مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    سلطان دار مساليت: إرادة الشعب السوداني وقوة الله نسفت مخطط إعلان دولة دارفور من باريس    نقاشات السياسيين كلها على خلفية (إقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً)    إيران : ليس هناك أي خطط للرد على هجوم أصفهان    قطر.. الداخلية توضح 5 شروط لاستقدام عائلات المقيمين للزيارة    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    هل رضيت؟    الخال والسيرة الهلالية!    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    منى أبوزيد: هناك فرق.. من يجرؤ على الكلام..!    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    الإمارات العربية تتبرأ من دعم مليشيا الدعم السريع    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    ضبط فتاة تروج للأعمال المنافية للآداب عبر أحد التطبيقات الإلكترونية    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    تراجع أم دورة زمن طبيعية؟    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    المدهش هبة السماء لرياضة الوطن    خلد للراحة الجمعة..منتخبنا يعود للتحضيرات بملعب مقر الشباب..استدعاء نجوم الهلال وبوغبا يعود بعد غياب    إجتماع ناجح للأمانة العامة لاتحاد كرة القدم مع لجنة المدربين والإدارة الفنية    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    إيران وإسرائيل.. من ربح ومن خسر؟    شاهد.. الفنانة مروة الدولية تطرح أغنيتها الجديدة في يوم عقد قرانها تغني فيها لزوجها سعادة الضابط وتتغزل فيه: (زول رسمي جنتل عديل يغطيه الله يا ناس منه العيون يبعدها)    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    الأهلي يوقف الهزائم المصرية في معقل مازيمبي    ملف السعودية لاستضافة «مونديال 2034» في «كونجرس الفيفا»    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قبائل الرزيقات .. بقلم: جمال حسن احمد حامد
نشر في سودانيل يوم 13 - 12 - 2009

قبيلة الرزيقات هي من اكبر قبائل الشعوب العربية , واهم عمائرها هم عرب هلال ويعرفون بالجنوب الغربي لجمهورية الجزائر ب,,اغواط اكسال,, نسبة لمجاورتهم لجبل اكسال بنواحي البيّض , و تعيش حياة البداوة التي تتميز بالحل و الترحال ، الإيواء في الخيام ، ممارسة حرفة الرعي , الفروسية و نظم الشعر, و قد ورد ذكرهم هامشيا في كتاب العبر و ديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن زاولهم من ذوى السلطان الأكبر لعالم الاجتماع ابن خلدون .
للرزيقات عمائر كثيرة منتشرة في الجزائر غرب مدينة وهران وزمر بمدينة المالح بالقرب من (عين تيموشنت ) و (دوا وير) بمنطقة البيّض , وقد امتلكوا أراضى عرشية ممتدة من منطقة ( بوعلام ) و ( سيد أعمر) إلى تخوم الصحراء , ونشاطهم الاقتصادي هو تربية الأغنام , ومن عمائرهم أيضا / ألمنا صير , / الزغم , / أولاد حميدة و /أولاد داوود .
و من بينهم المجاهد الشاعر الجامع لأهله / محمد بلخير , شاعر المقاومة في القرن الثامن عشر, و الذي ظل يقود رفاقه الثوار للمعركة تلو الأخرى ضد المستعمر الفرنسى حتى تم توقيع صلح ( بريزينة ) 20 ماى 1883 بين الثوار والسلطات الفرنسية , ولكنه رفض هذا الصلح الغير عادل وعاد يحشد الثوار بعد سفره إلى ( المنيعة ) , حتى تم القبض عليه و نفيه إلى ( كالفى ) بجزيرة كوستاريكا في 1886 م بتهمة العصيان والتحريض على الثورة , دفن بعد وفاته في "تيغست" ضواحي بوعلام ، وبعد الاستقلال نقلت رفاته إلى مقبرة الشهداء ب ( بوعلام ) ليعاد دفنه فيها تخليداً له كشخصية ثقافية و جهادية , وقد نظمت له ولاية البيض عدة مهرجانات وأسابيع ثقافية , وهو من قبيلة الرزيقات فرع أولاد داوود , ولد حسب التقديرات ما بين 1830 - 1832 بوادي المالح , و هناك أيضا أسماء كبار المقاومين منهم المسمّى عمارة وكذلك شهداء الثورة الجزائرية أمثال الشهيد / المجذوب و/ رزق و الشهيد / التيارتى والعسكرى وكبار مجاهدى الثورة , ومنهم على قيد الحياة السيد / رحموني والحاج / الدينس وعبد الحميد .
الرزيقات في مصر : -
يقال إنهم قدموا من منطقة نجران في بلاد اليمن , موطنهم الاصلى وقد أتوا بعد الفتوحات فقط , وعاشوا ببلاد السودان غربا واستقر بها بعضهم ونفذت منهم أعداد كبيرة إلى مصر, فضا قت بهم ارض مصر بسبب كثرة صراعهم مع القبائل هناك بسبب المرعى و الكلأ فاختار سلاطين مصر فى ذلك الوقت بتوجيههم إلى بلاد المغرب بعد نهاية الفتوحات الإسلامية واثارها انذاك, و بالرغم من انه في عام 1896 و بموجب البراءة البابوية التي أصدرها البابا - ( لوان) - الثالث عشر آنذاك بإحياء بطريركية الأقباط الكاثوليك ، والذي بموجبه تخلت النيابة الرسولية الفرنسيسكانية عن لقبها واعتبرت إرسالية عادية يرأسها رئيس د يني أو كنسي فقط , إلا انه لايزال الرهبان الفرنسيسكان يقومون برعاية الكثير من الكنائس , مثل دير ومزار العذراء بدير درنكه و كنيسة منفلوط في أسيوط وكنائس نجع حمادي و فرشوط وقنا والطويرات وكنيسة الأقصر المخصصة لخدمة السائحين وكنيسة ما تبقّى من الرزيقات والمحاميد والرياينة وإسنا وكوم امبو .
ويديرالرهبان الفرنسيسكان عدة مدارس , منها مدارس الرزيقات وأرمنت الحيط والأقصر والطويرات ونجع حمادي ومدارس أسيوط ودير العذراء ومنفلوط ومدسة الفيوم ، كما يديرون ملجأ للأيتام بالمقطم .
يتواجد الرزيقات عموما فى مركز (ارمونت) بمحافظة قنا بمصر وعاصمته مدينة أرمنت ، التي تقع على الضفة الغربية للنيل على بعد 19كم جنوب مدينة الأقصر , واسم " أرمنت" مشتق من الاسم الفرعوني الأصلي للمدينة " أيونو مونتو" , و منتو كان إلهاً مصرياً ، اسمه يعني "الرحّال" , وكان (منتو) مقترناً بالثيران الهائجة و القوة و الحرب , وقيل عنه أن كان دائما ما يتجسد في هيئة ثور أبيض ذي وجه أسود، والذي كان يشار إليه باسم ( باخا) .
أشهر فراعنة مصر, قادة الحروب المظفرة و الاستراتجية , اتخذوا لقب " الثور المتين ، ابن منتو ", و في السرد الشهير لمعركة قادش ، قيل أن رمسيس الثاني لمح الأعداء ، فاندفع في اتجاههم مثل ( منتو ) .
وفي عهد كليوپاترا السابعة أصبحت أرمنت (هرمونتيس) عاصمة إقليم الصعيد الرابع , وقد ظلت هرمونتيس مأهولة طوال العصر القبطي، ثم توالى نقص شأنها في العصر الإسلامي , و تنقسم مدينة أرمنت إداريا إلى مدينة أرمنت و ثلاثة قرى رئيسية وهى :-
ا - ( ارمنت ) – أنجبت شخصيات عريقة ومعطاءة كالشيخ / عبد الباسط عبد الصمد , قارئ القران الأشهر و الفيزيائي هيثم عبد القادر والكيميائي / عبداللة مصطفى و الحائز على جائزة الدولة المصرية التقديرية فى حفل عيد العلم من الرئيس / جمال عبد الناصر .
ب - ( قرية الرزيقات )- أنجبت قارئ القران الشيخ / احمد الرزيقى و هو قارئ مسجد السيدة / نفيسة بالقاهرة وكذلك القارئ الشيخ / ممدوح عبد الستار و الاقتصادي الكبير / احمد عبود باشا صاحب مصانع السكر والمسمّى ميدان عبود الشهير في القاهرة باسمه , و للرزيقات في مصر و بشقّيها القبلى و البحرى الكثير من الجمعيات و النشاطات ومن أهمها (منتدى شباب الرزيقات قبلى ) و(جمعية تنمية المرأة و الأسرة بالرزيقات قبلى و المشهرة تحت الرقم 892 لعام 2005 )
ج - (قرية المحاميد ) – أنجبت الدكتور / عبد الدائم نصير نائب رئيس جامعة الأزهروالباحث السياسي المعروف / ضياء رشوان
الرزيقات في السودان :-
الرزيقات قبيلة كبيرة بغرب السودان وهم بقارة بجنوب دارفور, يحدّهم جنوبا بحرالعرب وشرقا دار الحمر وشمالا البيقو و الد اجو والبرقد وغربا الهبانية , وهم جهينيو الأصل , وتذكر الروايات إنهم من ثقيف ومنهم بشمال دارفور رزيقات أيضا وهم أبّالة , وتقبع رئا سة القبيلة عموما في بيت آل مادبو ود علي و أسرة / محمود موسى منذ أمد بعيد و إلى اليوم
وعمائرهم كثيرة , سمّوا ب ( تراب الهين) لكثرتهم , ومركزهم (شكا) وهم ثلاث عمائر أو بدنات رئيسية : - الماهرية و النوايبة و المحاميد , ولكل منها إدارات تنظر في مواضيعها , وأكثرها عددا المحاميد وحلفاؤهم من الهبانية والمعالية , وقد قاوموا سلاطين الفور ولم يخضعوا لهم الخضوع التام , وكان لهم مع الزبير باشا وقائع مشهورة , حيث وقعوا مع الزبير باشا اتفاقية عام 1866م بعدم تعريض حدودهم لتجارة الرقيق ، ولكن الزبير باشا اخلّ بهذا الشرط عام4187م واعد عدته الحربية وأغارعلي الرزيقات نهاية عام 1874م وهزمهم، ومن ثم حارب السلطان/ إبراهيم قرض في منواشي بين الفاشر و نيالا، وانهزم السلطان، فتم فتح دارفور علي يد الزبير باشا في نهاية عام 1874م وانفتحت معها تجارة الرقيق بغرب السودان و ذلك انسياقا وراء بعض أبيات الشعر التي أنشدتها له ( بت مسيمس ) :-
جنك تلات ورقات جيب ردهن
صقور الجو حلقن قوم عدّهن
يا مقنع الكاشفات لاحدهن
وللرزيقات وجود في شمال دارفور, و يسمّون بالرزيقات الشماليين , فهم أيضا المحاميد والماهرية و معهم العريقات ,الزيادية ,امجلّول ,العطيفات ,الشطيّة ,أولاد ياسين , أولاد راشد ,أولاد عيد ,أولاد حسين وبعض البطون الأخرى , و الزريقات من القبائل الجهينية , فهم و المسيرية و الحوازمة أولاد رحال بن عطية بن راشد بن الشيخ الجنيد بن احمد بن بابكر ابن العباس وكلهم من البقارة .
وهم أبناء عم الهبانية ,التعايشة ,بني هلبة , المعالية و أولاد أخيه حازم بن حماد بن راشد ابن الشيخ الجنيد والكل ينتسبون إلى جهينة , ويقال أن للشيخ الجنيد خمسة أبناء وبنت واحدة فقط , نزح أبنائه إلى شمال أفريقيا , تحديدا إلى مصر والسودان والجزائر وتوزعوا في المنطقة التي تضم جنوب ليبيا وصعيد مصر وغرب السودان وحول وهران بالجزائر وكذلك في المغرب , موريتانيا, تشا د وتونس ، لذلك نجد امتدادات لمعظم هذه القبائل في البلدان الثلاث , إضافة إلى تشاد والتي يوجد بها فروع المحاميد في ( بيلتين ) شمال مدينة آبشي التشادية ومعظمهم من مربي الجمال و المواشي ويقدر عددهم هناك بحوالى 150,000 قبل أن يضربهم الجفاف الكبير الذي عصف بالمنطقة في عام 1974 م وبعض دول شمال ووسط أفريقيا.
كتب عنهم الباحث / موسى المبارك الحسن في كتابه - (تاريخ دارفور السياسي) - , الرزيقات أغنى قبائل البقارة وأكثرها عدداً وأقواها مركزا ً بدارفور وكتب عنهم الباحث/ الفحل الفكي الطاهر في كتابه- (تاريخ وأصول العرب في السودان ) إن الرزيقات قبيلة ذات شجاعة وقوة ولكثرة عدد رجالها تسميهم جموع البقارة بافتخار- (عيال رزيق هين التراب) - والهين هو مقدار امتلاء راحتي الكف من ذرات التراب وذلك تعبيرا عن كثرتهم .
ثم و صفهم ( الفحل ) بان قوة الرزيقات ظهرت في إنهم عندما قاموا وتعاضدوا باستبسا ل و ناصروا المهدية , دخلوا في حروب طا حنة ضد سلاطين باشا باسم المهدية فهزموه واضطروه إلى الخضوع والتسليم لهم , و لهم عادات العرب الأصلية وخيولهم لم تكن تهدا في أيام حروبهم ضد السلاطين ومساهمتهم مع الثورة المهدية في كل انتصاراتها حتى مقتل(غردون ) و تحرير السودان من بشاعة الاستعمار الانجليزي– المصري
ومن اعزّ المكونات المربوطة بتراثهم وثقافتهم الشعبية هي :-
*-- ( ألحكامه ) بفتح الحاء و هي المرأة التي تستنهض هممهم للقتال و تمدح الفرسان وتهجو الجبناء منهم وكذلك تغنى في الأعراس والاحتفالات واستقبال كبار الضيوف .
*-- ( الهدّاى ) بفتح الهاء وهو الرجل الذي يعزف - أم كي كي – وغالبا مايكون فى مجالس الرجال ( الضره ) بفتح الضاء والراء .
*--( النقّارة) بضم النون, ويسمّون صوت الضرب على آلة ( النقّارة) ب(أم بقاقو) وذلك عند إعلان الحرب أوالاحتفال , ولكل صوت من أصوات الضرب على النقارة إشارة إلى حدث ما .
*-- لهم الكثير من الرقصات منها ( الكاتم ) , ( السنجك ), ( الهرّمه ) بفتح الهاء وكسر الراء و ( المردوم ) .
*-- في الكثير من المناطق لايخرج الرجل من منزله إلا و لبس سكين في إحدى ذراعيه و (حجاب) فى الأخرى و( الحجاب) هو بعض الآيات القرآنية يتم لفها بقطعة من الجلد , ومن ثم تخييطها ولبسها وذلك لتحميه من نيران العدو أو الحسد أو تجلب له الحظ وغيره .
*-- يملك السواد الأعظم منهم أسلحة نارية مثل ال ( جيم ثرى ) و ال ( تج تجى ) و بعض الأسلحة الحديثة بالإضافة للأسلحة البيضاء مثل ( ألحربه ),( السيف ), (الكوكاب ) , ( السفروك ), ( الشلكايه ) و( الدقل المضبب ) بضم الدال و القاف والميم , وهو عصاة ضخمة يتم لفها بالجلد الحيواني حتى لاتنكسر عند الضرب بها .
* -- قديما كانت نساءهم تلبس وتتزين بثوب ( الزراق ) و ( الفركه ) بكسر الفاء و تسكين الراء وفتح الكاف , ويعتز الرجال أيضا ب ( الجرّايه ) وهى أداة تستخدم للحرث أو تنظيف الأرض استعدادا لزراعتها .
*-- من أكلاتهم المحلية و معهم بعض القبائل المجاورة لهم هي , العصيدة بملاح الروب , ملاح الكول , ملاح المرس– بكسرالميم والراء- , ملاح المصران , ملاح الكمبو والشرموط .
وعلى الرغم من تشعّبهم الكبير فان جميع الرزيقات ينتمون إلى جد واحد اسمه رزيق بن رحّا ل بن عطيّة بن راشد بن الشيخ الجنيد والمعروف عنه انه كان ( إمام الحرم المكي الشريف ) , ويمكن تتبع الأنساب بالقياس على نظام الطبقات ذو الترتيب الاتى :-
الطبقة الأولى – (الجذم) وهي الأصل , إما إلى عدنان وإما إلى قحطان
الطبقة الثانية -(الجماهير) ...أي الجماعات
الطبقة الثالثة - (الشعوب) وهي التي تجمع القبائل
الطبقة الرابعة -( القبيلة) وتجمع العمائر
الطبقة الخامسة - (العمائر) واحدها عمارة , وتجمع البطون
الطبقة السادسة - (البطون) وتجمع الأفخاذ
الطبقة السابعة - (الأفخاذ ) وتجمع العشائر
الطبقة الثامنة - (العشائر) وهي التي تتعاقل إلى أربعة آباء
الطبقة التاسعة - (الفصائل) وهي أهل بيت الرجل
الطبقة العاشرة - (الرهط) وهي أسرة الرجل
أقسام الرزيقات فى السودان :-
الرزيقات ينقسمون إلى ثلاثة عمائر كبيرة وهي : -
أ/ النوايبة - جدّهم هو / نايب بن رزيق.
ب/ المحاميد - جدّهم هو / محمود بن رزيق.
ج / الماهريّة - جدّهم هو / ماهر بن رزيق.
رزيقات الجنوب : -
والنوايبة ينقسمون إلى بطنين كبيرين هما ضمرة وجمّول وينقسم المحاميد الى بطون كثيرة , منهم أولاد فزعة , أولاد زيد , أولاد يا سين ,أم جلّول ,أولاد ضحية وأولاد تاكو .و ينقسم الماهرية الى بطون كثيرة أيضا , منهم أم ا حمد ,العطيفات , أم سلمة وأم جلّول والعريقات وهناك أيضا أولاد حسن وأولاد حميد ,.ولكل بطن أفخاذ كثيرة ولكل عمارة وجود إداري خاص بها في موقعها , فا لنوايبة رئاستهم في الفردوس (أضان الحمار سابقاً )، والمحاميد رئاستهم في عسلاية (قميلاية سابقاً) و الماهرية رئاستهم في مدينة( الضعين ) والتي أسسها / برشم عبد الحميد جد الناظر مادبو و لهم وجود ايضا في ( أم مطارق ) و ( كورينا ) و ( ابوجابرة ) ويوجد أعداد كبيرة من الرزيقات (شماليين وجنوبيين) فى العاصمة الخرطوم وكذلك في (القضارف) و(الجزيرة أبا ) و(ربك) ومنطقة ( البا قير) , ممّا شجّعهم على تأ سيس عمودياتهم و مشيخاتهم وادارادتهم الأهلية الخاصة بهم في هذه المناطق الواقعة في شرق و وسط السودان .
رزيقات الشمال : -
– أما رزيقات الشمال فينتشرون في مساحة تقدر بحوالى 15,000 ميل مربع بشمال شرق دارفور ويتركزون في قارسيلا و زالنجي ووادي صالح والجنينة وكتم وجبل عطرون و مصرى و أم سيّالة وبراكالّة وقرير وغيرها , وهم ابّالة يعتمدون على تربية و بيع الإبل و تصديرها إلى مصر و ليبيا , بالإضافة إلى الزراعة ، و يسمّون بالرزيقات الشماليين , فهم ايضا المحاميد والماهرية و العريقات و معهم , الزيّادية , امجلّول , العطيفات , الشطيّة , أولاد ياسين ,أولاد راشد , أولاد عيد ,أولاد حسين , المهادى و بعض البطون الأخرى و التي لا تتوفر المراجع الكافية عنها ( بعض الروايات تذكر بان رزيق هو أخ عريق و بذلك يصنفون العريقات بأنهم أعمام الرزيقات ) .
الرزيقات و المهدية :-
جاء في كتاب – ( جغرافية وتاريخ السودان ) لنعوم شقير قوله إن أول من أوقد الثورة باسم المهدية بدارفور هو الشيخ / مادبو بن علي زعيم الرزيقات , حيث انه هاجر الى المهدي و بايعه في ( قدي) , وحضر منه بالإمارة على قبائله وعلي دارفور كذلك ومعه رجال كثيرون , ثم تم تعيينه أميرا لدارفور باسم المهدية , فجمع فرساناً ورجالاً كثيرين من قبائل شتى وهاجم بهم حامية الأتراك المحصنة في ( شكا ) , فدمرها تدميراً شاملاً وغنم العتاد و الأسلحة , فما لبس أن جمع الأتراك رجالهم تحت إمرة وقيادة سلاطين باشا وجمع مادبو من حوله مجاهدين معظمهم على ظهور أفضل الخيول المسّرجة ودارت معركة حامية سمّيت بمعركة ( أم وريقات ) , وقد وسمّاها الرزيقات وبقية الأعراب (مادبو كر التركاي فر) , حيث انتصر مادبو نصرًا ساحقاً برجاله و غنم الكثير من عتاد سلاطين الحربي و انسحب سلاطين حيث جمع شتات ما بقى من رجاله و انضمت إليه بعض القبائل فدارت معركة كبيرة في منطقة ( كرشو ) , ومن ثم دارت بنهم معركة ( البويرة ) ومنها رجع مادبو بقواته حيث انه وبعد أن تم تسليم مديرية إدارة الفاشر للمهدية , لم يلحق ماديو بجيوش المهدية ولم يذعن لمراسيل الخليفة بعد وفاة الإمام المهدي للحاق به بامدرمان .
ومن ضمن الأسباب الرئيسية لخلاف مادبو مع الخليفة / عبداهلث التعايشى هي : -
#- نهج الخليفة في تهجير قبائل دارفور و رجالها وإرسالهم كجنود لحماية الثورة بأم درمان (كتاب السيف والنار- تأليف الضابط النمساوي سلاطين باشا)
# - امّا السبب الآخر فهو سياسة استجلاب الأمراء من خارج دارفور ليحكموا دارفور، أمثال/الكركساوي ومحمد خالد زقل ، الأمر الذي أغضب مادبو .
وقد تخلّلت الحقبة المهدية الكثير من المشاكل بينهم وبين الرزيقات إلا إنهم عادوا للولاء ومناصرة المهدية فى عهد الإمام / عبد الرحمن المهدي ولكن ذلك لم ينعكس بالتطور عليهم ولا بالتنمية على مناطق عيشهم كرد للجميل لهم , حيث تعاقبت ذرية آل (المهدي) على احتضان بعض البيوتات فقط وإهمال واستغلال باقي القبيلة حتى تضمن ولائهم الدائم لها , وقد تمثل ذلك جليّا في انعدام ابسط الخدمات في مناطقهم وعدم ارتقائهم ومشاركتهم في اى حكومة من حكومات السودان المتلاحقة ' إلا قلّة منهم جادت عليهم بعض الحكومات بمناصب شرفية حتى تضمن ولاء وتبعية أهلهم لها أيضا , ويساعدهم في ذلك البعض من الجيل القديم من أفراد القبيلة , وفق المصالح الآنية والشخصية الضيقة من المصابين بقصر النظر منهم , وقد ترتب على ذلك مايلى :-
1 - استفاق الجيل الجديد من الشباب على هذه التبعية الغير مبررة ولجا إلى الحركة الشعبية في جنوب السودان , والتي استوعبتهم واستخدمتهم في المجالات العسكرية فقط دون تأهيلهم أو الاستفادة منهم في اى مجالات أخرى ( أسست لهم قوات عسكرية في منطقة- أم مطارق ) .
2- اتجه آخرون صوب الحركات الدارفورية المسلحة لانتزاع حقوقهم التي فرّط فيها الأسلاف , ولإيمانهم بان قوتهم البشرية والمادية والتي هي دعامة أساسية من دعامات الاقتصاد السوداني , تعتبر جزء من ثروة دارفور والتي يتم استنزافها بواسطة المركز , دون اى مردود تنموى على المنطقة, ولكن قلة من قادة الحركات المسلحة الدارفورية من ذوى البصيرة , هم من أدركوا ضرورة توحيد العمل مع هذه الطاقة الثورية الكامنة , وان جاء بفهم - أنا وأخي على ابن عمى وأنا وابن عمى على الغريب - .
3 - أولاد (أم محمد)– اكبر مكونات القبيلة فى جنوب دارفور- والمستقرين في ( أم مطارق ) وماحولها والذين خاضوا الكثير من الحروب مع الدينكا باسم القبيلة , طالبوا بان ينفصلوا عن نظارة آل (مادبو ) وتكوين نظارتهم الخاصة بهم , حيث يمهد ذلك للمزيد من التشرزم فى النسيج الدارفورى خاصة بعد أن حذا المحاميد فى شمال وغرب دارفور نفس الحذو.
4 – بات اسم القبيلة مرتبطا فقط بالحروب والغارات والتبعية للحكومات الاستغلالية المتوالية , والتى قامت بتسييس النزاعات التقليدية للقبيلة مع بقية القبائل الأخرى , ولم تسعى إلى إشراكهم فى مواقع المسؤولية بما يتناسب مع ثرواتهم الكبيرة (بشرية و مادية ) ولو من باب التمييز الايجابي , أو العمل على استقرارهم مثلهم مثل نظرائهم في مصر و الجزائر بدلا من استخدامهم كوقود للحروب.
والرزيقات حاليا هم اكبر القبائل تعدادا في السودان بعد قبيلة الدينكا وأكثرهم ثروة , والتى تتجسد في الكميات الضخمة من الأبقار , والتي قدّرها الرحّالة الانجليزي ( لامين) في عام 1933 م بحوالى مليون ونصف المليون رأس ( كتاب بدو البدو – رسالة دكتوراه – للباحث / دونالد كاول بول . نشر 1975 م عن دار اى اتش ببلشنغ كوربوريشن) بالإضافة إلى الخيول والتي يقدر عددها بحوالى 200,000 حصان , ويصل سعر الحصان منها إلى 20,000 دولار وخاصة النوع ال ( كيني ) , بالإضافة إلى المواشي وكذلك الصمغ العربي وجميع أنواع المحاصيل والبترول الذي تم اكتشافه مؤخرا فى مناطقهم بغرب السودان , وهم دائمو الفخر بمنطقتهم المسمّاة ( سبدو ) , حيث إنها كانت أول وآخر منطقة فى السودان يزورها الرئيس المصرى الراحل / جما ل عبد الناصر بعد زيارته للخرطوم , وقد صنعوا لاستقباله نهر - رمزى - من اللبن الصافي ونهر آخر من العسل الطبيعي وخرجوا لملاقاته على ظهور عشرات الآلاف من الخيول , حتى أن طائرته لم تجد مكانا تحط عليه رحالها فاستدارت راجعة وهو يدق يدا بيد من عجب ما رأى بأم عينيه .
المراجع: -
- اصدارت مركز الجلفا الجزائري
- الكنيسة الكاثوليكية بالإسكندرية
- مشايخ وزعامات الرزيقات بالسودان
جمال حسن احمد حامد
الإمارات العربية المتحدة
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.