عكست مقاطعة القوى السياسية الحية حقيقة ما ظلت تؤكد عليه بأن انعقاد مؤتمر الحوار وفق الترتيبات الجارية لن يكون ذا قيمة ولن يحقق المضامين الوطنية. وقد ثبت مما ورد في خطاب الرئيس ومعظم من خاطبوا المؤتمر بأنه ليس من جديد وان القوى المقاطعة تمتلك الرؤية الثاقبة و تمثل الضمير الحي لأمتنا، مثلما أثبتت أن النظام لم يراوح مكانه وهو يحشد عضوية المؤتمر الوطني والأحزاب المتوالية ليوهم الشعب السوداني المغلوب على أمره أن ثمة حل يلوح في الأفق ولكن اتضح للشعب أن ذلك كان مجرد أماني وما هو إلا سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً. ان فكرة الموتمر الجامع الذي لا يستثني أحدا ويؤدي الى السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل كانت ومازالت وستظل من أهم مبادئ وأولويات حزبنا في مواجهة الأنظمة الشمولية، وقد كانت المحرك لوجدان شعبنا الأبي في ثورة أكتوبر وانتفاضة رجب ابريل، لذا ظللنا نخاطب القوى السياسية السودانية وشركائنا في المعارضة للرهان على الحوار السلمي القومي الذي لا يستثني أحدا ولا يهيمن عليه أحد.. ولاختبار مصداقية النظام، جاءت فكرة تقييم المشاركة في حوار الوثبة لعله يشكل معبرا للنظام للانتقال لمربع السودان العريض، ولكن قصر نظر النظام دفعه للجمود بالاصرار على رفض استحقاقات أساسيه تجعل الحوار ذا جدوى وينهي الحرب ويأتي بسلام واستقرار وتنميه مستدامة تستحقها امتنا ويتطلع اليها شعبنا، وكما في كل مناوراته لم يكتف النظام بالانقلاب على الحوار بل شدد في قبضته الأمنية تنكيلا وسجنا ومنعا من السفر للمعارضين لتنتهي مسرحية الوثبة و من ثم التنصل من التزامات الحوار، وليصبح النظام كسيحا بعد ان أطلق النار على أقدامه بإجراء انتخابات زائفة نافس فيها نفسه. ولا شك أن هذا السلوك أفقد النظام مصداقيته ليس مع المعارضة السودانيه ولكن مع المجتمع الدولي والاقليمي لا سيما الاتحاد الأفريقي الذي ظل يحاول مساعدة النظام لاخراجه من المازق الذي وضع فيه نفسه ثم تكشف له سلوكه وكانت قاصمة الظهر تنصل النظام عن حضور الموتمر التحضيري للحوار بإثيوبيا. واليوم؛ يؤكد النظام بسلوكه، استمراره في ذات نهجه المخاتل ليشنق نفسه بحباله صباح هذا اليوم العاشر من أكتوبر 2015 بعقده لمؤتمر معزول محليا وعربيا ودوليا وخطاب خاو من أى مضامين تقود نحو الحل. ان سودان المهجر بحزب الأمه القومي يرى ان النظام بهذه الخطوة أحكم عزلته وأتاح فرص رحيله غير ماسوفا عليه وهو نظام لا يوفي بوعد ولا يلتزم بعهد. وإذ تشيد دائرة سودان المهجر بموقف الحزب وفق قرارات مؤسساته وموقف قوي نداء السودان والنظرة الاستراتيجيه لملف الحوار الوطني ومطالبها بضرورة الوفاء باستحقاقاته فاننا ندعو القوى السياسية الحية التي قاطعت مهزلة الحوار للعمل الجماعي الجماهيري لدفع النظام لرؤية الواقع وللرهان على خيار السلام الشامل والتحول الديمقراطي الكامل خاصة وان وقائع الجلسة الافتتاحية لا تبشر بنتائج تخاطب فكرة الحوار وأشواق الشعب السوداني فقد غابت عنها معاني الموتمر التحضيري مثلما غيبت دلالات رعاية الآلية الإفريقية رفيعة المستوى فضلا عن عدم تلبية آفاق القرار رقم 539 لمجلس السلم والأمن الأفريقي الذي يرى ان من شروط نجاح اي حوار تهيئة بيئته وأهمها الضمانات القانونية لقوى المقاومة المسلحة. ان ما ظهر من لقاء حوار اليوم يلقي بمسئولية اضافيه على حزبنا وجميع القوي المعارضة في الداخل والخارج في تسبيك جسم قوى المعارضة السودانية لمواجهة متطلبات المرحلة لاجبار النظام للحل السلمي وفق مستحقاته او مواجهته بشتي السبل السلمية وخلاص شعبنا من مهزلة طال امدها. ولابد من صنعاء وان طال السفر. الله اكبر ولله الحمد. دائرة سودان المهجر حزب الأمة القومي العاشر من أكتوبر 2015