عاتبني اخي الكريم عبدالله عباس الموظف الاممي بالمقر الاوروبي للامم المتحدة على هذه العبارة التي وردت في مقال عرضت فيه كتاب الاخ السفير فاروق عبد الرحمن وتطرقت الى ما لقي من الشدة والضنك عقب فصله من العمل الدبلوماسي بحجة الصالح العام والعبارة المقصودة هي هذه التي قلت فيها نصا: "وكما اضنانا حيا فقد اضنانا بعد موته ونحن نفتش ونبحث ونتقصى ونواصل الليل بالنهار لنجد له حسنة من الحسنات او فضيلة من الفضائل" وقد فهم الاخ الكريم انها تعني اننا بحثنا بحثا مضنيا ولم نقف له على حسنة من الحسنات.وذلك كلام موجب للعتاب لو انني قلته او اوحيت به ايحاء قويا. ولكنه لا يحق لاي بشر كائنا ما كان ان يدعي العلم والاحاطة بما يفعل البشر الآخرون حتى يصدر فرمانا من هذا النوع يجردهم بمقتضاه من كل حسنة وكل خير فمن اين لي علم ذلك ومن اين لاي بشر من طين ان يستيقن ان سجل احد الناس يخلو تماما من الحسنات او من الخطايا. فذلك الى كونه مستحيلا يمثل عدوانا على علم الله وقدرته فهو وحده المطلع على خبايا الصدور. اعرف عن الاخ عبد الله عباس حسن السيرة ورضاء الناس وهو من رضاء الله وقد اكدت لي هذه المصادمة الخفيفة بيني وبينه انه رجل ذو وفاء فقد هب لنجدة سفيره السابق الذي حسب روايته خدم الى جانبه مدة قصيرة من الزمان في المقر الاوروبي للامم المتحدة.وواضح انه وفي له غير طامع في خيره او شره فقد ذهب الرجل عن عالمنا وانقطع عمله خيرا وشرا والوفاء خصلة نادرة تستحق منا كل تقدير ولكنها ليست دائما تمام الحقيقة فمن عجب انني حين ترأست الادارة القانونية بديوان الوزارة حاكمت دبلوماسيا ناشئا في بعثتنا بجنيف بناء على شكوى من سفيره لكونه سب سكرتيرة السفارة او شيئا من ذلك القبيل.وقد جاء في الشكوى ان ذلك الدبلوماسي من هواة الموسيقى. مهما يكن من امر فانني لست مع الاخ عبد الله في التصريح باسم الوزير المقصود فقد ذهب عنا وصار امره الى مولاه ولم يعد من حقنا التشهير به علانية في منبر مقروء مثل سودانايل وكان كافيا ان يتداول امره نفر من ابناء الكار من الذين عرفوه وعاشروه ومأمول فيهم ان لا يظلموا ذكراه. اما اشهار اسمه وهويته فيفتح المجال لكل من هب ودب ليقدح فيه بالحق أوبالباطل كما يضر بخلفته من زوج وأبناء وفي قوانين القذف واشانة السمعة هنالك تفريق بين الاساءة وبين نشرها اذ انها تتحول بالنشر الى خطأ اكبر جسامة غايتها الحقيقة دون سواها ارجو ان يتقبل الزميل العزيز شرحي وعتابي بنفس طيبة عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.