بجهد من الرائعين د.الفاضل الملك.. ود. عمر عبود إستلمنا الموافقة من مستشفي حمد بالدوحة مواصلة لحديثنا في الحلقة الماضية حيث أشرنا فيها بأن الأستاذ محمد وردي قد أعطاني الضوء الأخضر كي نعمل علي أخذ موافقة من سلطات مستشفي حمد العام بالدوحة لإجراء زراعة نقل الكلي هناك .. وذلك حين حادثته من مقر سكني بالدوحة ذات مساء .. وكان ذلك في بداية شهر سبتمبر 2002م . وحقيقة لم تكن لي معرفة مسبقة بالبروفيسور الفاضل الملك رئيس قسم زراعة الكلي بمستشفي حمد العام بالدوحة .. غير أنني كنت أعرف جيداً البروفيسور عمر إبراهيم عبود عضو مجلس إدارة المستشفي منذ كان بالخرطوم وقد كان طبيباً لشركة طيران الخليج بالخرطوم والتي كنت أشغل وظيفة المراقب المالي بها عندما تم نقلي من محطة صنعاء باليمن .. وقد بدأت إتصالاتي فوراً بالبروف عمر عبود هاتفيا بمنزله غير أنني علمت بأنه غير موجود بالدوحة وسيعود بعد أربعة أيام . ثم إجريت إتصالاً هاتفيا بالبروفيسور الفاتح بشير الملك إختصاصي جراحة الأعصاب والعمود الفقاري وقد كانت لي سابق معرفة به حيث سبق أن أجريت معه حوارا صحافيا لصالح صفحة السودان الإسبوعية بجريدة الشرق القطرية التي كنت أكتب فيها وقد كانت صفحة مقروءة من السودانيين هناك وشرحت له بأننا نرغب في أن يجري الأستاذ وردي جراحة نقل الكلي بالمستشفي فأجابني بأن بروف الفاضل الملك مسافر إلي سلطنة عمان وسوف يعود بعد يومين وأن بروف عمر عبود سيعود من بريطانيا بعد أربعة أيام وسوف يفيدني بعد عودتهما ثم اضاف : وأعتقد بأن الموافقة ستتم علي أية حال . بعد ذلك بإسبوع جاءتني محادثة من رقم غير مسجل عندي في ذاكرة الهاتف الجوال .. فكان المتصل هو بروفيسور الفاضل الملك الذي بادر بتحيتي وأشار إلي متابعته لما نكتب في الصحف السودانية والقطرية والنت وهو قاريء ممتاز ومتابع فضلاً علي تواضعه المتميز حيث أخبرني بأن دكتور الفاتح بشير قد حدثه عن رغبة الأستاذ وردي لإجراء الجراحة بالدوحة .. وأضاف البروف بأن الطلب بالنسبة له يشرفه جداً وسوف يتبني الأمر ومعه بروف عمر عبود لأخذ الموافقة من مجلس الإدارة الذي يترأسه الدكتور حجر وزير الصحة القطري شخصياً .. وبالتالي أجريت إتصالاً بالأستاذ وردي في ذات الليلة بأننا نتوقع موافقة في أسرع وقت ممكن .. وما يجدر ذكره أن الأخ الصديق ( عبدالمجيد مكي ) فني التصوير الفوتوغرافي بالخارجية القطريةبالدوحة وهو خال الأستاذ محمد وردي قد وضعناه في الصورة تماماً . وبعدها بإسبوع تقريباً إستلمنا الموافقة حيث طلب مني البروف الفاضل إحضار صور جوازات الأستاذ وردي والمتبرع حسب طلب الشؤون الإدارية بالمستشفي لإستخراج تأشيرات الدخول لدولة قطر من إدارة الجوازات هناك .. فأضفت له بأننا نرغب أيضاً في إحضار السيدة الراحلة علوية رشيدي زوجة وردي كمرافقة له فوافق أيضاً .. وعلي الفور إتصلتُ بالأستاذ وردي لإرسال صور الجوازات الثلاثة إما بالفاكس أو باليد مع أي مسافر .. وفعلا وصلت صور الجوازات مع مسافر من أقربائهم ليد الأستاذ عبدالمجيد مكي .. وبعدها إستلمنا تأشيرات الزيارة للدخول مجاناً دون رسوم علي كفالة المستشفي .. وحينذاك قمنا بنشر الخبر عن طريق النت بالصحف السودانية والقطرية والخليجية وبمواقع النت السودانية . وعلي إثر ذلك .. هداني تفكيري في أن نجعل هذه المناسبة قومية الوجهة في قطر وذات بريق إعلامي خليجي وعربي ضخم مثلما تفعل الشعوب لنجومها الذين تفاخر بهم .. فقمت بالإتصال بصديقي العزيز سعادة السفير أحمد يوسف مصطفي التني سفير السودان الأسبق في قطر والذي يعمل إدارياً بالبنك الأهلي القطري بعد إعفائه للصالح العام في زمان موجة الإحالة للصالح العام بالسودان في كافة التخصصات والمهن الحيوية .. وقد أخبرته بفكرتي في تكوين لجنة قومية من أهل السودان بالدوحة تمثل فيها كافة التخصصات والروابط الإجتماعية لإستقبال تكريم ورعاية الأستاذ وردي منذ لحظة وصوله إلي الدوحة .. فوجدت تشجيعا منه بوصفه أكثر معرفة مني في ذلك البلد .. ثم رشحت له أسماء اللجنة المقترحة من خسمة وعشرين عضواً من أهل السودان هناك علي ان تشمل كافة مواقع العمل بدءاً بجامعة قطر والوزارات والبنوك ورؤساء الروابط السودانية الإجتماعية والرياضية والجالية السودانية .. مع إختيارنا للمستشار الثقافي بسفارة السودان بالدوحة وقد كان هو الصديق الأستاذ نادر يوسف الدبلوماسي الذي يعمل حالياً سفيرا برئاسة وزارة الخارجية بالخرطوم .. كما قمت بإخطار سعادة سفير السودان في قطر وقتذاك الفريق اول محمد أحمد مصطفي الدابي بهذه الأخبار حيث وجدنا منه تشجيعاً لا حدود له وأخبرني بأن كل إمكانيات السفارة سوف يسخرها لصالح هذا المشروع .. بل طلب مني السفير رقم هاتف الأستاذ وردي بالخرطوم حيث إتصل به مبدياً إستعداد سفارة السودان للوقوف بجانب اللجنة القومية التي تكونت .. وقد بدأت اللجنة أعمالها بمركز أصدقاء البيئة بالدوحة الذي يديره الأستاذ الموسيقار عادل التجاني وذلك قبل وصول وردي بإسبوعين إلي الدوحة حيث تم تقسيم العمل في شكل خمس لجان متخصصة ( مالية – تنظيم – مراسم – سكن وإعاشة – إعلام ) فأنجزت اللجان برنامجاً رائعاً للإستقبال بصالة كبار الزوار بمطار الدوحة الدولي كما أقامت حفل إستقبال لوردي حضرته معظم الرموز السودانية بقاعة الإحتفالات بفندق رمادا بالدوحة في مساء اليوم التالي لوصوله. وقد اتفقنا علي ان يكون السفير احمد التني رئيسا للجنة القومية لاستقبال وتكريم الاستاذ وردي عليه الرحمة . وما يجدر ذكره أيضاً وما يحز في النفس وقتذاك هو أن بعض المعارضين السودانيين لنظام الحكم السوداني في الدوحة قد وقفوا ضد فكرة تكوين لجنة قومية لإستقبال وردي بالدوحة علي النحو الذي ذكرناه آنفاً حيث كانوا يريدونها لجنة مسيسة ومعارضة بحتة ولا تمثل فيها السفارة السودانية أو مجلس الجالية والروابط التابعة لها مطلقاً .. غير أنني لم أغير موقفي في تشكيل تلك اللجنة ولا أؤمن مطلقاً بفكرة خلط الأوراق السياسية مع الجهد الإنساني القومي المتجرد نظراً لأن الأستاذ وردي قد عاد إلي أرض الوطن وكان شكل إستقباله قومياً ورائعاً .. فكيف لي أن أفسد هذه الزيارة التي تجمع أهل السودان.. كما أن فكرة إشراكنا لجهات سودانية رسمية ودبلوماسية فاعلة في لجنة إستقبال الأستاذ وردي بالدوحة قد حققت فوائدها وظهرت آثارها الإيجابية في كل خطوة خطتها تلك اللجنة القومية فيما بعد .. طالما أن الأستاذ وردي عُرف بأنه قومي الآمال والوجهة ولا يحصر فنه وإبداعه ويخلطه بأيديولوجيات السياسة مطلقاً.. وأن مجلس إدارة الجالية السودانية – وقد كنت أمين الإعلام بالجالية - وبموافقة تامة من الفريق أول السفير الدابي قد نجحوا فيما بعد في عمل إقامة دائمة للأستاذ وردي بالدوحة حتي يتمكن من الدخول إلي قطر لمتابعة المستشفي من وقت لآخر وهو بالخرطوم .. علماً بأن وصول وردي إلي الدوحة كان بتاريخ 12 سبتمبر 2002م .. أما كيف كانت تفاصيل يوم 6 أكتوبر 2002م وهو يوم إجراء عملية نقل الكلي بمافيه من ذكريات وحكايات مع وردي وعائلته وأصدقائه... فإن ذلك سيرد ذكره لاحقاً ..... ونواصل ،،،،، عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.