قرأت مقال الاستاذ /هانى رسلان والذى له معزة خاصة عندى وللعديد من السودانيين من الذين التقوه وتعرفوا عليه التقيته اخر مرة فى الخرطوم حينما حل ضيفا فى مؤتمر الاعلاميين السودانيين بالخارج .واعرف عنه اهتمامه واطلاعة الواسع بالشأن السودانى كما هو شأن بعض الزملاء من المختصين فى الشئون المصرية .لمست اهتماماته من خلال كتاباته ذات العلاقة بالسودان .له منى الشكر والعرفان على كل حرف صادق كتبه عن السودان وستظل مواقفه دينا فى اعناقنا .وعلى الرغم من الصدمة التى اصابتنا بفعل الهجوم من الالة الاعلامية تهكما واستهتارا بكل شىء ، متجاوزين لكل الحدود وبلا حياء وادب وكانت دهشتى حينما استمعت لمعلق من قناة نايل اسبورت والتى قررت مقاطعتها وللابد ، تساءلت لماذا يهاجموننا .ماذا فعلنا لهم ؟ حتى ننال منهم كل هذه السخرية والتى وصلت اوجها حينما حكى لى صديقا بان فنانا صرخ قائلا هاتوا لى الرئيس ولم نسمع عن ضيف يطلب الرئيس مباشرة ؟ لا اخفى عنك لقد سألت نفسى قائلا من اين اتى هؤلاء الذين برعوا فى السب والشتم وتلفيق التهم الجزاف .واين الادب الثر الذى خلفه الرعيل الاول من الادباء من امثال طه حسين والعقاد ومصطفى محمود ومحمد حسنين هيكل اطال الله فى عمره .هل نضب معين الادب هل عقمت مهنة الصحافة حتى يبتلينا الله بفاقد تربوى .ليس لهم المام حتى بعموميات المهنة ؟ ولو كنت سفيرا للسودان فى مصر لرفعت قضية على هذه القناة المشبوهة والتى فقدت قيمتها ولا اعتقد انها ستخرج من المحلية الى الاقليمية ، مع احترامى الشديد للشرفاء فى مصر من الذين راسلونى بعد مقالى كفى تطاولا على شعب قامة لا اخفى ان الحالة النفسية كانت فى اعلى وتيرتها ولكنى تمالكت نفسى كثيرا حتى لا اكون كمن ينهى عن خلق ويأتى بمثله ، نحن اهل قبيلة الاعلاميين نعرف تفاصيل التفاصيل فالمجموعة التى هاجمت السودان كما يقال مجموعة مسنودة وتحاول التمظهر الوطنى من بوابة السودان عملا بالقول السائد (دول يا عمى ناس طيبين ) ونسوا ان هنالك متغيرات كثيرة حدثت ، واولها ظهور جيل جديد متطرف فى حب بلده ولا يقبل اى نوع من التريقة والاستخفاف وله رأى واضح فيما قامت عليه علاقات ابائه وجدوده والتى لازال البعض يستند عليها فى حساباته ونظرته للسودان وعلى جيلكم ومؤسساتكم تقع المسؤلية لان من أساءوا لشعبنا اطلوا علينا من قنوات فضائية لمصر ولم تكن اطلالتهم من الشارع العام .وتتفق معى ان هامش الحرية الاعلامية لا يسمح بمهاجمة شعوب كما ان حرية الصحافة لا تعنى الاعتداء على الاخرين وخاصة اذا كان الاخرين لا ناقة لهم ولا جمل فى قضية الهجوم .لا اخفى عليك ان رصيد محبة الشعب المصرى فى السودان اصبحت فى تناقص لان العلاقة لها طرفان طرف يصدق فى عواطفه واخر يراوغ .وعليكم يقع عبء الاصلاح كما تفعل امريكا اليوم بخصوص تحسين صورة المواطن الامريكى والذى تحول الى انسانا مكروها وممقوتا فى كل العالم .وهذه واحدة من مرتكزات اوباما فيما يخص التغير الاجتماعى .ان ما حدث اذا اعتبر على انه سحابة صيف سيكون التقدير غير سليم صحيح ان هنالك فارق كبير بين الاستاذ هانى رسلان وبين ابراهيم حجازى فالاول احترمه واقدره والثانى فقد احترامه وتقديره من كل السودانيين .نعم نريد علاقة مع هانى ولكن ماذا نحن فاعلون مع حجازى .فالمناسبات لن تتوقف كرويا وسياسيا ومن المفترض اجتماعيا .فالظرف الراهن لا يساعد .نعم كان السودانيين يعتبرون مصر قبلتهم الاولى علما واستطبابا ولكن تغيرت الامكنة فاصبحت الرياض وعمان واسطنبول واجهات بديلة للاستطباب .لماذا لم يلتفت الاخوة فى مصر الى هذا التبدل لان العلاقة فى تلك قامت على الدفء والوضوح وتبادل المصالح .لا اعنى انتقاصا لمواقف مصر الرسمية والشعبية فيما مضى معاذ الله ان اكون من الناكرين .ولكن كل العلاقات فى الدنيا تخضع لمراجعات لمعالجة ما يعتريها من ضعف او خلل فعلاقات الشعبين فى امس الحوجة لمراجعات لمعالجة مثل هذه الظواهر السالبة خاصة وان هنالك العديد من القنابل الموقوتة وعلى وجه الخصوص منطقة حلايب .لا يسعنى الا ان اشكرك على صدق مشاعرك واصالة معدنك مع ودى Yahia Yousif [[email protected]]