خاص سودانايل: زيورخ: كتب: محمد عثمان الفاضلابي اختارت مجموعة كريدت سويس المصرفية الشهيرة أفريقي لإدارتها وينحدر المدير الجدير السيد وهو السيد (Tidjane Thiam) من جمهوريه ساحل العاج بغرب أفريقيا . وعللت المجموعة المصرفية قرارها والذي يعتبر قراراً تاريخياً لم يسبقه أي من المصارف السويسرية الأخرى بأن السيد (Tidjane Thiam) هو الأفضل لقيادة المجموعة في الوقت الراهن لما يتمتع به من قدرات في أدارة الأصول والتفاوض وإدارة المخاطر . الجدير بالذكر ان المنصب الذي تحصل عليه مستر (Tidjane Thiam) يعتبر أفضل من منصب أوباما وكوفي عنان وبطرس غالي من ناحية المستحقات الماليه والتي كانت قبل الأزمه الماليه حوالي 28 مليون فرنك سويسري في العام إضافة إلي البونس السنوي علي الأرباح التي يحققها المصرف . علي الرغم من تقليل ذلك بعد الأزمة إلا أنه يظل هو الأكبر . كذلك من وجهة نظري ياتي بعد الشخصيات المذكوره مباشره من ناحية الأهميه الأقتصاديه و السياسيه . لأن المجموعه التي يديرها السيد (Tidjane Thiam) تعتبر الثانيه في سويسرا بعد مجموعة مصرف UBS بل ربما الأولي بعد التحديات التي واجهها مصرف UBS ابان الأزمه الماليه العالميه و التي حدثت في العا م 0072, و2008 وتقدر الودائع (المعلنه) بأكثر من الفين مليار فرنك سويسري . غير الأصول و الحسابات السريه المجمده بها لاسباب تاريخيه أو سياسيه . ومن المعروف أن للمجموعه السويسريه نفوذ مالي عالي كافة الأسواق الماليه العالميه وهي تاتي في المرتبه الخامسه عالميا . وتري معظم الصحف السويسريه الصادره اليوم ان المجموعه بهذه الخطوه التاريخيه تقدم نفسها بإعتبارها أكثر إنفتاحا من قبل بإختيارها لأفريقي أسود من سط البيض لإدراتها . وتجدر الإشاره أن المجموعه معروفه بأنها مجموعه مصرفيه محافظه علي التقاليد المصرفيه السويسريه وهي التقاليد التي مكنتها من تفادي تدا عيات الأزمه الماليه العالميه السابقه . لكن المجموعه تواجه الان متاعب قانونيه من قبل الإداره الأمريكه في مايختص بتهم تتعلق بمساعدة مواطنين امريكين في التهرب الضريبي في السابق وتواجه المجموعه ملاحاقات ومضايقات قانونيه علي وجه الخصوص في الولاياتالمتحدهالامريكيه مثلها مثل مصرف UBS السويسري الشهير . خاصة بعد إعتقال أحد منسوبيها السابقين منذ أشهر في إيطاليا وترحيله لأمريكا للتحقيق والمحاكمه . وتشبه الصحف السويسريه الصادره اليوم في سويسرا السيد (Tidjane Thiam) بأوباما . وفي إعتقادي أن هذاء الإختيار لديه صله بالاحداث الماليه التي يمر بها المصرف والهجوم الأمريكي المتواصل منذ العام 2000 علي المصارف السويسريه , ويعتبر اقوي رساله يوجهها مصرف سويسري للعالم ولأوباما بالدرجه الأولي ان المجموعه السويسريه تدخل مرحله جديده بهذا الإختيار و هي مستعدة للتفاوض لتسوية النزاعات السابقه مع الإداره الأمريكيه و فتح ملف جديد في العلاقات الماليه مع النظام المصرفي الأمركي والعالمي . كذلك أتوقع من خلال متابعاتي للأوضاع المصرفيه في سويسرا أن تكون هذه إشاره واضحه للقطيعه مع المتهربين من الضرائب. والتشديد في سياسة رفض فتح حسابات للعملاء الذين يحملون جوازات سفر أمريكيه . وهي سياسه لجأت إليها المصارف السويسريه منذ بعد إنتخاب أوباما وإعلانه ملاحقة المصارف السويسريه التي تساعد علي التهرب الضريبي . من جهة أخري ربما تكون هذه إشاره أيضا من المصرف السويسري للسماح بتدفق التمويل المصرفي لتنمية المشاريع التنمويه و الإنسانيه في أفريقا . وفي إعتقادي أن 5% من الودائع التي تديرها المجموعه تكفي لإحداث نهضه تنمويه كبري بالقاره السمراء . وعلي الرغم من هذا الكرم السويسري في تقديم هذا المنصب الهام لأفريقي مثلنا إلا أن الأمر ليس بالسهل علي السيد (Tidjane Thiam) خاصة أن التركيز عليه سوف يكون أكثر من كل المديرين المتعاقبين علي هذه المجموعه المصرفيه والمصارف الأخري بإعتبار إختباره غير مسبوق و غير متوقع وخلق صدمه في الأوساط الماليه ساهمت في إرتفاع اسهم المصرف الأسواق الماليه بمجرد إعلان إختياره فقط وهذا التفاؤل يعني ان أنه سوف يكون محط أنظار المحللين الماليين والصحف ورصد كل مايقوم به . و هو أمرا أعتقد ان السيد (Tidjane Thiam) يحسب حسابه جيدا لانه وحيد في محيط من المدراء ا البيض علي حد وصف صحيفه سويسريه . لذلك أتوقع ان ينتهج السيد (Tidjane Thiam) سياسه أكثر محافظه وشفافيه وتفادي المخاطر التي واجهت المصرف في السنوات السابقه