التجارب والأفكار والقيم لا تنتقل عبر الاجيال إلا عبر التوثيق الدقيق المضبوط حيث نختصر الزمن والجهد بالاطلاع عليها والاستفادة منها كذخيرة وارث يكون لنا عوناً وسنداً نحمله في جوفنا ونحن نسير على طريق التقدم والنماء، ومن هنا تأتي اهمية التوثيق والأرشفة لكل حركاتنا وسكناتنا على المستوى الشخصي والعام وهو خطوة مهمة لحفظ عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا من الاندثار خلف امواج الثقافات العالمية في عالم أصبحت لا تحده حدود ويصغر كل يوم والاخر. من اميز التجارب المهتمة بالتوثيق للحياة والشخصية السودانية هي موسوعة التوثيق الشامل تلك الموسوعة الناجحة التي انطلقت في العام (2010م) مستفيدة من فكرة المنتديات التي نشئت على شبكة الانترنت واهتمت بالجانب الاجتماعي في المقام الاول، وطورت هذه التجربة لتتوسع دائرة اهتمام موسوعة التوثيق لتشمل كافة مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والرياضية، لتوثق لحياة الافراد والجماعات في كل مناحي حياتهم حيث تجد الفنانين والشعراء جنباً الى جنب مع السياسيين وشيوخ القبائل ورجال الحركة والرياضيين بجوار الظرفاء، حيث تحتوي الموسوعة على ثلاثة عشرة قسماً تغطي كافة منعرجات السودان يعمل على تغذيتها كل الاعضاء والذين من بينهم (825) من حملة الشهادات العليا و (62) موثق متخصص يجتهدون لتكون الموسوعة مختصرة ومنقحة وجميلة. المشرف العام لموسوعة التوثيق د. توفيق الطيب البشير كان ضيفاً على فقرة قصة مشروع ببرنامج بيتنا بتلفزيون السودان الخميس، حيث تحدث حديث العارفين المؤسسين المتعهدين بالرعاية والسقاية لهذه المجموعة المتفردة، مؤكداً أن أهم ما يميز هذه الموسوعة هو الفلترة المستمرة لمواضيعها وحذف غير المهم وأيضاً الاهتمام بالتوثيق لكل المبدعين المشهورين وغيرهم أيضاً، وهنا تتضح رغبة هذه المجموعة في التوثيق للحياة السودانية في عمقها البعيد، د. توفيق ناشد الجميع للوقوف معهم لتوسعة الموسوعة لتكون اشمل ولتجويد العمل داخلها، فحقاً هم يستحقون بذل كل مجهود منا لنضع ارث اجدادنا وتجاربهم أمام الاجيال القادمة وهذه مسئولية يجب ان نقوم بها على اكمل وجه من اجل الحفاظ على الهوية السودانية بعيدة عن أي تشوه أو نقصان. للتحدث بلغة الارقام عن موسوعة التوثيق حتى كتابة هذه السطور نجد أن عدد المواضيع (47,751) والمشاركات (121،494) أما الاعضاء فهم (4750) عضواً، أما أكثر المواضيع مشاهدة بلغت مشاهدتها (821576) مرة وبالنظر للزوار فنجدهم من مختلف دول العالم، ومن هذه الارقام يتضح لنا كيف أن الموسوعة أصبحت قبلة لكل باحث عن المعلومة الموثقة الصادقة الصحيحة، لكم التحية الاخوة في الموسوعة لما تقومون به من عمل جليل تجاه السودان والسودانيين ونحن معكم. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.