عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. قال لها كلما احِتجّت على قسوته وإيلامه لها بتلك الألفاظ الجارحة، أن كلماته المسمومة جائزة في إطار قوامته كرجل له من الحقوق الزوجية ما يحكم به بيته و زوجه. يعاتبها لأنها لا تتحمل شطحاته الإنفعالية ويعنفها بتجريح أبلغ حتى تظن أنها بجراحها المذنبة! حينما قال عليه الصلاة و السلام وهو الذي لا ينطق عن الهوى: "من ترضون دينه و خلقه فزوجوه" لم يغب الحب وقتها عن ذهنه و لم يغفل ساعتها عن سحر المناصب و بريق المال لكنه كان يعلم بأن الجاه لا يشفع لسوء الخلق وأن كثرة المال لا تشفي جروحاً غائرة بفعل الإهانة و عدم الإحترام. الإساءة و إستباحة مشاعر الآخرين إنتهاك لا يشفع له عقد زواج أو حب يموت بسوء المعاملة و الإهانة فكم من محبٍ تحول بفعل الإذلال الى غاضبٍ كارهٍ و ربما حاقد، فلا تعتمدوا في حفظ الوداد على ضمان العقود المبرمة فالواقع قد أثبت أن صلات الدم بقوتها تضعف و ربما تتقطع بالقسوة و سوء المعاملة لذلك حسن التعامل وحده هو الضامن لبقاء الود بين الناس و دوام العلاقات و الروابط الإجتماعية. ملاحظة الإنسان لقوله و ما ينطقه لسانه إلتزام أخلاقي و أمر ديني فلا تفتحوا بتلك الحقوق المزعومة منافذاً لإنتهاك كرامة الإنسان. تظل الإساءة فعلاً فاحشاً فإن غفر مقهور نال فضل العفو ولكن إن ثار لكرامته وإنسانيته فذلك حق أصيل لا تجرده منه قيود أو عقود. لا تقهروا الآخرين تحت مسميات تبرر سوء الفعل و تجيز سوء الخلق. لا للتجريح و قهر الضعيف و لو بالكلمة! الكلمة المسيئة من أمضى سيوف القهر و هي كالسهم إن خرجت لا تعود و إن اخترقت القلب أدمته و قتلت أجمل ما فيه و رب كلمة جارحة هدمت ما بنته أيام من التلاقي و الحب والوداد. ومن المؤسف أن يقهر الإنسان أخاه الإنسان مستغلاً سلطته مستقوياً بمكانته و نفوذه فيهينه بسوء القول و يستبيحه حد الإذلال. من المحزن أن يقهر الزوج زوجته بإسم القوامة أو يقسو الأستاذ على تلميذه بإسم الهيبة و الإحترام بل الوالد لا يجوز له أن يقهر إبنه تحت بند الأبوة و التربية والطاعة فمثلما للأب حق الإحترام و التوقير، للصغير حق الرفق و الرحمة. أي علاقة قائمة على القهر و الإذلال مصيرها الفشل و إن بدا غير ذلك. إي طفل ينشأ على الخوف و المهانة ستختل موازينه الداخلية و تتولد داخله علل نفسية تجعل منه إنساناً بائساً و ربما مؤذياً للآخرين. أي زوجة تخفي خلف إبتسامتها قهراً و مذلة ستجعل من أطفالها متنفساً لصرخة أُخرست بفعل الخوف و الرهبة. لا تستبيحوا مشاعر الآخرين في إطار علاقاتكم و لا تستغلوا ضعفهم أمام جبروت سلطانكم و لا تبرروا لسوء الخلق و الفظاظة. الرحمة بين الناس أوجب و مراقبة الله فيما تنطقه الألسنة أولى من الإساءة و التجريح بل التعامل الحسن هو ما يخلق أسرة سعيدة و مجتمعاً متوازناً متعافياً و محترم. نقطة ضوء: سعادة الحياة أن نعيشها بمودة وإحترام و مسئولية تجاه الآخر؛ مشاعره و إنسانيته و ما لا نرضاه لأنفسنا أولى ألا نفعله للآخرين.