عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. القصة القصيرة..هذا الفن الآسر تكمن روعته في مقدرة الكاتب الفذة على إقتناص اللحظات الهاربة وإلتقاط المواقف والمشاهد التي يغفل عنها غير الكاتب ..والحس العالي بالشخصيات المهمشة والمهشمة والتعبير عن لحظاتها الإنسانية من سمو أو تردد وخوف وإنكسار .وحتى تلك الشخصيات المتفردة او الغرائبية..ودوزنة ذلك نابضا موجزا على الورق ..دواعى كتابة القصة القصيرة تختلف من كاتب ?خر ..لكنها تتفق في أن جواهرا انسانيا عميقا واصيلا يربطها ..مهارة الكاتب تضفي علي نص القصة ألقا خاصا بتناوله التفاصيل الدقيقة التي يلمحها قلبه البصير وعينه النافذة وعقله المتقد موهبة فذة.. البعض يضفي عليها لمسة اسطورية ..ا?خر يجعلها تقطر واقعية ..البعض يمنحها نهايات مفتوحة وثمة كاتب آخر يضفي على نهايتها من المفارقة الكثير ..عصرنا بإيقاعه المتسارع ربما ساهم مع اسباب اخرى في ضرورة وجودها كعمل إبداعي قصير في صفحات تناوله.. لكنه عميق المبنى والمعنى.تأتي القصة القصيرة في معظم الاحيان فيما يشبه المكثف والمحلى (بضم الميم) ..ما أكتبه ليس غزلا فقط في هذا الفن القريب والاقرب إلى ذائقتي ..ولكن أيضا لان هناك ضرورة تمليه وهي التنويه لجائزة عربيةعالمية أطلقت من الكويت وخصصت لهذا الفن السردي..الجائزة تسهم في صمود القصة القصيرة ليس أمام الروايةوجوائزها المتعددة والتى اسهمت في انعاش كتابة وسرد الرواية في الفترة الاخيرة ..كما ورد في حيثيات الجائزة ..ولكن صمود القصة القصيرة كواحدة من اجمل فنون التعبير ..والسرد ..والتعريف بالآخر انسانا وقيما ومجتمعا وحضارة أمام القبح والدمار والخراب والحروب المتتالية التي تحاصر الوجود الإنساني اليوم. ..الوعي ..فهم الآخر ..و إستيعاب ثقافته وافكاره وقبوله والتعايش معه يبدأ الطريق اليها بالآداب والفنون..ولايخفى على أحد اهمية ذلك بل وحاجتنا الملحة إليه..ثم هناك جانب اخر هو توجيه الشباب بل وتحفيزهم نحو هوايات مفيدة جدا مثل الكتابة السردية وتعلم فنونها وإكتشاف المواهب فيها ودفعه لرافدها الاهم.. القراءة ! ..وهي بدورهاطريق مثالية لابعاد الشباب عن طريق الإرهاب الوعرة ..والانخراط في جماعاته المتشددة..بقى ان ننوه ان الجائزة اسمها جائزة الملتقى للقصة القصيرة اطلقت بمبادرة كريمة من المبدع مدير الملتقى الثقافي الكويتي الاستاذ طالب الرفاعي بالتعاون مع الجامعة الامريكيةبالكويت بالإضافة لقيمة الجائزة المادية التي تصل إلى 20000دولار هناك ميزة الترجمة ايضا والتي تضيف للجائزة بعدا آخر ..امنيات ان تككل مبادرة الجائزة بالنجاح والإستمرار ..وان يشارك فيها مبدعي القصة القصيرة السودانية تحياتي