السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خيانة الذات .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 15 - 12 - 2015

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
تكرم اخي الذي لم التقيه عثمان محمد الحسن بكتابة هذاالموضوع في سودانايل له الشكر .
اقتباس
شوقي إبراهيم بدري والجنوب .. بقلم: عثمان محمد حسن
نكرم اخي الذي لم التقيه عثمان محمد الحسن بكتابة هذاالموضوع في سودانايل له الشكر .
نشر بتاريخ: 05 كانون1/ديسمبر 2015

كان السيد/ أحمد فضيل، من مواطني نهر الجور ببحر الغزال، يعمل سائق سيارة المأمور/ إبراهيم بدري في الثلاثينيات من القرن المنصرم.. لم يكن أحمد فضيل يفكر- مجرد تفكير- في مغادرة منطقته على ضفاف نهر الجور.. فقد كان هانئاً راضياً بالعمل سائقاً للمأمور الإنسان.. و بالعيش في حدود الخضرة و الجمال.. و البساطة و السلام في منطقته..
تقرر نقل السيد/ إبراهيم بدري للعمل بمدينة ملوط، فأصر على أن يصطحب معه إلى ملوط، سائقه أحمد فضيل لما وجده فيه من تفانٍ في العمل و لحسن سريرة السائق الأمين، فكان له ما أراد.. و هناك التقى أحمد فضيل زوجة المستقبل- والدة محمد أحمد فضيل- و اقترن بها..
هذا ما حدثني به زميلنا المشترك محمد أحمد فضيل حين سألته عما إذا كان يعرف شوقي بدري.. فقال:- " كيف ياخي؟! ده كان معانا في ملكال الوسطى....." و كلانا من ملكال الوسطى و شوقي كذلك.. و ما رواه الأستاذ/ محمد أحمد فضيل عن الزواج الذي كان هو شخصيًاً أحد ثمراته، أعرف الفترة الأخيرة منه.. فقد كنا كأهل في واو الجميلة.. و كان الشباب يقضون أيام العطلات في بيت أحدهم في أي حي يتفقون عليه دون تفرقة في الحي أو القبيلة أو أي شيئ آخر.. و كم كان منزل العم أحمد فضيل واسع الترحاب بنا..
هذا.. و قد دام الزواجً بين والدي الأستاذ/ محمد إلى أن توفاهما الله.. و الفضل في زواجهما يعود، بعد الله، إلى السيد ابراهيم بدري..
و استطرد الأستاذ/ محمد أحمد فضيل كثيراً في إبراز خصال ابراهيم بدري و تعاطيه مع الجنوبيين الذين كانوا يعملون معه.. و أكد لي بأن البدري من الشماليين الذين ظلوا يردمون الهوة بين الشمال و الجنوب بصدق نابع من إنسانية لا يشوبها نفاق أو ادعاء إنسانية كاذب.. و هي الهوة التي افتعلها الانجليز بتكريس المناطق المقفولة و ساعدهم على توسيعها بعض الشماليين باستعلائهم و أنانيتهم المبالغ فيها..
و قال لي محمد أحمد فضيل أن حب ابراهيم بدري للجنوب و الجنوبيين جعله يعود إلى رومبيك بعد نزوله إلى المعاش.. و تواصل ردمه الهوة بين الشمال و الجنوب و هو تاجر كما كان يفعل و هو إداري- بعيداً عن الأنانية و الغطرسة..
و على ذكر الأنانية، ففي بداية إجازتنا السنوية في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، أقَّلتنا الباخرة من ملكال إلى ميناء شامبي و منها ركبنا عربة لوري إلى يرول للعبور إلى رومبيك لتقلَّنا شاحنة إلى مدينة واو.. و حين بلغنا مدينة يرول تفاجأنا بأخبار تفيد بأن جسر العبور إلى رومبيك كان مكسوراً.. و أن علينا البقاء في يرول التي كانت تعاني من المجاعة و كان سكان ضواحيها يأتون إلى المدينة لبيع أنعامهم بأبخس الأثمان.. و قد أبدى أحد الزملاء سعادته الغامرة:-" أبوي السنة دي حيشتري أبقار كتيييرة خلاص!" .. و على النقيض من زميلي ذلك كان أحد تجار المدينة يعامل الجوعى بكل رحمةٍ مادية في وسعه .. و سمح لنا بالإقامة أمام متجره و كان يمدنا ببعض الطعام.. و كان عددنا حوالي الثمانية تلميذاً.. و انقضت أيام.. على تلك الحالة.. و لما شعرنا بأننا نثقل على التاجر الكريم، قررنا أن نلجأ إلى مفتش المركز - و اسمه قريش- في بيته.. لم يكن هنالك سور يحمي بيت المفتش.. و البيت مبنيً على الطريقة الانجليزية العتيقة و حواليه أشجار متدلية الثمار من مانجو وباباي و غيرهما.. و رغم الجوع لم يطمع أيٌّ منا في قطف أي ثمرة من الثمار المتاحة لنا.. طرقنا باب البرندة.. فتح أحد عماله الباب.. أخبرناه عن هويتنا.. و سبب مجيئنا.. دخل العامل على المفتش و عاد إلينا و طلب منا الدخول إلى الصالة.. أتى المفتش لابساً جلباباً..
حيانا بود و تعاطف كبيرين.. و بعد فترة وجيزة من الأسئلة و الأجوبة طلب من طباخه أن يعد لنا الطعام.. و أمره بفتح الاستراحة الحكومية
ٌلإيوائنا.. وأمر الطباخ أن يعد لنا الوجبات الثلاث يومياً حتى يتم إصلاح الجسر الرابط بين يرول و رومبيك.. و ظل يطل علينا يومياً للاطمئنان على سلامتنا إلى أن غادرنا المدينة..
إداريان شماليان يعكسان ما كان يتصف به الاداريين من نبل في الإدارة و إنسانية في التعامل في الجنوب..
كنا نعيش تحت رعاية و عناية رجال عظماء!

الاخ عثمان محمد الحسن لك التحية والشكر علي الموضوع . اولا اريد ان اضيف بعض المعلومات عندما عاد ابراهيم بدري الي رمبيك الحبيبة عاد في بداية الاربعينات كاول مفتش سوداني. ولم يتعامل مع التجارة . لان اختي الكبيرة آمال ولدت في امدرمان ووالدي في الجنوب وكانت تسكن في منزل عمي الطبيب علي بدري . وولد شقيقي الشنقيطي وشقيقتي ابتسام في الرنك في بداية الاربعينات .
. ووعيت انا بالدنيا في رمبيك وولد فيها شقيقي ايمان .العم نقور جوك الذي كان عمدة جلهاك صار اخا لابراهيم بدري . والعم نقور جوك هو والد السلطان يوسف نقور جوك الذي انتقل الي جوار ربه قبل 3 سنوات ولقد نعيته بقصيدة منشورة . من ابنائه الابناء السلطان عمر الذي تزوج من ابنة كبيرنا وتاج رأسنا الاخ اجوت الونج اكول وهو من زاملني في ملكال الاميرية وفي امدرمان مدرسة التجارة الامريكية . وزامله ابن ملوط الآخر اخي عبد الله خيري مدير بنك البركة الحالي وشقيقه كمال . ومن ابناء ملوط في مدرسة ملكال الاخ فرح عبد الله وشقيقه مصباح وهم ومن دينكا ابيليانق .
من ابناء السلطان يوسف نقور الرجل الخلوق السفير حسن او فقوق نقور جوك . ويحمل اسم عمة فقوق نقور رحمىة الله عليه . ولقد توفي فقوق او مصطفي في مدينة الناصر في يوم 17 يونيو 1977 . وهذا التاريخ استخدمة في بطاقة الائتمان المصرفي وعدة امور اخري . لانه تاريخ لا يمكن نسيانه . فقوق نقور كان من اقرب البشر الي قلبي . واذا وجد انسان كامل فهو فقوق نقور ويحمل اسمه ابني فقوق نقور جوك . ولكنا مارسنا ... خيانة الذات
حمل ابراهيم بدري اسم ماريل وتعني الثور الكبير الابيض لان شعره كان شائبا منذ شبابه . وحمل الوالد محمد عبد الله عبد السلام اسم فديت لانه نشأ وسط الدينكا منذ صغره . وهو زوج خالتي . ومركزه كان ملوط . وكان اكبر تاجر في اعالي النيل له مشاريع زراعية ومتاجر وبيوت في ملكال والقيقر ومقرة . وعرف كذلك ب ,, ايوبياو ,, وتعني الرجل الكبير الغني . كان مرجعا في لغة الدينكا، لان اللغة اختلفت في بعض المناطق . وقد دخلت عليها كلمات جديدة او دخيلة .
ابراهيم بدري تنقل في اقاليم الدينكا . وتعلم لغتهم وتاريخهم والميثولوجيا للدينكا . ووضع قواعد اللغة والحروف . وكان يدرسها ويجري الامتحانات في كلية غردون . والاداري الذي ينجح في الامتحان يتحصل علي علاوة . ونشر ابراهيم بدري كتاباته بالانجليزية عن الدينكا بالانجليزية في المحفوظات والمذكرات السودانية . وقامت بترجمتها الي العربية لمياء ابراهيم بدري في جامعة الاحفاد .
حادث انهيار الكوبري في الستينات الذي ذكره الاخ عثمان مررنا عليه قبل اكثر من عقد من ذالك الزمان . وكان الانجليز قد شيدوه من جزوع الاشجار . كان مقفولا لان عجلة شاحنة قد خرجت من حافة الكوبري العالي . واخرجت الشاحنة بعد انزال الحمولة .
يرول كانت قد تعرضت لحريق كبير وكان جزء السوق قد احترق . وماكينة الخياطة سنجر كانت تقف كهيكل حديدي محترق امام دكان العم الزبير رجب . وكان والدي ينطلق في كل الاتجاهات ويتحدث بلغة الدينكا مما يطمئن الناس . وكان يطالب بان تشتري الغلال والطعام لاطعام الناس لان هذه مسئولية الحكومة .
الكاتب الاسفيري الطيب رحمة قريمان قال ان والدته طيب الله ثراها قد طلبت منه ان يكتب عن ود بدري . وعندما سألها من هو ود بدري قالت انه كان المامور وكا ن متواضعا ذي الواطة . كان يتكلم لغة النوير والدينكا كأهلها . وكان يحمل علي ظهره ويساعد .
كان ذلك في الثلاثينات عندما اطبقت الكوليرا علي شمال اعالي النيل . واحتاج الامر لنقل البشر لمساكن جديدة وبعيدة من موطن المرض ، وعزل المرضي . وكان ماريل يحمل علي ظهره واكتافه . ويجبر الرافضين علي الرحيل ، وانتهي الوباء . وعندما كنت اقضي الاجازة مع فقوق نقور في جلهاك كان الكثيرون يرحبون بي لانني ابن اخيهم ماريل . وكانوا يشيدون بجهد اخيهم جاصة كبار السن .
هؤلاء الشماليون لم يحاولوا فقط ردم الهوة بل لقد جعلوا من انفسهم جسرا . ولقد تزوج والدي بالوالدة منقله ام عمر بدري وهي ابنة رمبيك وابنة السلطان عمر مرجان . وكان يفتخر دائما بأنه حفيد التربال وتزوج ابنة السلطان . وبينما نحن في رحلة ترفيه وصيد مع كمال ابراهيم بدري في مايو 1963 وصلنا الي شمال ملوط وكان معنا ابو نادر المقاول والتاجر احمد المصطفي و محمد الحسن مدير مشروع بركة العجب خارج القيقر والباشمهندس اسماعيل والميكانيكي فضل الله ولآخرون . واتي احد صبية الدينكا راكضا ليقول لنا ان فديت في القرية . ووجدنا العم محمد عبد الله هنالك بسبب صلح بين الدينكا . وخارج القرية وجدنا اشجار الدوم الباسقة قد طرحت ثماره بسبب قرب الخريف . وقال الاب فديت ان تلك الاشجار كان يمكن ان تكون غير موجودة . لأن بعض اهلنا الرباطاب اتي بتصريح من المدير البريطاني نكلسون في ملكال لحمل الاشجار المتساقطة في تلك المنطقة . ولكنهم يقطعون الاشجار ويقولون انها اشجار متساقطة . وان تلك الاشجار تعد مسكنا للطيور ومرقدا للغزلان والحيوان تحت الظل . وعندما اشار الرباطابي لان ابراهيم بدري يجب ان يساعده لانه رباطابي من اهله قال ابراهيم بدري الدينكا ديل اهلي . لقد كان دينكاويا كامل الدسم لم تكن والدتي والآخرون ينادونه بغير ,, بنج ,, . وتعني الرجل الكبير .
رحمة عمل كمراسلة مع ابرهيم بدري في الرنك . حضر معه الي امدرمان في الاربعينات وواصل السكن في امدرمان . وحضر وفاة والدي في بداية الستينات وعصر الفراش وكان ينام معنا في ايام المأتم. توسط له رفيق الدرب عثمان ناصر بلال والتحق بالنقل الميكانيكي . ومن دينكا الرنك كان الاخ العاقب الذي سكن في ميدان الربيع . وعندما خطب توئم الروح بله طيب الله ثراه الاخت نور رحمة الله عليها . كان العاقب من نذهب اليه كرسول لمشاورة اهل العروس وكان بقامته الطويلة يقدم لنا الكركدي , يذهب الي بانت ليعود بالاخبار مواعيد مراسيم الزواج وكنت انا الوزير. وكان اخ العروس طبيب القلب المشهور ابراهيم مصطفي طيب الله ثراه غائبا في مؤتمر في المغرب . وكان العاقب يذهب لاخوتنا مولانا عبد المجيد امام عبد الله بطل اكتوبر لانه خال العروس . و من ابناء الوالد امام عبد اللة اخوتنا احمد اسكوب ورجل البنوك زميلي وصديقي طه امام عبد الله الذي تزوج ابنة العم الصول فرج الله من الشلك وهو زوج الخالة رحمة جارة السيد عبد الرحمن في العباسية وام الصادق في الرضاعة . ولكنا مارسنا ... خيانة الذات .
العم يوسف افندي المامور وصديق ابي ، هو خال توئم الروح بله وحمل اسمه يوسف مكيج الذي سكن عند عمته الوالدة زينب والدة توئم الروح بله طيب الله ثراه . وبالقرب من ميدان الربيع سكن الوالد والخال الآخر عبد الرحمن عثمان الرحمة للجميع كانوا من الدينكا الحمر . وجمعنا الانتساب للجنوب .
عشنا لفترة قصيرة في مريدي . لان الاداريين كانوا ,, يسدون خدمة ,, عندما يذهب احد الانجليز لاجازة طويلة، احببنا الزاندي والمورو . حضر معنا لامدرمان الاخ الحبيب ,, فلو ,, كان لطيفا عذبا . التحق كعامل بمصنع البيرة في بحري . وكان يحضر في يوم الجمعة لمنزلنا في الملازمين . وكنت والشنقيطي لا نترك عجلته الفيليبس لترتاح . وكانت والدتي تمنعنا خوفا علي العجلة . وكان فلو يقول ,, معليس يا امي ديل ما اخواني الصغار .
سالني شخص عن اسعد يوم في حياتي . فقلت يوم زواج توئم الروح بله . وهذا شئ يصعب تصديقه . ولكنها الحقيقة . تزوجت عدة مرات ولكن انا اعتبر الزواج عملية يجب ان تكون بسيطة جدا بدون هيلمانه. وتختصر علي بعض الافراد من العائلتين . ولكني كنت فرحا لفرح بلة . او جاك . وابكي في بعض الاحيان عندما اتذكره ولم ابكي لموت شخص آخر .
التاجر الذي قصدة الاخ عثمان في يرول هو العم الزبير صالح . كان رجلا عظيما وكريما . احب الجنوب واحب الخير للجنوب . في احدي زيارات اخي البروفسر بيتر نجوت كوث للسويد تكلمنا عن العم الزبير . واشاد بيتر طيب الله ثراه بالعم الزبير الذي انتقل الي رمبيك في أخر ايامه . وبيتر من اولاد رمبيك الحبيبة ويصغرني قليلا لانه دفعة اختي بلقيس بدري في جامعة الخرطوم . وبيتر كان محبا جدا لشمال السودان ويؤمن بالوحدة بشكل عقائدي .
كتب لبيتر النجاة من الموت في مذبحة واو في الستينات في ايام الديمقراطية الثانية . فلقد صدرت اوامر خاصة لتصفية بعض قيادات الجنوب . وكان هنالك وزاج مذدوج . وقتل الكثيرون وقتلت عروس وعاش عريسها ومات عريس وعاشت عروسه . بينر ومجموعة من ابناء رمبيك وواو كنوا في طريقهم للحفل ولكن هزموا باسنافيك في النادي في لعبة ويست وهم طلبة في الاجازة . واصروا علي عشرة جديدة . وقبل نهاية العشرة لعلع السلاح . تلك مذبحة من عشرات المذابح ضد المواطنين في الجنوب اكبرها مذبحة الملكية في جوبا . وهذا في .... زمن الديمقراطية . مارسنا .... خيانة الذات
قتل الزعيم وليم دينق عند كوبري التونج في طريقه لرمبيك كان معه 6 من الرفاق . اشارت اصابع الاتهام للظابط صلاح فرج . قتل الاب لوهيرو ممثل البابا ومعة مجموعة من الجنوبيين في كمين نظمه الجيش . توقفت سيارة جيش في رمبيك . وكان الاب مجاك يجلس امام منزله ، واطلقوا عليه الرصاص وانصرفوا كحامل البريد بعد توصيل الرسالة . العم مجاك كان يمكن ان يكون صهرنا . لان ابنه الزراعي مارتن مجاك كان يقول لي مداعبا ان عمته في شبابها ردت شابا في النقارة كان يعجب بها . وكان ذالك ابي ابراهيم بدري . وكان ذلك الشاب من نصيب الوالدة منقله ام عمر بدري .
في سنة 1969 قضينا صيفا رائعا في براغ فلقد حولوا المدينة الجامعية لسكن للسواح . وكان هنالك مطعم صيفي وملهي علي بعد خطوات من مسكنا . وحضرت متاخرا من غير العادة . وكان صديقي الاقرب ,,م ,, وقريبي ,, م ,, يقومون بضرب الاخ ابن رمبيك دونقرين . امام سخرية الشيك وضحكهم . ودنقرين رجل مسالم ومعقول ، ولكن كالكثير من السودانيين يصير غير محتمل عندما بشرب. واذكر انه كان يحب في القعدات ان يسمع مرات ومرات اغنية ,, ماممكن تسافر ,, وهانحن قد سافرنا وتركنا الجنوب . والجنوب قد سافر ومات اتراب الطفولة والصبي وتفرقنا .
المؤلم وما جعلني افقد صوابي ولم احس حتي بالذي كان يحدث ، كان جملة .. يا عب يا ابن الكلب . الصديق والقريب قد غفرا لي رعونتي لهما عظيم الشكر وان لم اغفر لنفسي الي الآن . احدهما تعافي من كسر في الفك وألاخر تغير شكل اسنانه الجميلة. وتزاملنا لعشرات السنين في السويد . وتجنبنا الحديث عن الحادث .
الدكتور محمد محجوب عثمان والذي سكن في البلوك المواجه للملهي قال لي ان الاخ دونقرين قد اتي اليه وكان متأثرا لمعامة ميم وميم وكان يبكي وقال له ... اخي شوقي تدخل لصالحي .. والد دونقرين هو العم عبد الله الذي اخذ المصري صلاح سالم الي النقارة في رمبيك. وتناقلتها الصحف العالمية وصورة صلاح سالم شبه عاري .
العنصرية هي اسوأ ما يمكن ان يمارسة البشر , وهي علامة للغباء والجهل والضعف ,.لان من يطبقها غير واثق من نفسه . ويريد ان يبني شخصيته وهويته علي حساب الآخرين . نحن خيرا منكم يجب ان نتحصل علي قدر اكبر من السلطة والقوة ...اكثر منكم . ولهذا نفرق النساء لان الرجال يريدون ان يكون لهم سلطو وقوة وثروة اكثر من النساء بالرغم ان النساء امهاتنا وشقيقاتنا وبناتنا . العنصرية هي من الاشياء التي يتعلمها الانسان وهي ليست موجودة في غرائزنا او ,, انستنكت ... وما يتعلمة الانسان يمكن ان يتعلم البعد عنه . وهذا يجب ان يحدث منذ الطفولة الباكرة
نحن الشماليون مهما عشنا في الجنوب لا تفارقنا رواسب العنصرية . ونتكلم عن حبنا وارتباطنا بالجنوب والجنوبيين كأنه عمل نبيل.... وجزء من كياننا يفتخروكأننا نتوقع التقريظ والاشادة ..... لماذا ؟ انا هنا لا اعفي نفسي . كثير من الجنوبيين الذين عرفت كانوا خيرا مني وكثير من اهلي بمراحل. من زاملنا كانوا علي قدر كبير من الخلق لم يعرفوا الكذب ولا تتواجد السرقة بينهم . لم يكونوا قوقائيين . كانوا يقولون لنا اننا في اجتماعتنا وفي مجالسن ومحاكمنا القبلية ... مئه يتحدثون وشخص واحد يستمع . اليس من المخجل اننا نسلم عقولنا لرؤساء الطائفية وشيوخ الدين والدجالين . ونمارس العبودية الاختيارية . ويحسب الكثير من اهل الشمال ان الجنوبيين هم العبيد؟
هذه الايام نحاول ان نوثق لحياة الاخ الدكتور توبي مادوت . ولقد اتصلت بصديقه وزميله في السكن في داخلية الاحفاد الاستاذ ابراهيم العوام و صديقه العميد قاسم بدري . توبي طيب الله ثراه كان الطالب المحبوب من العميد يوسف بدري . وزاملنا في براغ وكان يسكن مع صديقه الدكتور الفاضل شبيكة، الآن في لندن ... الذي اطلب منه ان يكتب عن هذا الرجل العظيم . توبي كان يحب الشمال بطريقة عقائدية . بالرغم من اغتيال صهرة الزعيم وليم دينق . و اهتم توبي بابناء اخته الايتام .
والمؤلم ان السفير فاروق عبد الرحمن قد قال لي انه جلس بالقرب من توبي في مأتم شقيق الفوتو موديل العالمية الاك ويك في لندن . وكان توبي في آخر ايامة مثل الكثيرين قد اقتنع بأن الجنوب سينفصل .
كلما اكتب عن الجنوب تمر امامي صور الاحباب من الجنوب واتألم , اتذكر الم اخي الحبيب وزميل ملكال الاديب السفير علي حمد ابراهيم واقول لنفسي هذا شخص عطيم ولد في الجنوب ودفن اهله واحبابة هناك . والجنوب قد صار دولة منفصلة . ان المصائب يجمعن المصابين .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.