كان نبأ ضبط حاوية من المخدرات بميناء بورتسودان يوم السبت 31 إكتوبر نبأ صادما ومفزعا لكل من سمعه بل إن تداوله بين الناس قي السودان كان أسرع وأفظع من سقوط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء وموت ركابها من المدنيين وجلهم من النساء والأطفال . وإذا كان سقوط الطائرة الروسية قد أخذ بعدا سياسيا إلا أن العثور علي شحنة كبيرة من المخدرات في حاوية كبيرة وزنة 645 كيلو جرام قد أخذ أكثر من بعد إقتصادي وسياسي وإجتماعي ونفسي . فالجمارك لم تكن ناقصة كما يقول الإخوة في شمال الوادي بعد إقالة مديرها العام ومن قبله مدير مكتبه علي الرغم من أنها هي التي ضبطت الشحنة وأعلنت النبأ . وقد ملأ الخوف قلوب الناس من وجود هذه الكميات من المخدرات في الميناء من الهيرويين كما أعلن في بداية الأمر ثم قيل أنها حشيش من شجيرات القنب الهندي وأنواع أخري من الحبوب المهلوسة وأيما كان نوع الصنف المخدر إلا أن السؤال إلي أين تتجه هذه الكميات وهل يتم إستهلاكها داخل السودان ومن هي الجهة المستلمة لهذه السلعة الخطيرة وأين يتم توزيعها يا تري في مدراسنا ومعاهدنا وجامعاتنا وأسواقنا وأحيائنا الشعبية . ونحن بلد فقير والمواطن عندنا لا يملك ثمن رغيف الخبز فمن أين له بثمن المخدرات اللهم إلا إذا كانت هناك جهات تتعمد توزيع المادة المخدرة مجانا في أول الأمر وهو من بين أساليب فتح أسواق جديدة في مناطق مغلقة أو بعيدة عن مناطق الإنتاج . والإحتمال الآخر أن تكون هذه السلعة عابرة وهذا يعني أن السودان معبر لدول الجوار الإفريقي والعربي سواءا كانت الدول العربية الغنية أو الدول العربية التي تعاني من إختلال امني مثل اليمن وليبيا وقد صار في بعضها نسبة عالية من إستهلاك المخدرات خاصة وسط الشباب . علما بأنه ليست هذه هي المرة الأولي التي يتم فيها ضبط مخدرات في ميناء بورتسودان وكانت في المرات السابقه مجهولة الهوية تدخل الميناء وتبقي حتي يتم كشفها بواسطة السلطات من خلال عمل إستخباري محدد ، ولكن هذه المرة يوجد خيط وهو مكتب التخليص والذي قد يؤدي لكشف المستور حول سر المخدرات قديمها وحديثها . ولما كانت المخدرات عادةما توظف في تمويل الحروب وغيرها من الأنشطة السياسية والإقتصادية فإن الجماعات التي تتقاتل في مناطق النزاعات في الشرق الأوسط ليست بعيدة عن هذه الشحنات التي تدخل عبر المواني والناظر إلي الأمر يجد منظومة متكاملة من النشاط تبدأ بالدعم البشري والتجنيد ثم التمويل والمخدرات هي احد المصادر ذات العائد السربع والكبير نظرا لرواج أسواقها وتنامي مستهلكيها عالميا وإقليميا ومحليا
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.