نظم عشرات السودانيين من متضرري حرب الخليج الثانية وقفة احتجاجية أمام مكتب الأممالمتحدة في العاصمة السودانية الخرطوم، فيما وعدت الأخيرة بالعمل على معالجة مشكلتهم التي امتدت لأكثر من عشرين عاما. وبينما استنكر متضررون رفعوا لافتات نادت بإرجاع الحقوق ووقف الظلم موقف الهيئة الدولية من قضيتهم، حذر آخرون مما أسموه تجاهل القضية الذي وصل لنحو 25 سنة دون جدوى. ويبلغ عدد المتضررين السودانيين من حرب الخليج الثانية وفق بيان لهم 42.800 فرد لم يتسلموا تعويضات مستحقة لهم حتى الآن، كاشفين عن تسوية تعويضات نظرائهم في بقية الدول العربية. وطالب المحتجون الأممالمتحدة بالرد علي خمس مذكرات قدموها للهيئة في الفترة الماضية، منتقدين تجاهلها لتعويضات أقرها المجلس الحاكم فيها للتعويضات منذ عقدين من الزمان. ووصف المحتجون الذين تجمعوا مع أسرهم أمام مكتب الأممالمتحدة في الخرطوم وعود التسوية المتلاحقة بالكذبة الكبرى، متسائلين في الوقت نفسه عن "الجهة التي تقف في طريق تعويضاتهم". وأشاروا في مذكرة سلمت لممثل الأممالمتحدة إلى أن المتضررين السودانيين التمسوا في العقدين الماضيين إنصاف الهيئات الدولية والرد على مذكراتهم المستمرة دون جدوى "حتى باتوا رعايا الدولة الوحيدة الذين لم يتسلموا حقوقهم". وجددوا في مذكرتهم اتهام الحكومة السودانية بعدم الشفافية والتعاون، "بل هناك شيء من التعتيم في هذا الملف". بخيت جودات أحد المتضررين الذي عاد من العراق خالي الوفاض بعد عمل امتد لعشرين سنة عقب اندلاع الحرب ليعيش في السودان وفق قوله "كابوس عدم صرف تعويضاته التي أقرت بناء على كتاب من الهيئة الدولية". ووفق جودات الذي تحدث للجزيرة نت فإنه لم يحصل على أي شيء غير الوعود الحكومية تارة والأممية تارة أخرى"، بل عانى الجميع مع أسرهم ظروفا معيشية غاية في الصعوبة بعد تجاهل قضية المتضررين"، متسائلا عما إذا كانت الهيئة الدولية أصبحت شريكا في ظلم الشعوب أم إنصافهم. بينما شكت بثينة إبراهيم من إهمال منظمات المجتمع المدني والهيئات السودانية المدافعة عن حقوق الإنسان لقضية المتضررين "رغم أنها قضية حقوق لا لبس فيها ولا جدال". وطالبت في حديثها للجزيرة نت الحكومة السودانية بالتحرك لتسوية الملف والعمل على الوصول إلى تفاهمات مع الأممالمتحدة بشأنه بمثل ما تم في دول أخرى. تجاوزات وأخطاء أما رئيس لجنة متضرري حرب الخليج الثانية أنور عبد الجبار فتحدث عن وجود تجاوزات وأخطاء بعمل اللجنة الموكل لها صرف تعويضات المتضررين في السودان، مؤكدا تسلم بعض المتضررين لنحو 25% من مستحقاتهم تحت مسمى توفيق الأوضاع. وقال للجزيرة نت إن غالبية المتضررين هم من اضطرتهم الحرب لمغادرة العراق في ظروف غاية في السوء، مشيرا إلى حصر العائدين عبر السفارة السودانية في العراق ومنظمة الهجرة الدولية "وقد سلمت قوائم بذلك للهيئة الدولية في حينها". وأعلن أن الحكومة السودانية أبلغت المتضررين عبر خطابات رسمية من مجلس الوزراء أن حقوقهم بطرف الأممالمتحدة، لافتا إلى أن الهيئة الدولية "تقول لنا إن مستحقاتكم بطرف حكومتكم بينما تنكر الأخيرة ذلك". ودعا عبد الجبار الهيئة الدولية والحكومة السودانية لحسم ملف التعويضات "رحمة بأسر المتضررين"، مناشدا منظمات المجتمع المدني ورجال الدين والمؤسسات الخيرية ومناصري الحق العام دعم قضية المتضررين "حتى يرفع الظلم والحيف عنهم وعن أسرهم".