لعل أغرب الأخبار القادمة من أعجب الأمصار خلال عام 2009 والذي أوشك على الانقراض هو ذلك الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء والفضائيات الشرقية والغربية والذي مفاده أن شاباً يابانياً من طائفة التاكو أو طائفة غريبي الأطوار في اليابان قد تزوج من فتاة افتراضية تم رسمها في أحد ملفات الكمبيوتر عبر فن الرسم الالكتروني ، ولعل منظر الشاب الياباني وهو يقبل أمام الملأ صورة عروسه الالكترونية التي تورد خدها الالكتروني من فرط الحياء هو من أغرب مشاهد الهوس الالكتروني الذي اجتاح شباب العالم المعاصر! العريس الياباني الشاب برر سلوكه الغريب بقوله إن بعض شباب التاكو قد تزوجوا بشخصيات كرتونية ، فعلى سبيل المثال لا الحصر تزوجت إحدى الفتيات اليابانيات من القط توم فقامت منافستها بالزواج من الفأر جيري ثم تعقد الأمر أكثر فأكثر إذ قامت أعداد كبيرة من غريبات الأطوار بالزواج من الأخ توم والأخ جيري الأمر الذي أثار مشكلة تعدد أزواج افتراضيين وأدى ذلك إلى انتشار الضرات الالكترونيات في مدن طوكيو وهيروشيما ونجازاكي وهلمجرا، وعلى أي حال، فقد أكد العريس الياباني وهو يتطلع بشغف شديد إلى وجه عروسته الالكترونية أنه يشعر بقمة السعادة مع عروسه الافتراضية وأن الحياة الزوجية مع العروس الرقمية مفعمة بإثارة لا يمكن الحصول عليها مع أي عروس طبيعية وأظهرت الصور المتلفزة العريس الياباني وهو يلتقط لنفسه ولعروسته القابعة داخل شاشة الجوال صوراً تذكارية أمام أشهر المعالم السياحية في اليابان وهو يبتسم بفرح شديد ممزوج بجدية يابانية مطلقة! من المؤكد أن هذا الحدث العجيب يأتي في سياق الإدمان على الانترنت وهو من أحدث الأمراض النفسية العصرية الشائعة بين معظم شباب العالم الأول وبعض شباب العالم الثالث، فبعض مدمنو الانترنت ينفصلون عن الواقع الحقيقي انفصالاً تاماً ويعيشون في عالم افتراضي يمكنهم من إشباع رغباتهم مهما كانت درجة شذوذها وغرابتها عبر الضغط على الماوس فقط لا غير وهذا ما لا يستطيعون تحقيقه على أرض الواقع الفعلي المليء بالعقبات والتحديات الحقيقية والذي لا يتسيده إلا أصحاب المال والنفوذ والسلطة ، ولأننا لا نستطيع ، لأسباب فنية ، أن نقول للعريس الياباني وعروسته الرقمية "بيت مال وعيال" أو "إنشاالله تغلبا بالمال وتغلبك بالعيال" فإننا لا نملك إلا أن نتمنى لهما شهر عسل الكتروني سعيد في فندق جوجل أو منتجعات ياهو السياحية! فيصل علي سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر