في حوار مصور أجرته صحيفة واشنطن تايمز وتداولته عدد من الصحف العربية والمواقع مع ممثل حكومة جنوب السودان في الولاياتالمتحدة قال ازيكيل غاتكوث، سفير حكومة الجنوب في واشنطن إن الحكومة الأميركية تساعد حكومة جنوب السودان للاستعداد للاستقلال بعد استفتاء سنة 2011 في الجنوب. وقال غاتكوث إن قيمة المساعدة الأميركية السنوية للسودان التي تبلغ المليار دولار سيذهب جزء كبير منها إلى الجنوب لبناء طرق ومدارس ومستشفيات، وجيش منفصل. وقال في مقابلة مصورة مع صحيفة واشنطن تايمز « صار واحدا من أهداف الولاياتالمتحدة أن يكون جنوب السودان دولة فعالة بعد استفتاء سنة 2011». وحمل غاتكوث بعنف على الرئيس عمر البشير، متهما له بالعمل على إجراء استفتاء مزور في جنوب السودان. وإنه يعتقل القادة الجنوبيين. وهدد بأن الحرب ستندلع من جديد إذا أحس الجنوبيون أن الاستفتاء مزور. وأكد غاتكوث على عدم فوز البشير في الانتخابات إذا أجريت انتخابات حرة ونزيهة. تصريحات جاتكوث تكتسب أهمية كبيرة نسبة للوضع القيادي الذي يتمتع به في الحركة الشعبية وهو الوضع الذي أهله ليكون سفيرا لحكومته في واشنطن أهم عاصمة للحركة الشعبية وأيضا للتأثير الذي يتسم به في الأوساط الأميركية سواء على مستوى الإدارة أو مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني الأميركي. ورغم تحفظ أحد المسؤولين في الخارجية الأميركية الذي استفسرته الصحيفة عن تصريحات جاتكوث بقوله " إن واشنطن تساعد جميع الأطراف من أجل إجراء انتخابات حرة واستفتاء نزيه " دون تعليق على ماورد في تصريحات جاتكوث إلا أن عددا من المراقبين يرون أن انفصال الجنوب قد أصبح حقيقة وأن المهتمين قد تجاوزا هذه المحطة إلى محطة أخرى وهي كيفية إجراء استفتاء منظم وترتيبات انفصال سلمية دون تفجر حرب جديدة حول مستحقات وتوابع الانفصال. إذن لقد فات الأوان على الذين يتحدثون عن وحدة جاذبة في ظل مشاهدات تطورات العلاقة بين الشريكين في الداخل واتجاهات وقناعات القوى المؤثرة على الوضع في السودان في الخارج لاسيما في واشنطن . ولعل أهم المؤشرات على ذلك تصريحات وزارة الخارجية الأميركية التي طالبت بإعادة قانون الاستفتاء إلى البرلمان ومراجعة موقف الحكومة وهو ما يصب في خانة تسهيل إجراءات الانفصال باستثناء الجنوبيين خارج الجنوب من التصويت في الاستفتاء ،وما صحب ذلك من لهجة حادة لسوزان رايس . المطلوب إذن البحث عن انفصال جاذب أو بمعنى آخر تسريح بإحسان وذلك من خلال معالجة الملفات المتفجرة كقضية الحدود وأبيي ومناطق التماس الأنقسنا وجبال النوبة فضلا عن موضوع الموارد المشتركة مقابل عدم خلق تعقيدات في عملية الاستفتاء . فقط عن طريق الانفصال الجاذب يمكن للجميع توفير المناخ الملائم لعلاقات مستقبلية متطورة مع المولود القادم مبرأة من الاحتقانات والتظلمات وحتى يتسنى لدعاة الانفصال في الجانبين التعرف عن قرب على ويلات الانفصال الذي ستكون كلفته باهظة الثمن للطرفين وبشكل خاص على الجنوب . ولكن كما يقولون سبق السيف العزل . Hassan Elhassan [[email protected]]