كان يوم ذكرى عيد الثوره (1983-16 5 ) تقدمت مني امره مسنه وسالتني سؤال محيره . هل انت مع الأنفصال او مع الوحده السودانيه . باختصار هذه المرأه هي لاجئه في دوله اجنبيه فقدت كل شيء من اولادها السته فى الحرب بين الشمال و الجنوب , ارضها الأم ماشيتها اصدقاء ها 'جيرانها....كل شيء. بعد سؤالها ظلت تنظر بامعان في عيني بحثا عن الآجابه المختصره اي هل مع الوحده او ضدها ؟ لكن بالنسبه لي هي قضيه معقده لآ يمكن الجزم بسهوله الي اي ضفه انتما . لكن هناك اسباب عده تدفع بالمواطن الجنوبي او ما يطلق عليهبالهامشي يحبذ ألآنفصال عن حكومه السمال. وإليكم الآسباب: 1) الفوارق التنمويه بين الشمال والجنوب ، فالحكومه المركزيه ومنذ الآستقلآل ركزت كل جهودها في تنميه الشمال وذلك بانشاء شركاعامه وخاصه في قلب الحرطوم ,بينما همشت المناطق الأخرى وخاصه الجنوبيه منها. 2) هيمن الشمال علي المستشفيات و المستوصفات وكل مايتعلق بالصحه جيده , اما الجنوب ظلت مهملإ من هذه الناحيه ,فيضطر المواطن الجنوبي الي السفر الطويل والشاق بحثا عن العلآج قد يكلفه حياته قبل الوصول الي هذه المراكز. 3) كل شئ مهمش او شبه منعدم في السودان الجنوبي وخاصه البنيه التحتيه من طرق , ومياه وصالحه للشرب و الصرف الصحي ......الخ. 4) بالنسبه للتربيه والتعليم كانت هناك مدارس ومعاهد تعد علي اطراف الأصابع لكن بعد الحرب دمرت في اخرها فانعدمت كل وسائل التربيه والتعليم و, بينما في الشمال اقيمت جامعات ومعاهد ودور الثقافه اختير لهم امهر الأساتذه والمثقفيين لأدارتها. 5) اما في الناحيه الدينيه فهناك تعصب للدين الواحد , فحرم على المسيحيين وغيرهم بناء الكنائس ومعبدهم في الشمال بينما في الجنوب تبني مساجد دون شروط. 6) الجهل بالوطنيه منتشر بصوره كبيره في المناطق الشماليه ويعد هذا اهم الآسباب التي دفعت بالمواطن السوداني الجنوبي وانا منهم لآن مسقط راسي هو الجنوب الي تحبيذ وتفضيل الآنفصال علي الوحده. 8 ) ونقف عند هذا السبب وهو القمع والتقتيل والتشريد في كل شبرآ من هذا الوطن وخاصه الجنوبي منه والتي يمارسها النظام واعوانه علي المواطنيين .أختم قولي بان هذه الآسباب هي اهمها وليس كلها لآنني لم اريد ان ادخل في التفاصيل واترك الحكم وقار كل الجنوبيين وانتمائي وانتماء كل الجنوبيين الي الآنفصال وليس للوحده. Meyar Shir [[email protected]]