أثير غبار كثيف مؤخرا حول المكون العربي في الهوية السودانية، وذهب بعضهم بعيدا بالدعوة للانسحاب من الجامعة العربية ولا شك ان محاولة الغوص عميقا في جذور مسألة الهوية السودانية قضية شائكة ومعقدة، لكن هنالك بعض النقاط التي تحتاج للمزيد من النقاش والتحليل حول دفوعات وحجج اصحاب هذه الدعوة: من أهم ما يدفع به اصحاب هذه الدعوةمسألة الانضمام لجامعة الدول العربية ورفض الكويت ولبنان لها، وهي حادثة أقرب الي الأسطورة، ولا يوجد لها سند تاريخي قاطع ولا اتفاق علي صحة الرواية، بينما يتكلمون عنها بصورة تقريرية، وهي نقطة تحشد العواطف وتتداخل مع التفكير المنطقي والعقلاني، دع عنك اهمية الحقيقة التأريخية كمجرد مطلق. المدهش اختزال المكون العربي في الهوية السودانية وكأنه طارئ ابتدأ عند انضمام السودان للجامعة العربية، وهذا تبسيط شديد، الهوية يا سادتي عملية معقدة جدا كما تعلمون، تتطور عبر مئات ان لم يكن الاف السنين خلال التفاعل بين عناصر عدة منها الثقافة اللغة الدين العرق الصراع الاقتصادي وغيرها، اي ان الهوية ليست قرار يتخذ، ودونك فشل المحاولات عبر التاريخ لصناعة هوية جزافية بقرار سياسي او ديني او طائفي ( تشييع مصر في العهد الفاطمي مثالا). الأمر الأكثر أهمية والذي يفوت علي الكثيرين هو أن الانضمام للتجمعات الاقليمية لا يبني علي مسائل عاطفية، ولكن علي المصالح الاقتصادية والامنية بصورة أساسية، ودونكم استماتة تركيا للانضمام للاتحاد الاوروبي في ظل انعدام اي تجانس عرقي/لغوي/ديني، عطفا علي ذلك يمكن ان يطرح سؤال مهم ومركزي: هل وجود السودان ضمن منظومة الجامعة العربية يحقق مصالح الشعب السوداني؟ وذلك بعيدا عن الأسئلة العاطفية البسيطة (هل يحبنا العرب). الاجابة علي هذا السؤال هي الوحيدة الكفيلة بتحديد بقاء السودان من عدمه ضمن هذه المنظومة، والاجابة عليه تستلزم اصطحاب المصالح الاقتصادية والأمنية كمرتكز أساسي في الرد. د/محمد حسن فرج الله اختصاصي الطب النفسي الاستاذ المساعد ورئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب جامعة الجزيرة سابقا Dr. Mohamed Hassan Mohamed Ahmed MMBS, MD, ABPsyche D4DE745D-6844-45E4-97F2-05DC4E8E247A عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.