بسم الله الرحمن الرحيم 3/12/2009م Abudlmonim Al hassan [[email protected]] كثيراً ما يستوقفني البيت القائل ( الزول السمح فات الكبار والقدرو ... كان شافوه ناس عِبد الله كانوا بعزروا ).هذا البيت كثيرا ما ( ينغمش ) في مخيلتي وأتذكره وأترنم به، لكونه بصراحة يأسرني ويجعلني أسبح في كمية المعاني التي تحملها هذه الجملة الشعرية الصغيرة ، لكونها ملئيه بالشجن والإعجاب بل والوله ربما من هذا الشاعر ( الممكون ). وكم سالت نفسي يا ترى من هي صاحبة هذا البيت الذي جعل هذا الشاعر ( يتجرس )كل هذه (الجرسة) ويعيّد بعيداً عن أهله وعشيرته ، من هي هذه الحسناء السودانية التي لعبت بقلب صاحبنا وأنسته أهله وأحبته والعيد هناك يحضروا حتى استشهد برفاقه ناس عِبد الله كي يبرروا للأهل أسباب عدم حضوره ويجدوا له العذر . هذه المقدمة تقودنا للب الموضوع وهو متلازمة مقاييسنا الخاصة للجمال السوداني، ومواصفاتنا التي نرغب أن تتوفر بالمحبوبة السودانية ، وهي بلا شك غنية حتى النخاح بما يجعلها ملهمة وفاتنة وجذابة . تكلمنا عن جسدها ومفاتنها الحسية فوصفنا شعرها بال ( الديس السادل ) وبالفحم ( لا مؤاخذة ) لشدة سوداه ولكون السواد كان من مقاييس الجمال قبل ظهور الألوان ، ووصفناها من شعرها الفاحم إلى أخمص قدميها ، وصفنا أسنانها بالبرق ، وحتى ( الفلجة ) ذكرناها ، والمشية و(القدلة ) (اقدلي وسكتي الخشامة ) وتكلمنا عن صافاتها وذوقها ورقتها ولم نترك شيئاً لم نمجدها به شعرا وفناً وكتابة . إذن هل المرأة السودانية جاذبة بشكل رهيب للرجل السوداني فقط ، حيث فطرهما الله على بعضهما البعض ومن مبدأ ( كل زول عاجبو الصارو ) أم لشيء خفي ربما يكون روحي أو وجداني ليس لنا تفسير مباشر له ، بينما للأسف تعتبر عادية في نظر غير السودانيين. وهل الجمال السوداني حالة خاصة لكونه ظل يلهم الشعراء على مر العصور والازمان ، وكم ارّق ليل المحبين وتغنى به الفنانون بأجمل الأغاني وخلدوا أجمل المواقف والأسماء والذكريات وقصص الحب النبيلة في وجدان السودانيين . ولكن هنا يبدر سؤال ربما صريح زيادة عن اللزوم ألا وهو ( هل المرأة السودانية يمكن أن تسرق الباب ( جمع لُب وليس مدخل المنزل ) وعقول غير السودانيين . وإذا كانت الإجابة بلا فهل هذا نابع من كون الجمال السوداني محصن في الخدور ( أي مدسوس ) وكل ما هو ظاهر في السطح لا يمثل عينات الجمال الحقيقية في السودان . أم لكون مواصفات جمالنا السوداني لا تعجبنا ألا نحن فقط ، هل لا زال هناك مكان في عالم الجمال للمرأة الممتلئة وفقاً لغناء الحقبة السابقة ( الشحم ده ... واللحم ده ... والردوم ده ) هل يعترف الكثيرين منا بحبهم للمرأة الممتلئة نسبيا ولا مكان للنحيفة التي تطلق عليها أمهاتنا كلمة ( معصعصة ) ويطمئنوا من زوجته نحيفة بعبارات أشبه بالمواساة بأن لا تخف ( حا تسمن ) بعد الزواج والولادة وهي في الواقع ( ستنبرش ) وتترهل بعد ولادة أول طفل وتكون زوجة سودانية جميلة ومثيرة بعد أن كانت شابة نحيفة (معصعصة ) لا تلفت نظر أحد . هل الجمال ( الاستايل ) والمبني على النحافة وخفة الوزن والرشاقة عالميا لا يشبع نظر الرجل السوداني الذي يريدها ( شايلة حيلها ) ومالية ثوبها ، ولا يريدها ( هنشلة ) كما تصف بعض نسائنا في الريف نحيفات الطبقات الراقية في العاصمة . وهل حبنا للجميلة الممتلئة يظهر من خلال إعجابنا المفرط بالممثلة ليلي علوي لدرجة تسمية أفخم سيارة على اسمها لارتباطه بالرفاهية والضخامة مع الجمال طبعا . هل المحسنات البديعية السودانية الخاصة من ( دخان ) و( دلكة ) و( خمرة ) هي ما تأسر مشاعر الرجل السوداني ولا تثيره إلا من تفوح منها هذه الروائح الجميلة ، هل نفتري ونكون أكثر صراحة ونقول أن الرجل السوداني العربي المخلوط بدم الزنوج الحارة هو رجل ليس رومانسي وهو بالدرجة الأولى رجل sexual وينظر للمرأة نظرة جسدية أكثر من كونها نظرة حسية رومانسية . ألا تتفقون معي أن الرجل السوداني الممزوج بين العربي والأفريقي يميل أكثر لصفاته الجينية الإفريقية فتثيره المرأة الطويلة الممتلئة وذات الخلفية الثقافية الكبيرة ، ألا يشير هذا بوضوح لأنه ينظر لها من ناحية كمية جسدية وموضوع (الاستايل) وتلوين الشعر والرموش الصناعية والمنكير والبدكير وما شاكله لا يساوي عنده بصلة ولكنه يريدها ( مدخنة ومدلكة ومكبرتة ). هل جميلات ونجمات العالم العربي هنّ أفضل ما لديهم لذا يعرضوهن في أجهزة الإعلام ومن خلال الأفلام والمسلسلات والباقي ( من جوة يعلم الله ) بينما نحن العكس جميلاتنا بحكم نظرة المجتمع والحياء لا يظهرن تحت الأضواء باعتبار أن هذه فضيحة لهن . كثيرا ما يتزوج السودانيين من غير السودانيات ( مصريات – مغربيات – أوربيات ) هل هناك حالات زواج ناتج عن حب حقيقي لسودانية من رجل من هذه الجنسيات ( أنا اعرف حالة شاذة واحدة ) هل المرأة السودانية بهذه الصفات والتقاليد الموروثة المرتبطة بالحياء والخجل غير قادرة على تصدير جمالها وإقناع الجنسيات الأخرى بمزايا الجمال السوداني الفريدة وروائحه العطرة وحب وإخلاص ومودة الأنثى السودانية الأصيلة . وهل فيكن يا بنات بلدي من تستطيع أقناع أهلها بالزواج من غير سوداني ( الله اعلم ) عندما يطلق الخليجيون سخريتهم من نسائنا العزيزات اللاتي رأوهن في أجهزة الإعلام بقولهم ( ديل حريمكم الله يعينكم ) تحت أي بند يمكن تصريف هذا السخرية وكيف يمكن ردها . مع الشكر للقراء وناسف على الجرأة الزائدة ولكنه كله من أجل السودان عبد المنعم الحسن محمد 3 ديسمبر 2009م