عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. عندما سمعت بيان الناطق بإسم الجيش السوداني عن دخول السودان في تحالف عاصفة الحزم لإعادة الشرعية في اليمن كنت أبحث عن دافع أخلاقي ضمن أسباب إنضواء جيشنا في التحالف العربي لكن البيان المكتوب ذكر أن السودان يشارك في التحالف لحماية الحرمين الشريفين وهذا السبب لم تذكره السعودية نفسها في بياناتها عن قيام التحالف الذي أنشأته، فكان السودان في أسباب إنضمامه ملكيا أكثر من الملك سلمان نفسه ومع ذلك كنت مناصرا ضمن قطاع عريض من السودانيين لهذه المشاركة ليس خوفا علي الحرمين الشريفين فللبيت رب يحميه، ولكن لأن اليمن كان في حاجة لوضع ثورته في مسارها الصحيح أيا كانت اللافتات.. علي خلفية الإعتداء علي سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد قطعت البحرين علاقاتها بطهران كليا وخفضت الإمارات مستوي تمثيلها إحتجاجا علي الحادث، للبحرين أسبابها الموضوعية في حدة الإجراء وللإمارات أيضا أسبابها، لكن أن يعلن السودان طرد السفير الإيراني من الخرطوم وإستدعاء السفير السوداني فهذا ما يدعو للإستغراب فهي خطوة تتسم بالإندفاع وقد غاب فيها التدرج المعهود في الأعراف الدبلوماسية. فالسودان ليس عضوا في مجلس التعاون الخليجي ولا تربطه بالسعودية إتفاقات أمنية ولا علاقات ومصالح بالعمق الذي يجعله سعوديا في عدة مواقف أكثر من السعودية نفسها، ومع ذلك فهو يبالغ في ردة فعله تجاه التوتر بين الرياضوطهران. فعلي مدي السنوات الأخيرة قدم السودان للسعودية أكثر مما تتخيل من مواقف وناب عنها في عدة تكتيكات سياسية بينها وإيران، وبهذا يكون السودان قد أحرق كل ما يمكن أن تدخره دبلوماسيته من كروت سياسية للمستقبل .. كنت سأحترم حكومة بلادي لو بادر السودان لعملية عاصفة الحزم قبل السعودية ولتكن إعادة الشرعية هدفا عسكريا وسياسة دولة لا تبعية لدولة أخري، وكنت سأحترم حكومة بلادي لو كان العداء لإيران وطرد سفيرها تولد نتيجة لسلوك أو موقف إيراني أضر إضرارا مباشرا بمصلحة بلادي أو لأن السودان أعاد صياغة علاقاته ضمن محور دولي معاد لإيران، لكن للأسف كل مواقف السودان هي تبعية وردود فعل بالوكالة، وإدارة العلاقات الخارجية عبر هذه التكتيكات لا يكسب البلاد حلفاء ولا يفقدها أعداء وإنما يجعلها دولة لا يمكن بناء علاقات إستراتيجية معها.. أذكر بأن هذه العلاقات لا تخضع لموازنة سنة وشيعة، فهذه مطامع دول كلا الطرفين فيها معاوية.. وأذكر مرة أخري .. أنا لا أحب إيران ولا السعودية ولا أكره أيا منهما، فكلاهما عندي سواء ما لم تقتضي مصلحة بلادي التقرب من أيهما.. يوسف عماره أبوسن 5 يناير 2016 --