حكمة اليوم ( بدء الحكمة.. مخافة الرب، ومعرفة القدوس فهم) متى 24:10 تأتي الكوارث تباعاً.. حرب عبثي يأكل الاخضر واليابس بدون رحمة، لدرجة إنه دخل جيوب المواطنيين الجنوبيين.. شهور بدون مرتبات.. الدولار مشتعل ناره وصل السماء.. مجاعات.. وبعد ذلك طلعات الأنتنوف في راجا.. قتل الابرياء في أبيي الحبيبة وإختطاف أطفالهم، الحكاية شنو؟؟ لماذا يستغل الخرطوم ضعفنا.. فيستقوي علينا.. ليه يعني؟؟ لم، ولماذا، وليه، وعشان شنو، هذه البلطجة والإهانات ونحن أصبحنا دولة مستقلة محترمة لنا كرامتنا؟؟ تلك الإسئلة المطروحة جميعاً.. وجدنا إجاباتها عند الأستاذ فايز الشيخ السليت في كتابه الزلزال (العقل السوداني.. ذاكرة مثقوبة وتفكير مضطرب). يقول أستاذنا فايز..إن حق تقرير المصير الذي صوت بمقتضاه الجنوبيين لصالح قيام دولتهم، وإنسحابهم جنوباً، يعني فشل السودانيين..(خلي بالك يا كمرد نحن كلنا جوه الكلام ده) فشل السودانيين في إدارة التعدد الثقافي من ناحية، ومن ناحية أخرى يعني ان الجنوبيين أعلنوا إستحالة تعايشهم مع واقع بغيض، ظلت نخب المركز تمارس فيه كل أنواع القهر والتسلط، فهم مسلوبو الإرادة والحرية ويتعرضون للقهر، والعنف من قبل نخب الثقافة الإسلاموعربية.. ويشعرون أنهم مواطنيين درجة ثانية، ولذلك فإن تصويتهم في مثل هذه الظروف لصالح الوحدة تعني رضائهم الكامل لهذا الواقع، وتقديم (بصمتهم) طوعاً للتوقيع علي وحدة قسرية، ما وجدوا خلالها سوى الموت، والإقصاء، وفي ذات الوقت فإن الانفصال/ الإستقلال يمثل فرصة لنخب المركز، ولكل أهل الشمال للتفكير من جديد في هوية دولتهم، وكيفية إدارة أمورهم، ولعلها تكون فرصة للحفاظ علي ما تبقي من السودان، أو فرصة الحوار من جديد مع الجنوب وفق شروط مختلفة، وأسس مغايرة لتلك القديمة. إن الإنفصال/ الإستقلال هو خطوة مهمة في طريق علاقة مستقبلية بين السودانيين، حال أنه مثل صدمة للجميع.. كى يستيقظوا من غيبوبتهم العميقة، فهو علي الإطلاق لن يكون حلاً نهائياً لأزمات الجنوب، ولا حلاً مريحاً لمشاكل الشمال.. فالطرفان هم مثل ضفتي نهر واحد.. لا يأخذ النهر هويته إلا بوجود الضفتين.. فالنيل هو ذاته النيل يعزف سيره القديم، والتاريخ هو بعانخي، وعلي عبداللطيف، وعبد الفضيل الماظ.. بالإضافة الي المصالح المشتركة عبر الموارد والحدود.. قف. يأهلي الكلام ده واضح، وضوح الشمس في كبد السماء.. نحن أمة مأزومة التفكير.. الإنتلجنسيا المحترمين في بلادنا السودان الكبير عجزوا ان يجدوا صيغة تصالح تدير المكونات الإجتماعية المتنوعة في بلادنا فإشتعل الحروب في جميع أرجاء البلاد حتي في الخرطوم التي دخلها دكتور خليل وخرج منها سالماً .. بل وأدمنوا العجز كما قال الدكتور العلامة المفكر الكبير منصور خالد في كتابه التاريخي الفريد (النخبة السودانية وإدمان الفشل).. لذلك إنفصل الجنوبيين (خلي بالك يا كمرد من الكلام ده) إنفصلوا والعجز في إدارة مكونات المجتمع يصاحبهم ويلازمهم كالظل.. لم يجلس الإنتلجنسيا الجنوبيين ويتناقشوا بصدق وشفافية (شعار حركتهم الشعبية) أسباب إنفصالهم عن الشمال حتى يضعوا تصور واقعي، حقيقي يجمع مكونات مجتمعهم المتعدد الأعراق ويديره بإنسجام.. حتي لا يصبحوا نسخة مكررة من السودان الكبير.. ناسنا تعاملوا مع الموضوع (بحسن الظن من حسن الفطن) دخلوا قلب المؤتمر الوطني جوه الجك (اغنس لوكتوا، السون منايا مغايا، تور دينق موين، مايكل ميلي حسين) وتركوا كبد الحركة الشعبية بره الجك (إدورد لينو، فاروق قاركوث والبقية) لذلك لم تصمد دولتهم الفتية سوى سنتين أثنين فقط وظهر عجزهم في إدارة التنوع وإختلاف الرأي في شكل حرب ضروس، شجع الإنتلجنسيا الشماليين الذين كانوا يكبتون غضبهم الشديد من نتيجة الإستفتاء التي جاءت في غير صالحهم.. للإنتقام حتي يشفوا غليلهم.. هذا هو الوضع.. ما فات الكثير.. بس الناس محتاجة نقعد ونتناقش بقلوب مفتوجة، بصدق وشفافية زمان، كأبناء الحركة الشعبية.. ليكن الله في عوننا جميعاً إلهي العزيز نحن عبادك الذين وهبتهم أرض النيلين.. نتضرع إليك أيها الرحيم طالبين ان تهب قادتنا في البلدين الحكمة والرؤية يا رب.. (أصغ، يا الله، الي صلاتي ولا تتغاضي عن تضرعي) مزمور 1:55 عاش كفاح شعبنا البطل 21/4/2015 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.