عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. كانت جامعة القاهرة الفرع تضج بمجاميع أبناء المجتمع السوداني وكانت الفكرة من تأسيس ذلك الفرع من الجامعة هو ترقية المستوي الأكاديمي لموظفي الحكومة في السودان وكذلك سد الفجوة في الفاقد التربوي والاهم من ذلك كله حسب تقديري هو عين الأخ الأكبر في الشمال على أخيه الأصغر (وقتها) في الجنوب اضافة الي تصدير الفكرة الناصرية والتي بدأ يشتد عودها في القاهره، ويعلم عبد الناصر تمام العلم الوعي الثوري والفكري لأهل السودان وحبهم له ولما كل هو مصري.. ومعروف تاريخيا انه اذا ما عطست القاهرة فعلى الخرطوم ان تتحسس مناديلها..والتأثير المصري على الجار الغالي السودان لا يحتاج لدروس خصوصية فكل الحركات السياسية،يمينية كانت ام يسارية او وسطية تخلقت بالقاهرة ورأت النور في الخرطوم.. عرفت ميرفت كزميلة لأول مرة ونحن طلاب جدد في شعبة فلسفة بكلية الآداب بجامعة القاهرة الفرع. وقد سبقتنا هي وذاك العقد الفريد من الطلاب وفيهم من فيهم من أهل اليسار واليمين والوسط الي طريق الجامعة، واختارت هي عليها الرحمة السير على ضفة اليسار قناعة ومنهجا في حياتها.. (العجيبة ان ميرفت تميل حتى في مشيتها الي الشمال بل حتى الكتابة) أليس في الامر عجب؟..ويبدو ان الانتماء للفكر اليساري كان هو الموضة في أيامنا تلك التي أعقبت الثورة الطلابية في فرنسا في نهاية الستينات مع موجة البيتلز وبنطلون الشارلستون واحزية الشباب العالية الكعب والشعر الكثيف وحكاية الرفض وانبهار اجيالنا بالماركسية وحلم الاشتراكية والتحلل من القيود المجتمعيةوغيرها .هيأت دراسة الفلسفة ومدارسها من سقراط الي سارتر الي جارودي هيات تلك المدارس الفكرية الأرضية الصالحة لان تتعلق ميرفت بالفكر الشيوعي ساعدها وشد من اذرها شريك حياتها، زميلنا بالشعبة عبد المحسن اضافة الي ان السيدة ميرفت عاشت بعض من حياتها بمصر وكانت الي وقت قريب تتكلم اللهجة المصرية مما نفحها ذاك الجو القاهري من اريج الحرية وجعل منها شخصية قوية ذات ثقة بالنفس مما هيا لها ان تأتي للجامعة وتنخرط في العمل العام ومن ابرز نشاطاتها العمل على تكوين الجمعية الفلسفية والتي مهدت لانتزاع حقوق الطلاب في تكوين الاتحاد العام لطلاب الفرع والذي سيطر عليه اليسار في دورة شهيرة.. كانت ميرفت احد من شدوا على ايادينا وساعدونا في سبر أغوار طلاسم الفكر الفلسفي شرحا وتشجيعا هي وكوكبة من أبناء دفعتها وكانت رقم مهم لايمكن تجاوزه في الكلية..وكانت نشيطة تجدها في أركان النقاش وفي مدرجات العلم وهي تجادل وتناقش ولكنها لم تفقد روحها الطيبة وكانى بها ينطبق عليها المثل الشائع اختلاف الرأي لايفسد للود قضية..واشهد انها لم تختلف معي يوما في مسالة مسالة فكرية كانت ام سياسية وهي تعلم ميولي السياسية نحو الوسط ولكنها بذكائها علمت اني من يساري الوسط الشي الذي لم يدركه أهل اليسار أنفسهم وقد كنت صديق لهم.. تخرجنا وتخرجت قبلنا ميرفت والتحقت هي بمكتب معتمد اللاجئين بالخرطوم وانخرطت في العمل الحكومى وكانت في قمة التفاني والمسؤولية واخترت انا العمل بوزارة الثقافة والإعلام الا ان كان نهار يوم ان جاءتني ميرفت ودلتني على مكتب معتمد اللاجئين وألحت على ان اقدم لأحد تلك الوظائف وقد كان وكنت قريبا جداً منها وقد تميزت ميرفت بالشخصية المرحة وذات روح طيبة وكانت مجاملة لأبعد الحدود حتى مع العمال والبسطاء وهذا ديدنها دايما.. وفي مكتب معتمد اللاجئين تميزت ميرفت بالتفاني والمثابرة والانضباط بل تعد ميرفت عبدالعزيز احد الرموز المهمة في هذا المجال من بنات جنسها.. كانت عليها الرحمة تهتم بأبنائها وتحنو عليهم بل كانت تصادقهم مما دفعهم لان يسيروا في دربها محبين للعمل العام.. وكان همها ان تراهم فاعلين في المجتمع.. نامي مطمانة يابنت عبدالعزيز فغرسك لن يخيب وبذرتك الصالحة ستوءتى أكل طيب .. رحم الله ميرفت عبدالعزيز ام الشفيع وتعازي الحارة لزوجها عبد المحسن وللشفيع ولأخوته ولأهلها وللزملاء بمكتب معتمد اللاجئين في كل الأقاليم والعزاء موصول لدفعة فلسفة 81 ابراهيم خالد وحسان فقد بادرت للانضمام لهذه المجموعة في Facebook وحاولت رغم مشغولياتها التواصل معنا. ليس لدينا غير ان نسال الله ان ينزل عليك رحماته ياميرفت وان يكتب لك الجنة .. عثمان يوسف خليل المملكة المتحدة عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.