كلنا نتذكر الاثنين الأسود يوم أن أعلن عن وفاة الدكتور جون قرنق، هاجت الخرطوم وماجت وحدث ما حدث، فيما خلد في ذاكرة الشعب السوداني بالاثنين الأسود، هكذا هي الايام العاصفة في حياة الشعوب تبقى في الذاكرة ويكتبها التأريخ بحروف أحياناً من نور وأحياناً أخرى من نار. يوم غدا الاحد ليس بأقل شأناً من اثنين جون قرنق، وسيخلد نفسه تحت أسم الأحد الاحمر، وذلك عندما يتغلب المريخ على الهلال في لقائهما ضمن الدورة الأولى للممتاز هذا الموسم، حيث ان المريخ المنتشي أعد العدة والجاهزية القصوى للظفر بنقاط المباراة الثلاثة من أجل تأكيد صدارته للممتاز التي يتربع عليها الآن بفارق الاهداف من نده الهلال. يدخل المريخ اللقاء وهو في معنويات عالية بعد أن دك حصون الترجي التونسي خارجياً وتفوق على الأهلي مدني داخلياً برقم مهول من الأهداف بالصف الثاني من لاعبيه في تجربة أبدع فيها الفرنسي غارزيتو عندما أراح الاساسين للقمة واستبدلهم بلاعبين من الصف الثاني، ولم يخذلوه واستغلوا هذه الفرصة التي اتتهم على طبق من ذهب للظهور بمستوى عالي، حيث حققوا النصر الذي كان مواصلة لاحتفالات الصفوة من تونس إلى الخرطوم، ويأتي هذا اللقاء أيضاً ولاعب المريخ بكري المدينة سيعود للخدمة بعد انقضاء العقوبة التي اوقفته ست مباريات، سيعود العقرب قوة دافعة لهجوم الاحمر بما يملكه من امكانيات فنية وفيرة تجعل السيطرة عليه أمراً ليس بالسهل من قبل دفاع الهلال. وبإذن الله ستتواصل الاحتفالات أمسية الغد الأحد بعد النصر الذي اكتملت كل عناصره أمام الهلال الذي يدخل المباراة وليس له ما يخسره، فهو الآن وصيفاً للدوري الممتاز، لذلك سيكون نداً عنيداً رغم ما يعانيه الفريق من ثغرات كثيرة داخل الملعب واستياء واضح من جمهوره جراء الأداء المهزوز أمام مريخ الفاشر بملعب النقعة، بعد خروجه بالتعادل السلبي الامر الذي ادى لسخط جماهيره وساهم بالتأكيد في خفض الروح المعنوية للاعبين، الأمر الذي يجعلهم يخوضوا اللقاء تحت ضغط نفسي رهيب عكس لاعبي المريخ فهم بقيادة المحنك غارزيتو أو (غرزة) كما يحلو لجماهير الصفوة تسميته ينتقلون من نصر إلى نصر ومن تماسك إلى تماسك ومن تجويد إلى تجويد افضل. مباراة القمة هذه المرة ليست ككل مباريات القمة الماضيات، بعد صعود الفريقين لدوري المجموعات بأبطال أفريقيا، إذاً المريخ والهلال الآن ضمن اكبر ثمانية فرق بالقارة السمراء وبالتأكيد فإن عيون الفرق التي سيلاعبونها ستكون مثبتة على هذا اللقاء لدراسة اداء الفريقين ومعرفة مكامن القوة ومكامن الضعف ومعرفة أسلوب مدربي الفريقين، حيث ان اللاعبين والجهاز الفني للفريقين لن يدخر جهداً في الظفر بنتيجة المباراة وسيذل كل طرف ما يملكه من خبرات وإمكانيات فنية وبدنية لان نقاط المباراة الثلاث ربما تحدد بطل الممتاز هذا العام. فقط كمريخاب لا نخشى إلا من التحكيم الذي ظل يتحامل على المريخ ويتفنن في ظلمه، ويتربص به حارماً إياه من العديد من النتائج الايجابية في السابق، ونتمنى ان يختار الاتحاد العام حكام يكونوا قدر الحدث ولا يؤثروا بقراراتهم الخاطئة على سير المباراة، امامنا سويعات فقط ويتحدد متصدر الممتاز في نصفه الأول وحتماً فإن الصفوة على موعد مع الفرح.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.