ورد في أخبار السبت الموافق 12/12/2009 أن صحيفة «التايمز» البريطانية قد نشرت مذكرة سرية للشرطة البريطانية تطلب رسمياً بموجبها إخضاع رياض الأطفال البريطانية إلى رقابة أمنية للحد من خطر تنامي التطرف الديني في بريطانيا، وكشفت الصحيفة النقاب عن مقتطفات من رسالة بريد إلكتروني بعث بها ضابط شرطة في خلية مكافحة الإرهاب بمقاطعة ويست ميدلند إلى المعنيين بالشؤون الاجتماعية ورد فيها: «آمل أن تبلغوني عن أي أشخاص أياً كانت سنهم تعتقدون أنهم قد تعرضوا لخطر التطرف أو هم عرضة لأن يصيروا متطرفين، هناك أدلة على أن التطرف أو القابلية للتطرف قد تبدأ من سن الرابعة" وأكدت الشرطة أن بعض أفرادها من الذين تلقوا تدريبات خاصة على استكشاف ما يُسمى ب «الصغار الذين أبدوا قابلية للتطرف»، قد زاروا بالفعل عدداً من مؤسسات الحضانة لتطبيق هذه الاستراتيجية الأمنية الجديدة! من المؤكد أن الاستراتيجية الأمنية التي تستهدف البحث عن إرهابيين صغار يرضعون المصاصات هي مسألة لا تخلو من سخف مطلق، ولا شك أن هكذا إجراء يستهدف مسلمي بريطانيا على وجه التحديد وهو مجرد انعكاس للهوس الأمني الذي اجتاح جماعات اليمين البريطاني المتطرف التي أصبحت ترى الأرهابي في شخص أي مسلم حتى لو كان يلبس حفاضاً ويرضع المصاصة وتنادي علناً بطرد كل المسلمين من بريطانيا ولم يبق لأجهزة مكافحة الإرهاب البريطانية سوى أن تكشف على الأجنة في بطون الأمهات المسلمات لتحدد ما إذا كان الجنين إرهابياً أم لا! في يوم الأحد الماضي الموافق 13/12/2009 ، قام رجل إيطالي مختل عقلياً يدعى ماسيمو تارتاليا (42 عاماً) بضرب رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني البالغ من العمر 73 عاماً بمجسم كاتدرائية ميلانو مما تسبب في كسر أنفه وسنين من أسنانه وأجبره على المكوث بالمستشفى لمدة أربعة أيام! من المؤكد أن أسعد الناس بهذه العلقة الساخنة هي فيرونيكا لاريو زوجة رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني المنفصلة عنه حالياً والتي تطالب بالطلاق وبتعويض مالي خرافي بسبب اندفاع زوجها في مغامرات عاطفية مع فتيات صغيرات في السن آخرهن عارضة أزياء في الثامنة عشرة من عمرها قام برلسكوني بحضور حفل عيد ميلادها في الوقت الذي كان من المفترض فيه أن يحضر عيد ميلاد أحد أبنائه، أما أتعس الناس بهكذا علقة فلا شك أنهم أفراد الطاقم الأمني الذي كان مكلفاً بحماية رئيس الوزراء ومن المرجح أن يؤدي ذلك الاعتداء ، الذي وقع من أحد معتوهي روما ، إلى فقدانهم لمناصبهم الأمنية الرفيعة! أما رد الفعل الشعبي في إيطاليا والذي صدر بعد الاعتداء على رئيس الوزراء الايطالي فيبدو غير مفهوم على الإطلاق فعلى الرغم من التعاطف الشعبي الكبير الذي وجده برلسكوني من معظم قطاعات الشعب الإيطالي والكميات الكبيرة من باقات الزهور التي تم وضعها في مكان الاعتداء إلا أن مجسمات كاتدرائية ميلانو ، التي حطم أحدها وجه برلسكوني ، تلاقي إقبالا شعبياً هائلاً في أسواق العاصمة الإيطالية روما إذ يتهافت المواطنون الايطاليون والسياح على شرائها بصورة محمومة وقد صرح ماريو ، وهو صاحب متجر في ميدان الكاتدرائية الذي وقع فيه الاعتداء على برلسكوني، "بالتأكيد أن المبيعات قد ارتفعت بشدة" وأضاف ماريو بسعادة بالغة "الناس يشترون مجسم كاتدرائية ميلانو بالتأكيد كتذكار للحادث، يبدو أن مجسم كاتدرائية ميلانو سيكون أحد أشهر هدايا عيد الميلاد في هذا العام"! فيصل علي سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر