تمر على بلادنا هذه الأيام الذكرى الستون لاستقلال السودان و لا زالت الدولة السودانية عاجزة عن إجابات أسئلة التخلق الأولى، و اذا كانت الشعوب تعتبر بتجاربها ففي تجربتنا الوطنية الكثير من العبر التي كتبت بمداد من الدماء و الدموع. ففي عامنا الستين لا زالت بلادنا ترزح تحت نير الشمولية و الحروب الأهلية و يهددها الآن شبح الانهيار الشامل، و في هذا التوقيت و بسبب خطل سياسات النظام تخيم على البلاد نذر المجاعة و يعيش غالب أهل السودان تحت خط الفقر و تتوالى على البلاد أزمات الغلاء و ندرة السلع الأساسية من وقود و غاز و خبز ، عليه فإن لا مخرج من هذا الوضع المأساوي الا باطلاع القوى الوطنية الديمقراطية بمسؤولياتها في فرض أجندة التغيير الشامل الذي يجلب السلام و العدالة و الحرية لكل شعب السودان. في هذا السياق و بعد مناقشات عميقة بين الحركة الشعبية لتحرير السودان و حزب المؤتمر السوداني حول قضايا الراهن و المستقبل اتفق الطرفان على الموقف المشترك من القضايا التالية: 1. اتفق الطرفان على أولوية إيقاف الحرب و حل القضايا الإنسانية العاجلة التي تواجه مواطني دارفور و النيل الأزرق و جنوب كردفان/جبال النوبة و ذلك عبر حل سياسي شامل يخاطب جذور الأزمة في كافة أبعادها الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية وفي هذا فأن الطرفين يتشاركان الكثير من الرؤى حول مشروع وطني جديد يعملان على تحقيقه في إطار ديمقراطي و سلمي. 2. أكد الطرفان على أن قراري مجلس السلم و الأمن الإفريقي 456 و 539 قد وضعا أساساً مقبولاً للحل السياسي الشامل بتأكيدهما على إجراءات تهيئة المناخ و اجتماع تحضيري يضع الأسس العملية لأي حوار شامل و جاد لا يستثني أحداً من الفاعلين الأساسيين، عليه فقد اتفق الطرفان على عدم مشاركتهما في أي إجتماع تحضيري لا توجه فيه الدعوة لقوى نداء السودان و يقصي أي طرف من أطرافها. 3. أكد الطرفان على ضرورة التصدي المشترك لقضايا الحركة الجماهيرية اليومية كقضايا الأزمة المعيشية و قضايا السدود في الشمال و التدمير الممنهج لمشروع الجزيرة و قضايا نهب أراضي المواطنين و على التصدي لهجمة النظام على الحريات العامة من اعتقالات و مصادرة للصحف و تعدي على الطلاب و بالأخص هجمته العنصرية على طلاب دارفور. 4. أكد الطرفان على ضرورة إستمرار التعبئة الجماهيرية في طريق الإنتفاضة الشعبية السلمية التي تفكك الشمولية و توقف الحرب و على تكامل أدوات النضال و تكتيكاته دون تناقض. 5. اتفق الطرفان على أن نداء السودان يعد بمثابة فرصة تاريخية لتوحيد القوى الوطنية الديمقراطية لفرض أجندة السلام و الديمقراطية و أن علينا العمل يداً واحدة لتفويت الفرصة على تخريب هذا التحالف و النكوص عن مواثيقه و في هذا فإننا ندعو كافة حلفاءنا على الإطلاع بمسؤولياتهم في تطوير تحالف قوى نداء السودان و تفعيله و توسيعه وفق رؤى سياسية و تنظيمية ناضجة و متوافق عليها و قطع الطريق أمام كافة المخططات التي تريد أن تفكك هذه الوحدة. ختاماً فإن الحركة الشعبية لتحرير السودان و حزب المؤتمر السوداني يؤكدان على عزمهما الأكيد على العمل الجاد و المسؤول من أجل استشراف فجر جديد لشعب السودان دون استثناء أو إقصاء و أن بيد القوى صاحبة المصلحة في التغيير أن تحدد مصيراً أفضل لبلادنا متى ما اطلعت بمسؤولياتها و استلمت زمام المبادرة، حينها يمكننا أن نضع قطار الوطن على المسار الصحيح و أن نحقق لشعب السودان حلمه و حقه في العيش الكريم و هذا سيتحقق فقط بالعمل وفق رؤية تستوعب تعدد السودان و تنوعه و تحقق دولة المواطنة و السودان الذي يسع الجميع. حزب المؤتمر السوداني الحركة الشعبية لتحرير السودان