[email protected] *** اصبح تأزم القضايا وتشابك الخلافات السمة السائدة فى الوضع السياسي بعد ان فشلت المعارضة فى تحقيق شعاراتها عبر اقتلاع النظام ولا استطاع الحزب الحاكم احتواء المعارضة عبر ارساء دعائم الحريات والغا ء كافة القوانين المقيدة للحريات لتجاوز مرحلة الخلافات العقيمة والالتفات لقضايا التنمية وبعث روح التكافل والتضامن وخلق استراتجيات تعمق مفهوم الوحدة الطوعية وتبعد شبح القبلية البغيضة ولكن كان الفشل هو ديدن ساستنا سوى حكومة او معارضة و هذا الفشل له اثار كثيرة سالبة اقتصادية واجتماعية *** وللاسف الشديد لا الحزب الحاكم استفاد من تجاربه ولا المعارضة التى خذلتها الحركة الشعبية واضعفتها بل حررت للتجمع شهادة وفاة بعد اتفاقية نيفاشا وتجاوزت الجميع وكان الاتفاق الذى لا يخرج من دائرة الثنائية ومستند بل ومحمى دوليا واقليميا وحققت الحركة الشعبية ما تصبو اليه بمشاركات ذات وزن ونسب عالية ويراها البعض اكثر مما تستحق ولكن فى اطار وقف نزيف الدم تم القبول (مجبر اخاك لا بطل) وكانت للحركة اساليبها التى تنتهجها للضغط على المؤتمر الوطنى الذي اعتقد انه سيحتويها مثل ما احتوى الاحزاب عبر تدجينها وتقسيمها ولكنه فشل فى اتباع سياسة فرق تسد معها ووقفت الحركة صلبة امام كل محاولات التقسيم بزرع الفتنه عبر (هولاء اولاد قرنق وهولاء اولاد سلفا ) وواجهت الحركة كل اساليب المراوغة بل هددت بالانسحاب من الحكومة و تارة بسحب نوابها فوجد المؤتمر وطنى نفسه امام حركة استفادت من تجارب الاحزاب المريرة فى تعاطيها مع المؤتمر الوطنى *** رغم ان بعض احزاب المعارضة وقعوا اتفاقيات مع المؤتمر الوطنى الذى اغتالها بالتماطل والتسويف لذلك نجحت الحركة للمرة الثانية عبر مؤتمر جوبا الذى جمعت فيه المعارضة واخذتها كوسيلة تضغط بها على الحزب المؤتمر الوطنى لتنفيذ مطالبها واخضعته بها فاتاها مهرولا مستجيبا لكل مطالبها ماذا فعلت الحركة الشعبية باحزاب ومقررات مؤتمر جوبا ؟ حركت بهم الشارع وفق مسيرة تثبت فيها انها قادرة على زعزعة الاوضاع ولديها ورقة ضغط تعرف كيف ومتى تستخدمها لذلك تمت الاستجابة سريعة و فشلت المعارضة فى تحريك الشارع للمرة الثانية ووجدت نفسها وحيدة بعدما خذلتها الحركة الشعبية فعليا ونالت ما تريد والحق يقال احزاب المعارضة لم تستفيد من تجربتها مع الحركة الشعبية التى اراها تسير بخطى ثابتة وتدرك تمام ماذا تفعل وكيف تحقق اهدافها اذا تماطل اوتهاون المؤتمر الوطنى فى تنفيذ الاتفاقية . توجس المؤتمر الوطنى من المسيرات والتظاهر السلمى جعله هشا امام العالم وخاصة ان المجهود الذى بذله فى تفريق ومنع التظاهر بدأ اشبه بالاستنفار الحربى وكان يمكن للمؤتمر الوطنى ان يكون اكثر حكمة وبمجهود اقل من الذى بذله كان يمكن له ان يحمى المتظاهرين فى موكبهم السلمى ولكن يبدو ان الهلع من غضبة الشارع لم تفارق مخيلته وبدا مرعوبا اكثر فى استخدامه للقوة ولجوئه لخطاب عنيف جله ويل وثبور وهنا نتسائل هل مازال المؤتمر الوطنى يحتكم الى الديمقراطية ام الامر عبارة عن مكياج يناسب مرحلة التحول فقط *** ضاع الطريق فى خضم اوضاع ابت ان تنعدل وحلول تؤد قبل ميلادها فمتى نخرج من عباءة الخلافات والصراعات وينظر الجميع صوب المواطن الذى طحن واصبح منسيا يعانى فى شتى ضروب الحياة دون ان يجد معين فالويل من سياسات لا تعدل مائل ولا تطعم جائع ولا تعلم جاهل ولا تداوي سقيما والويل من ساسة لا ينظرون لا للكرسي ولا يرعون الا مصالحهم *** واختم بجزء من ويلات جبران خليل جبران ويل لامة تكرة الضيم فى منامها وتخنع اليه فى يقظتها ويل لامة لا ترفع صوتها الا اذا مشت وراء نعش ولا تفاخر الا اذا وقفت فى مقبرة ولا تتمرد الا وعنقها بين السيف والنطع ويل لامة سياستها ثعلبة وفلسفتها شعوذة اما صناعتها ففى الترقيع ويل لامة تقابل كل فاتح بالتطبيل والتزمير ثم تشيعة بالفحيح والصفير لتقابل فاتحا اخر بالتزمير والتطبيل ويل لامة عاقلها ابكم وقويها اعمى ومحتالها ثرثار ويل لامة كل قبيلة فيها امة