عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. أرتفع حاجب الدهشة عاليا عندما أعلن السودان انه سيشارك فى عملية عاصفة الحزم التى تقودها المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين وأعادة الشرعية لليمن . بحسب مراقبين فأن السودان عاد بعد 25 سنة لأصلاح الخطأ الذى ارتكبه بدعمه العراق ضد دول الخليج فى حرب الخليج الثانية ، كما انه يمثل اقرارا مشفوع بالعمل بانهاء العلاقة مع ايران واعلان الطلاق البائن . واثناء زيارة الرئيس السودانى للسعودية بدا للمراقب السياسى ان الأحتفاء الذى وجده البشير فى السعودية امر غير مسبوق وان السعودية بالفعل بدأت تضخ دماءا حارة فى علاقتها مع السودان بعد الجمود الذى استمر زمنا توجته السعودية فى وقت سابق من العام 2013 بمنع طائرة الرئيس البشير عبور اجواءها الى ايران . وعشية الزيارة استطاع الملك سلمان بن عبد العزيز انتزاع موافقة السودان على المشاركة فى عاصفة الحزم بقيادتها ضمن عشر دول خمسة منها خليجية . وفى ذلك قال الرئيس البشير فى تصريحات صحفية : إن "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في اليمن تعتبر البداية الحقيقية لوحدة عربية لمجابهة التحديات في المنطقة ،وأضاف : أن عملية "عاصفة الحزم" سيكون لها ما بعدها من خطوات لجمع الصف العربي وتوحيده في قضاياه الأساسية معربا عن أمله في أن تشهد اليمن استقرارا أمنيا، ولفت إلى أن اليمن تعد خاصرة الجزيرة العربية وزاد إن الأحداث في اليمن تعد سالبة وتهدد أمن المنطقة وأمن السعودية. عاصفة الحزم عاصفة الحزم التى بدأت فجر الخميس المنصرم شارك فيها السودان باربع مقاتلات على حسب وزير الأعلام الدكتور احمد بلال عثمان لوكالة (بلومبيرج) الذى قال : ان "السودان وضع اربعة مقاتلات حربية تحت تصرف السعودية ومستعد لارسال 6 الاف جندي لعمليات برية". وأضاف بلال : أن السودان يقوم بواجبه في إطار عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين، حسبما تقتضيه المصالح الوطنية والالتزامات العربية والإقليمية. وأوضح بلال إن السودان قرر التحرك والمشاركة عسكرياً في عملية عاصفة الحزم بناءً على المعطيات التي أفرزها الواقع السياسي والميداني في اليمن، وما يشكله من تهديد لأمن الخليج والمملكة. وأكد بلال على شرعية الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي، وعبَّر بلال عن أمل الخرطوم في أن تمثل هذه المرحلة من تاريخ الأمة العربية نقطة فارقة تتوحد فيها الجهود ويعود العمل العربي المشترك إلى سابق عهده وأن تنعم شعوب المنطقة بالأمن والاستقرار والسلام . من جانبه أعلن سفير السودان بالسعودية عبد الحافظ ابراهيم، أن اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين ستجتمع بالخرطوم مطلع مايو المقبل موضحا أن انعقاد اللجنة يشكل خطوة في الإطار التشريعي والقانوني لدفع الاستثمارات السعودية في البلاد. اشتراك السودان فى عاصفة الحزم بحسب مراقبين سياسيين وامنيين يقطع الطريق على التوجه الأيرانى واطماعه فى المنطقة والذى يريد الاستيلاء على مضيقي هرمز وباب المندب وبالتالى خنق الدول العربية باستخدام الحوثيين كمخلب قط ، فيما يرى آخرون ان اشتراك السودان فى حرب الحوثيين بعيدة كل البعد عن الهدف المعلن وان الهدف منها الدخول مجددا الى منظومة اهتمامات دول الخليج خاصة بعد التوازنات السياسية الجديدة التى خلقها الربيع العربى وتراجع شأن الاسلاميين فى المنطقة ، ولذلك فان معظم التصريحات الرسمية كانت تؤكد ان الهدف من القتال هو الدفاع عن قبلة المسلمين وان أمن السعودية (خط أحمر ) فى حين ان الحرب اساسا هى لاعادة شرعية منصور هادى الرئيس اليمنى . ماوراء عاصفة الحزم هناك عدة مكتسبات ستعود على السودان من وراء عاصفة الحزم رغم التساؤلات التى اثيرت حول المشاركة وكيفيتها ، اذ من الواضح انه كان قرارا ارتجاليا لم تصدره مرجعيات الشعب مثل البرلمان ولم يتم فيه التشاور الكافى حول استخدام قوات سودانية فى حروب خارجية والتحسب لوقوع ضحايا فى حرب لاناقة لهم فيها ولا جمل ، القيادة السودانية قصدت بالمشاركة فى البداية كسر طوق العزلة الذى كانت تستعد دول الخليج بالتعاون مع مصر احكامه حول السودان جراء علاقة السودان بايران ، ويرى مراقبون ان السعودية نفسها عندما عرضت على السودان المشاركة لم تكن تتوقع الرفض القاطع لجهة علمها بالضغوط الداخلية والخارجية التى يعانيها نظام الحكم فى السودان ، واهم هذه الضغوط تراجع نفوذ الاسلاميين فى العالم العربى ، والاستحقاق الأنتخابى فى الشهر المقبل ، اضف الى ذلك فالسعودية ابدت استعدادها لإنشاء صندوق لتحفيز الشركات السعودية للاستثمار بالسودان خاصة في مجالات الغذاء حتى يكون سلة غذاء العالم العربي . وأعلن الملك السعودى ان المملكة تتجه الى انفاذ مشروعات سياسية واقتصادية ضخمة لتنمية ونهضة السودان باعتباره بلد مسلم وشريك أصيل للمملكة .