد التدريس زاتو.. سؤال مجدي كان وقع ليهو في جرح.. كان مُتمنِّي لو عبدوون مشى في الموضوع.. لكن حكاية تذكير عبدوون لمجدي بحل مشكلتو مع أبوهو أوَّلا.. خلَّت زولنا يرجع لصوابو.. يمَرمَر مع نفسو: "كان دا الحال مع أبو الخرطوم إتنين.. كيف يكون الحال مع الأبو حق أمروابة.. كدى خلينا في مشكلة اللحم الحلال هَسِّع".
*عيون الصيد*
عبدوون واصل حديثو: يااخوانا..لإستيعاب موضوع اللحم الحلال دا بصورة متكامله لابد من أمرين.. الأول نعتمد محور أساسي لفهم الآيات.. ثانيا ما ناخد آيات كل سورة براها.. الآيات بتتكامل.. بتفسِّر بعضها البعض.. أولا.. القرآن لمّااتكلم عن الذبائح.. ما كان بيحرَّم.. إنّما كان بيحلَّل.. لأنُّو العرب كانوا محرِّمين أنواع من الذبائح.. منها ما ذُكر إسم الله عليه.
يعني العرب.. شان يثبتُّوا منظومة معتقدُم.. كانوا ما بياكلوا مما ذُكر إسم الله عليه.. شوفت كيف.. في المقابل بيقصدوا يهِلِّوا لغير الله بالذبايح.. فالآية البتقول (ولا تأكلوا مما لم يُذكر أسم الله عليه، وإنه لفسق).. بتتفهم في إطار المنظومة الإعتقادية حقت العرب المشركين.. يعني المُحرَّم ليس ما ما لم يُذكَر إسم الله عليه.. إنما المُحرَّم الذكروا إسم غيرو عليهو قصداً واعتقاداً.. أمَّا كونو المسلم بيذكر إسم الله عند الذبح.. فدا تعبُّد.. زي ما بيسمِّي عند الأكل أو عند إطلاق كلب صيدو أو بُندقيتو نحو الصيدة.
ودعثمان.. الكان صانِّي.. سارح في إمتحان بكرة الراجيهو.. لامِّن عبدوون جاب سِيرة الطلقة على الصيدة.. قام يَصيَّح: "لا..لا.. ما تنشن.. خصَمَّتك بالأبدع عُيونِن.. ماتفك الطلقة".
صاحبنا ودعثمان كان مُغرم بالعيون.. دايماً ما يحكي عن شاعر البطانة.. بعد مافكَّ نشابو على الصيدة.. قام جرا وراهو.. قبضو.. قَبُل ما يصيب الغزالة.. التفاتتَا.. هي جافلة.. ذكَّرتو عيون خَدُّوجتو.. الخلَّاها وراهو في الفريق.
ودعثمان عندو عِرق في البُطانة من جهة والدتو.. دايما يترنم ب(عيون الصيد..الكاحلات عُيونن.. ديل عيون الصيد حاكن عيونك).
*بسكويت حلال ... بسكويت حرام ... معجون أسنان حلال*
عبدوون ختم حديثو بجملة: "يااخوانا أي تشريع جابو القرآن وراهو منطق مقبول لعقول خلق الله كافة.. شان يبقى حُجَّة عليهم.. ما ممكن.. نقوم ندخُل لينا في محاججة مع العالمين في أنُّو اللحم المذبوح للأكل.. بدون مقصد إهلال من عدمو.. يكون حرام؟!
يااخوانا أيِّ أكل أو لحم مُباح.. حلال.. ما لم يُهل به قصدًا لغير الله .. العكس صحيح.. فلو الواحد أكل بسكويت وهو عارف أنُّو أُهلَّ به لغير الله بيكون حرام.. في المقابل.. هل البسكويت لازم يكون لما صنعوهو.. ذكروا إسم الله عليهو.
كدا.. عاينوا.. شوفوا البِقت علينا.. ناس شرق آسيا وناس أمريكا الجنوبية.. لمَّا سمعوا حكاية حلال وحرام دي.. قاموا يختموا السمك والبيض ب(ذُبح وفقا للشريعة).. بل صار في معجون مختوم عليه (حلال).. الطلبة فقعوها ضحكة.. إتفرقعوا.. كل واحد علي غرفتو.
؟؟؟
(9)
البعثة وبِت الخالة
إنفض السامر بعد المحاضرة العفوية القدَّمَا عبدوون نمر.. ما أثارتو من تنبيه لمآزغ حياتية راجية مجدي ود الخرطوم إتنين.. الدرب الصعيب المنتظر مساعد التدريس عوض الله قِدَّام.
مساعد التدريس.. ماسك يد عبدوون.. زي العِندو معاهو باقي موضوع.. عبدوون داير يخلص يلحق سريرو.. يقدر يصحا للإمتحان.. لكن يسوِّي شنو مع تلويق عوض الله.. صاحب الحاجة ما أرعن.
أستاذ عوض الله.. مساعد التدريس.. بِقول لعبدوون:
- والله.. يا أخ عبدوون.. كان تدِّي سؤال مجدي عن زواج المسيحيات دا شوية مجال.
أصلُو القصة.. لو عارف يا عبدوون.. عوض الله لما جاهو القبول للبعثة.. والدو مااتأخر:
- يا إبني عوض.. إنت ماشي لدار غُربة.. أحسن بالمَرَّة تكمل نُص دينك قَبُل ما تسافر.. أهو منها سُترة.. منها رِفقة تسِندك.. البركة في بِتنا صفية بِت خالتك.
عوض الله ما كان متوقِّع أبوهو يفتح موضوع الزواج بالسرعة دي.. لا هو مهيأ لرد مُناسب.. كان مُخطِط يخلص من سنتين الماجستير.. حتين يلتفت لموضوع الزواج.. يرتِّبو بطريقة تتناسب مع وَضعُو الجديد كأستاذ في الجامعة.
عوض الله.. الما كان مُهيأ لاقتراح والدو.. إتفاجأ.. بدون مايرتب ليهُو حُجَّة تخارجو.. لِقا نَفسُو طلَّع ليهو كلام.. زي حق ناس أولاد الجامعة:
- لكن.. ياابوي أنا.. في الواقع ما بحب صفية دي.
أبوهو ما صدق أضانو.. ولَّا.. ما فهم.. ما معروف.. قام ردَّ على عوض الله بهدوء:
- خلاص.. أها.. أدَّيناك شهر.. حِبَّها لينا.. مالو!
عوض الله ماكان مابي صفية.. يمكن بِريدا كمان.. لكن هو كان بدا يفكِّر يرتبط بواحدة من الجامعة.. تناسب وضعو الجديد.. ما كانت هناك واحدة معينة في ذلك الحين في ذِهنو.. كان زول تكبِّس في القِراية.. ما ليهو في موضوع التعرُّف بالطالبات.. هِن ذاتِن ما كانن فايتات الخمسة في دُفعتُو.
عوض الله لقى نَفسُو ماعِندو مخارجة.. غير يتمسَّك حرفيا بكلام أبوهو: "أديناك شهر".. قرر يغادر لبريطانيا قَبُل (شهر) أبوهو دا مايخلص.. شان كمان يتخارج من حرج أنُّو يقولوا خلى بت خالتو ومشى يكوس بنات الخرطوم.. قرر يقلب الطاولة.. يرتبط بخواجية.. بعد مرور سنتين الماجستير.
*القِسمة ما معروفة وين*
عبدوون بعد مااستوعب موضوع مساعد التدريس عوض الله:
- معذرة يا أستاذ عوض.. إنت أستاذنا.. لكن داير أقول ليك حاجة.. نحن القارين الجامعة ديل مرات بندِّي نفسنا أكبر من حجمنا.. بنفتكر إننا سلعة نادرة.. الناس زي صفية بت خالتك دي مُتمنينها.
ياخي أقول ليك نصيحة.. أمشي بعثتك.. كان ما داير صفية.. مااا مشكلة.. هو ذاتو.. شُنو العرَّفنا باالفي ضميرا.. يمكن هي زاتَا كان بلَّغوها بيك.. تكون مجبُورة تقبل.. ياخي سافر بعثتك.. ماتكبِّر موضوع صفية دا في راسك.. بعدين لما تبقى للزواج.. ألف قِسمة وقِسمة.. صارح والدك بوضعك.. أنُّو الزواج لسِّع عليهو.. طالما صفية ذاتَا لى هسِّع ما دريانة.. خليها ترجا قِسمتا.. إنت لمَّا تبقى للزواج.. ليك قِسِمتك.. كان من أهلك.. كان من الجامعة.. ولَّا.. كان خواجية حتى.. كُلَّو خير.. يا أستاذنا.
*الكَتِّي.. والدجاج البلا عضُم*
أستاذ عوض الله إرتاح بكلام عبدوون.. حاول ينهي الوقفة بمزحة :
- لكن.. يمكن الوالدة تصِّر على الزواج قبل السفر:
- "يا ولدي.. بطنك دي ماب تتحمل أكل الخواجات اللاغاويس دي.. لابد من اللحم المسبَّك.. التتمَّسَّح بباقي دهنو".
- يا أستاذ.. ما تقول لي داير تستلف ديك ودعثمان.. تمشي بيهو مانشستر؟!.. لكن أدِّيك حل.. ناس دُنقلا عندهم قرقوش إسمو شِرَيك.. سنتين ما يعتِّت.. ممكن تبقيهو فطور.. حاجة تانية إسمها كَتِّي.. فطيرة قمح ملفوفة جوَّاها لحمة.. مُحمَّرة بطريقة خاصة.. في قول أنَّو ناس الفرايد جِيكن ذاتُم أخدوا منها الرول بتاعُم.. أصلو ناس دُنقلا شيَّلوا كَتِّيهُم دا زوادة لأمريكي بِتاع آثار لمَّا جا مغادر نهائي.. الأمريكي حفظ الجميل.. مشى أطلق إسم دُنقلا على مدينتن كَدِي في مقاطعة إسمها اللكسندرية.. الكَتِّي دا يا أستاذ.. ممكن يبقى ليك غدا عديل.. كان داير تهضم.. شيل معاك بلح تعملوا شَربوت.. كان للعَشَا.. عندهم ليك حاجة.. أظِنُّو إسمها سُك أو إسمن تاني.. ما لاقيهو هسِّع.. بيشبه الشي البسموهو معمول دا.. العجينة المحشية بمعجونن كدي بني محروق.. بقولوا عجوة.. لكن سُك الشمالية دا معمول من قُراصة قمح.. سُمكها متوسط.. محشية بلح.. مُحمَّصة بالدفن في الرماد الحار.. السُك دا بِقعُد فترة طويلة.. ممكن يبقى ليك عَشَا.
كان زَوادة الدناقلة دي ما وقعت ليك.. ممكن تمشي تخطُب ليك بنيتن من دارفور.. يا بختك.. طول ما إنت بَرَّا.. يرسِّلوا ليك الدجاج البدون عَضُم.. مُنجَّض ببرستو من طين.. سِرِّو بعرفن ستات دارفور براهن.. الدجاج دا ممكن برضو ياخد معاك زمن.. يغنيك إستلاف ديك ودعثمان.. ووجع راس تأمينو.
أستاذ عوض الله فقعا ضحكة:
- أمانة إنتو ياالدناقلة ما نُجاض.. ليكم حق.. السفر ما دَردَحكُم.. جدودكُم ماقصَّروا معاكُم.. كَتِّر خِيرُم.. خلُّوا ليكُم سر وصفات الأكلات دي كُلَّها مع عينات منها في أهرامتُن.
نهايتو.. أستاذ عوض الله مشى على غرفتو.. مُخصَّصَّة ليهو في نهاية الكوريدور.. نسى هم إقناع والدو بتأجيل مسألة الزواج.. رقد.. يحاول يصل لمعني كوريدور بمقياس نظرية (حركة الحروف).. لحدِّي ما لقى نَفسُو نايم .. داخل في منام.. يشجِّع فيهو فريق مانشستر يونايتد.. الكان هو بدا يتعرَّف على تاريخو.. لزوم الإندماج في المجتمع الإنقليزي.
عبدوون جرى على سريرو.. ما يلِّم فيهو .. يمسكو واحد من الفايقين المنتهين من إمتحاناتُم.
؟؟؟
(10)
الصندل والشَعَر السبيب
مجدي ود الخرطوم إتنين وكِرَشنا الهندي مُدنقرين في بعض.. كلامُن ما يتسمع.. مجدي عامل فيها بسأل كرشنا عن تاريخ الهندوسية.. لحدِّي ما وصل قصة تخطيط كرشنا للسفر لبومباي.. مجدي.. في الحقيقة.. غرضو لا تاريخ الهندوسية.. لا مشروع المطعم.. طول الوقت ببحلِق في شعر كرشنا.. فجأة بدون مقدمات قام يسأل:
- إنت ياكرشنا.. كيف قدرت تتحمل ما تفارق بُهاراتكم القوية ديك بعد ماجيت السودان؟
كرشنا بتلقائية جاوب:
- الحقيقة.. أنا كنت جِبت معاي كمية.. لكن أصارحك.. لاحظت السودانيين ما بتحمّلوا بُهاراتنا.. ضغطَّا علي نفسي لحد مااتعوَّدت.. بقيت علي شطتكم.
كلام كرشنا دا زي الوقع لمجدي في جرح.. حلَّ ليهو عُقدتن كانت متاوراهو.
- الصندل كيف في بومباي؟
كرشنا بحماس جاوب:
- كيف.. يااا زول.. بومباي ما بلد صندل ذاتو.
إحتمال كرشنا يكون ما فارز الصندل دا خشب.. ولَّا.. إسم زول.. المهم مجدي قال لكرشنا:
- والدي.. في الواقع.. بيعمل في مجال إستيراد العطور.. أنا عندي فكرة أجيب صنف جيَّد من الصندل.
يبدو أنو كرشنا يا داابو فِهِم الصندل دا خشب عطري:
- كان بودي أرافقك.. أورِيك محلات الصنف الجيد.. لكن مضطر أتأخَّر.. لحدِّي ما أخوي في دُبي يرسِّل لي تذكرة.. يمكن أضطر أأجل السفر.. إذا التذكرة ما وصلت قَبُل ما الإجازة تنتهي.
خطة الهندي إتمررت على مجدي في غمرة حماسو:
- مايهمَّك.. أنا بدبَّر حق تذكرتين.. يا كرشنا.
مجدي وكرشنا ماشين على غرفُم.. سامعين زي في جماعة بضحكوا.. يتكلموا بتحت نِخرَيهُم : "ما سمعت.. الجماعة المشوا ورا الديك لشمبات.. ما شِربوا مَقلَب."
لا مجدي.. لا كرشنا.. واحد فيهم كان مهتم يقيف يستقصي الخبر.. كل واحد فيهم كان مبسوط عشره قراريط.. بطريقتو.
???


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.