قال باجان أموم الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان إن اتفاق السلام الذي وضع نهاية للحرب الاهلية بين الشمال والجنوب يواجه مأزقا خطيرا. وقال أموم الذي اعتقل يوم امس الاثنين عند مشاركته في تظاهرة في الخرطوم لبي بي سي إن حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس السوداني عمر حسن البشير يريد عرقلة مسعى الجنوب للاستقلال. واتهم اموم حزب المؤتمر بتنفيذ "مؤامرة شريرة" تهدف الى الاحتفاظ بثروات الجنوب النفطية، على حد تعبيره. وينص اتفاق السلام الذي وقع عليه الجانبان عام 2005 على استفتاء شعب الجنوب حول رغبته بالانفصال عن السودان. وقد انضم قادة الحركة الشعبية الى الحكومة المركزية بموجب الاتفاق. الا ان التوتر آخذ بالارتفاع منذ مدة بين الحركة الشعبية من جهة وحزب المؤتمر من جهة اخرى. فقد تظاهر المئات من مؤيدي الحركة في الخرطوم يوم امس الاثنين مطالبين الرئيس البشير باصلاح النظام الانتخابي الذي قالوا إنه معرض للتزوير. ولكن السلطات ردت على التظاهرة بعنف، اذ اطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين وانهالت عليهم ضربا بالهراوات، واعتقلت عددا من قادة الحركة بمن فيهم أموم. وقد اطلق سراح أموم وصحبه بعد ساعات قليلة، الا انه اكد ان الاحتجاجات ستتواصل قائلا: "لن يردعنا العنف الذي مارسه بحقنا حزب المؤتمر. إن حزب المؤتمر ينفذ مؤامرة شريرة وخطيرة يجب ايقافها عن حدها." وقال أموم إن حزب المؤتمر الوطني يرفض اصلاح النظام الانتخابي ويحاول تأجيل الاستفتاء لأن الشمال يريد الاحتفاظ بموارد نفط الجنوب. ويقول جيمس كوبنال مراسل بي بي سي في الخرطوم إن اكبر عقبة تقف في طريق تحسين العلاقات بين الطرفين تتمثل في طريقة اجراء الاستفتاء. يذكر انه من المقرر ان يشهد السودان اول انتخابات وطنية شاملة منذ 24 عاما في ابريل/نيسان المقبل، بينما من المقرر ان يجرى الاستفتاء حول مستقبل الجنوب في عام 2011.