الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    عقار: بعض العاملين مع الوزراء في بورتسودان اشتروا شقق في القاهرة وتركيا    عقوبة في نواكشوط… وصفعات في الداخل!    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    سلسلة تقارير .. جامعة ابن سينا .. حينما يتحول التعليم إلى سلعة للسمسرة    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حزب الاصلاح يفتقد الأهلية لأصلاح( ذاته), فما بال الوطن .. بقلم: المثني ابراهيم بحر
نشر في سودانيل يوم 14 - 02 - 2016

ان اكثر ما يثير الد هشة في جماعة الأخوان المسلمين , انهم لا يزالوايفترضون الغباء في الشعوب السودانية, وبذلك يتستعبطون المواطن ويسيؤون اليهويستهينون بذاكرته , ويتناسون ان الانسان كائن مفكر , فذاكرة المواطن السوداني حبلي بكل افعال الاخوان المسلمين في السودان منذ احداث رقصة (العجكو) بجامعةالخرطوم في ستينيات القرن الماضي وكل الاثام التي ارتكبوها في حق الوطن, وفيزمن العولمة والمعلومة الحاضرة لا نحتاج الي اجتهاد لكي نتذكر , ولولا الفوضيالسياسية لما وصل هؤلاء الي السلطة, فالاحادية تتنافي مع قوانين العدل والحرية,لكنالجبهة الاسلامية لا تعترف بالحرية كحق طبيعي كالحق في الحياة , فكلهم قد خرجوامن رحم الترابي كما اشار من قبل (المحبوب عبد السلام), وعندما يتعرض عقل الانسانللغسيل لا يعود الي طبيعته , فالحركة الترابية حالة من الانفعال وغياب الوعي وفقدانالاتجاه, وفي جامعة البحر الاحمر لم يحتمل دعاة الاسلام السياسي فوز القائمة الاخريالتي تنافسهم ,فأتلفوا صناديق الاختراع وكانت سببا في ألغاء نتائج الانتخابات وتجميدالنشاط الدراسي و السياسي في الجامعة, فنحن نعاني من تبعات المرحلة التي مرت بهااوربا في القرون المظلمة , فالمشكلة برمتها ليست في الاسلام, وانما في اسلوب التربيةالذي ترتكز عليه أدبيات الجبهة الاسلامية ,من اجل غاياتهم التي تبررها الوسائل حتيولو كانت لا أخلاقية , فالاسلام رسالة حضارية واخلاقية ولا يمكن تأمين السلطة من هؤلاءالا عبر الديمقراطية , وليس صحيحا ان الحرية هي عدو للفوضي كما يزعمون....!
في ندوة سياسية حاشدة الاسبوع الماضي ببورسودان ,اقيمت بناديالخريجين لحزب (الاصلاح الان) الذي يرتدي ثياب الواعظين هذه الايام, كان محورهاحول الوضع السياسي الراهن , ولكن ما يدهش في هذا الحزب ذو الايدلوجياالاسلاموية ,انه بدأ متناقضا ....! اذ دشن افتتاح داره الجديد بأغنيات للراحلمصطفي سيد أحمد الذي حاربوه ومارسوا عليه اقسي انواع العنف بأشكاله المختلفة, لاختلاف ايدلوجياتهم مع الفنون, ومكمن التناقضات في ان تتحرك دواخل د غازي صلاحالدين وصحبه طربا من هذا الصوت الذي هزم مشروعهم الحضاري, وتمايلوا طربا معانغامه دليلا علي تغييب وعيهم وانهيارا لايدولوجيتهم التي تتعارض مع الفنون.
كان الهدف الرئيسي لهذه الندوة هو التسويق للحزب الوليد, وان كان كلالحديث روتينيا (مملا)غلبت عليه الراتوريكا العاطفية , و استهل د غازي الندوة بالترويجلحزبه الذي قام لاصلاح الاوضاع المائلة, وخطواتهم نحو المستقبل, وتحدث عن الوضعالسياسي الراهن ورفضهم للتغيير بواسطة الانقلابات, وموقفهم من الحوار الجاري , واشار الي انهم شاركوا في بداياته, ولكنهم انسحبوا منه بعد ان تأكدوا من عدم جدواه لانه لا يضيف جديدا....؟ ولكن هل يعقل لسياسي بقامة د غازي لا يستطيع ان يستقرأ بجدية الحوار من عدمها منذ الوهلة الاولي....! فالندوة (ضعيفة) ونسخة مكررةبالكربون من احاديث المؤتمر الشعبي , ود غازي لم يأتي بجديد, اذ كنت اتمني ان مند غازي ان يسوق نفسه ويطرح حزبه الجديد في السوق بطريقة غير تقليدية ...! واتفقمع الاستاذ صلاح شعيب بأن د غازي قد خسر الأثنين معا (الطب والسياسة)
جميل جدا ان تلبس الاحزاب( المطرودة) من المؤتمر الوطني, ثياب الواعظين , ولكن المشكلة ان عدم الثقة اصبحت نتيجة راجحة من الشعوب السودانية تجاه هذهالاحزاب التي تمثل جماعة الأخوان المسلمين , فصورة تلك الاحزاب لا زالت ملطخة بدماءالضحايا والابرياء ,كونهم مشتركين في جريمة الأستيلاء علي الوطن ,تحتاج الي عملياتتجميل لتجميل وجهها امام الرأي العام لكي يحسنوا الظن بهم , وبكل خطواتهم التييقدمون عليها ,انها لمصلحة عامة وليست لمصلحة جماعة الاخوان المسلمين , فيجب انتقدم تلك الاحزاب في البدء نقدا ذاتيا لممارساتها السابقة....! فالمؤتمر الشعبي دائما مايردد عبر اعضائه, ان المحموعة التي تصدت للعمل العام هي المجموعة الامنية مارستديكتاتورية علي التنظيم, ولم تشاوره في ممارساتها ؟ ولكننا كسودانيين كما اشار دحيدر ابراهيم من قبل ذاكرتنا ضعيفة لا نتذكر التاريخ بصورة جيدة, واستطاع بذلكالمؤتمر الشعبي وحاليا حزب الاصلاح الان , وجماعة ما تعرف بالسائحون ان ينصبوا انفسهم ليسوا معارضين فقط , بل تقدموا الصفوف واصبحوا واكثر المعارضينحماسة....!
تلك التيارات بكل أسف انها اصبحت في مقدمة صفوف المعارضة, وان قبولها تم بصورة عشوائية , فالزوج في المجتمع السوداني اذا تخاصم مع زوجته لايقدم لها الاعتذار بطريقة عملية, وانما يأتي في اليوم التالي ليتجاذب معها الحديث فياي موضوع اخر ,بكل أريحية , وكأن شيئا لم يكن....! فالمؤتمر الشعبي وحزب الاصلاححتي الان لم يقدم نقدا زاتيا لتجربتهما في الحكم , بعض الشعبيين يقول ان الانقلابكان خطأ, وقد تحدث الشيخ يس عمر الامام في احدي الندوات عن بيوت الاشباح ويقول غفر الله لنا ....! فهناك من تعرضوا للتعذيب والقتل, وبعضهم رفع قضايا ,يجبللمؤتمر الشعبي ان يوضح كل هذا ويحدد ماذا يريد....؟ فلا يكفي ان يشتم شيخالترابي او شيخ السنوسي او يسخر غازي من النظام الحاكم, فيجب ان تحدد تلكالاحزاب بأي برنامج تريد ان تدخل المرحلة الجديدة , منهم من ينادون بالديمقراطيةوالفيدرالية لكن دون تأسيس واضح لذلك في برامجهم, ولكن هل هذه الجماعات, مؤهلةللقيام بدور المعارضة من اجل معارضة حقيقية ...! ,فتلك الاحزاب تحركهم مصالحهم ( المسلوبة) وليس حبا في هذا الوطن المنكوب, فالمشاهد التي تمارسها جماعة الاخوانفي السودان يمكن الاستقراء بها للتنبوء براهن واقعنا السياسي ولا تحتاج لندوة مثلماتفعل حرحة الاصلاح الان, لانها وقائع مجانية تكشف عن (أستهبال) هؤلاء بقضاياالوطن المصيرية , ,فقد اتاحت لنا حقبة حكم الانقاذيين فرصة الاستقراء عن كل مايحدث, وما سيحدث في الساحة السياسية,للتأمل بدقة في مصير هذا الوطن المأزوم.
لا يختلف اثنان علي شخصية الدكتور غازي صلاح الدين كأنسان مثقف, وفوق كل هذا فهو عفيف اللسان, ومحل احترام وتقدير دائما ما يستمع له بأصغاء, ويعودالترحيب الذ يلقاه كونه شخصية مقبولة, وعلي الصعيد الشخصي عند انشطار حركةالاسلام السياسي الي مؤتمران, توقعت ان يذهب غازي بأتجاه المؤتمر الشعبي,او يقفموقف الحياد كما فعل الكثيرون , وكنت قد اشرت في مقال سابق قبل ان قبل ان (يطرد ) د غازي من حزب المؤتمر الوطني, ان علته الوحيدة في بقائه بالنظام الحاكم, بعد اناصبح شخص غير مرغوب فيه, ونصحه الكثيرون بالاستقالة, ولكنه كان دائما ما يتذرعبأنه يحاول الاصلاح من داخل الحزب الكبير, وقد ظلت دعوة د غازي للأصلاح في حينها بالرغم من اهميتها تواجه بممانعة عنيدة من النظام الحاكم ,مع انه يدرك تماما انه منرابع المستحيلات اصلاح هذا النظام الغارق في العنصرية حتي اذنيه, وقد تضرر شخصيا من هذ الوضع, بعد ان تأمر عليه اخوانه ولفظوه خارج الحزب, مع ان المؤمن لايلدغ من جحره مرتين, ولكنه لدغ مرات ومرات, الي ان تم طرده في النهاية.
سلطت احداث اقالة د غازي صلاح الدين من رئاسة الكتلة البرلمانية لنوابالمؤتمر الوطني في حينها سانحة جديدة للتأمل في جملة اشياء ذات علاقة بمصير هذاالوطن المأزوم, بعد ان اصبح صراع مراكز القوي علي اشده, صراع الهويات ضدالهويات , وهذه الوضعية نسميها بجدلية المركزلا والهامش ,فهي ليست بالضرورة قائمةعلي البعد الجغرافي, بل جوهريا تهميش وتمركز عرقي وثقافي وديني تأخذ ابعادامذهبية في الدين الواحد ,وتتطوربأنتاج نفسها في شكل ازمات متصاعدة يقودها الياقصي تجلياتها , ومن تلك المشاهد تتبين لنا بوضوح حقيقة الصراع الذي يجري داخلمراكز القوي في حزب المؤتمر الوطني, فهي تصب جميعا في مجري التواطؤ والتمركزالايدولوجي, وهي انماط من السلوك يقوم بها بعض الذين ينتمون اجتماعيا الي حقلالثقافة الاسلاموعروبية, وما تعرف بجماعة المركز الذين مكنتهم الظروف من امتلاك الوعيالنظري بأشكالية الصراع الذي تسوده هيمنة الثقافات الاسلاموعروبية, التي تحميهاالايدلوجيا الرسمية المتشددة ,لسبب نظام التراتيبية الاجتماعية القائم علي التشددالعرقي ونمط الاقتصاد الطفيلي, الذي يستلزم ليس فقط امتلاك السلطة....! بلالاستبداد بها لزوم الاقصاء الذي يتطلب فرض هويات جزئية حتي في المجتمع الواحد, لتحجيم وعي التنافس علي السلطة لتبرير بقائهم بأسس شرعية لا واعية.
ولكن ما الذي يجعل شخص بمواصفات د غازي لأن يخلع هويته ليخوض مع( هؤلاء) وفي رأيي يعود السبب الي تحري السلطة والمال اللتان تفضحان طينةالرجال,فبالرغم من الميزات النبيلة التي تصنف د غازي ضمن الافضل من بين كل اقرانهفي حركة الاسلام السياسي ,الا انه تعرض للكثير من الضربات الموجعة ,وعلي سبيلالمثال تم التأمر عليه كثيرا حتي لا يرتقي الي المواقع القيادية في العديد من مؤتمراتالحركة الاسلامية, والمؤتمر الوطني, مع انه الاجدر بهذه المناصب, ولكنه اثنيا غير مقبول, ودغازي يعلم ذلك جيد , فالمواقع القيادية والتنفيذية المهمة التي ظل يصارع عليها دغازي بالحركة الاسلامية او المؤتمرالوطني علي شاكلة الرئيس والامين العام تخضعللخلفيات الثقافية والاثنية من حيث القيمة الايدولوجية وليس العددية, وكان المؤتمرالاخيرللحركة الاسلامية كدليل يغني عن المجادلات, واكبر ضربة تعرض لها الدكتور غازيعندما كان ممسكا بملف المفاوضات في نيفاشا وتمت ازاحته لاسباب نعلمها جميعا,ووجدت تلك الخطوة صدي استنكار واسع, ولكن غازي رغما عن ذلك لم يحترم نفسهوتاريخ الطويل ليبتعد منذ ذاك الزمان , ليكون كبيرا مثلما فعل الراحل مكي بلايل, اوالاستاذ امين بناني, الي ان جائته الضربة الموجعة بأقالته من رئاسة الكتلة البرلمانية, ولكنه رغما عن ذلك لم يبتعد, ورغما عن ذلك تمسك بهم وظل يدعي انه يحاول الاصلاح معانه يعلم انه مستحيل الي ان تمت اقالته.
الدكتور غازي بحسب رأيي الشخصي يعتبر اكثر وحشية من (صقور) الانقاذ , من خلال موقعه كمفكر للحركة الأسلامية, فهو من منهج وأسس الطريق و النهجالذي يسير عليه (الاسلامويين) ليذيقونا الامرين (المشروع الحضاري) لنبدو للعالمالخارجي المطلع علي ازماتنا الانسانية مثالا للتدين بالطرق الشكلانية السازجة التييفهمها ويعيعها عن الدين في فصامية عالية, بمألات المشروع الحضاري الفاشل الذينفض سدنته يدهم عنه حين تازم واغرق في الازمة, وحتي التعليم نفسه تمت قوليتهوتشكيله بناء علي رؤية مفكروا الحركة الاسلامية ليخدم ايدولوجيا القهر والهيمنة الثقافيةوالاجتماعية, فأمثال غازي ينبغي محاسبتهم علي ضوء البرامج الايدولوجية التيبمقتضاها فعلوا ذلك, ومن خلال وجوده في البرلمان لم يحدث ان اتخذ البرلمان قرارا يصبفي مصلحة المواطن السوداني المغلوب علي امره ,فأمثال الدكتور غازي يخدمونايدولوجيا القهر, ويوفرون لها جهازا احتياطيا لتنفيذ مشروعاتها ,وفي المقابل يستفيدونشخصيا بالحصول علي الامتيازات ولهذا يأتي حيادهم الظاهري وادعائهم كواقعظاهري ولكن بداخله التزام ايدولجي مبطن.
كان الدكتور غازي صلاح الدين من اهم ادوات التغبيش الدستوري بكل سلبياته,من خلال موقعه القيادي عندما كان يقود الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم,ساهم بصورةمباشرة في تمرير القوانين القمعية التي ضيقت الخناق علي حرية الشعب السوداني , وخير مثال في قانون الصحافة والمطبوعات الذي اجيز في فترته ,وساهم ايضا في اذلالالمواطن المسكين عندما طبقت عليه الزيادات 2013 قبل ان تمرر علي البرلمان الصوريالذي يقود غازي اكبر كتله فيه, فهذه فضيحة اخلاقية تحسب عليه, فأين كان من كل هذاالعبث وهو يدعي الاصلاح في زمن الفوضي, وجني علي نفسه لأنه كان يحتاجلمساندة الاعلام في يوم من الايام...! ولكن كيف وهو شخصيا من ساهم في تكبيلالاعلام دستوريا....! ونتيجة للسياسات التي هندسها مفكروا الحركة الاسلامية الذينيمثلهم د غازي اكتوي منها الشعب السوداني ولايزال ,الضائقة المعيشية التي جعلتاكثر من 80% من الشعب السوداني تحت خط الفقر مقابل الثراء العريض للقلة نسبةلسياسات التمكين وما قابلها من تشريد ,و التوسع العشوائي في التعليم العالي, وتعديلمناهج التعليم بصورة سلبية غير منهجية لانتاج اجيال قافدة للتركيز , مع التدهور المريعفي خدمات الصحة لا سيما اطراف البلاد نتيجة لتحلل الدولة عن مسؤلياتها بأسمالفدرالية, وكلها من بنات افكار مفكروا الحركة الاسلامية..الا يستوجب كل هذا تقديمالنقد الزاتي والاعتذار للشعوب السودانية.....؟
من ابرز السمات التي تميز شخصية د غازي صلاح الدين التناقضالمزدوج كما بينا اعلاه,ونزيد عليه بهذه الواقعة كدليلا يغني عن المجادلات, فعندما انسحب من مفاوضات السلام بنيفاشا ,او تم استبداله بعلي عثمان لا سباب يقولونلتشدد غازي حيال اتفاقية السلام باعتيار انه من الرافضين لخيار الانفصال, ولكندغازي صلاح الدين ,مارس اسوأ انواع الديكتاتورية,التي كانت سببا في(الانفصال) ولأن يغادر الجنوبيين عن الاستمرار في دولة واحدة تعاملهم كمواطنين من الدرجة الثانية, لأن الكثير من الصلاحيات التي كفلتها لهم اتفاقية السلام والدستور تم الالتفاف حولهامن قبل نظام الجبهة الاسلامية , بجانب ان وزراء الحركة الشعبية لم يمارسوا صلاحياتهمفي الوزارات كما يفترض....! ونشير في هذا الصدد الي التهميش الذي لحق بوزيرالخارجية الاسبق دينق الور, للدرجة التي تسند فيها رئاسة وفد السودان لاجتماعاتالجمعية العامة للامم المتحدة اكتوبر 2009 الي مستشار الرئيس غازي صلاح الدين,بالرغم من ان القواعد المتبعة في مثل هذه المناسبات ان تكون رئاسة الوفود في حالغياب الرئيس او نائبه او الي وزير الخارجية,مع ان دينق الور كان جزءا من الوفد الذيترأسه د غازي, ولم يطلع وهو وزير الخارجية علي خطاب السودان المقدم الي اجتماعاتالجمعية العامة, وسمعه مثله مثل اي فرد من افراد الوفود الاجنبية داخل قاعة الاممالمتحدة ,بالرغم من ان الخطاب يفترض انه اعد بواسطة وزارة الخارجية في الخرطوم اوبواسطة بعثة السودان بالامم المتحدة التي يرأسها سفير ومعه ديبلوماسيون وجميعهم فينهاية المطاف يعملون تحت امرة وزير الخارجية دينق الور والذي علي ما يبدو هو اخر منيعلم....!فكيف سمح د غازي لنفسه بأن يؤدي هذا الدور المبتذل الذي يناقض مواقفهالتي ادعاها حيال اتفاقية السلام.
يقول ( البرت انشتاين) انك لا تستطيع أن تصلح الخطأ مستعملا نفسالعقلية التي أ نتجت الخطأ ,فأصلاح حركة الاصلاح لا بد أن يبدأ بأصلاح الذات ,بداية بتقديم النقد الذاتي كمدخل للمصداقية مع الاخرين, ولا يمكن اصلاح ما افسدته الانقاذواعادة بناء الوطن بنفس الاشخاص الذين تسببوا في انتاج الازمة,واذا كان حزبالاصلاح علي لسان د غازي يقولون بأنهم كفروا بالتغيير العنيف للسلطة ,عليه ان يمتلكالشجاعة ويكون اكثر جدية, فماهي البدائل في ظل اصرار النظام علي بقائه في السلطة,ورفضه لأي حكومة انتقالية كما صرح بذلك منسوبوه في الحوار الجاري, وبحسب رأييالشخصي حكومة قومية محايدة من كفاءات مشهودة لها تضع خارطة طريق تمهدلسودان المستقبل يؤدي الالتزام به الي استعدال اعوجاجنا السياسي ,او يبقي الانهيارعلي شاكلة الصوملة اذا استمرت الاوضاع علي حالها واصر الاسلامويون عليمشروعهم, واستمرالعجز في تشكيل كتلة تاريخية تطيح بالوضعية المركزية التي اضرتبالوطن, فالمؤتمر الوطني ليس علي استعداد للتنازل عن السلطة لتشكيل حكومة قوميةاو علي اقل تقدير بأغلبية لصالح المعارضة ليحرم نفسه من البقرة الحلوب ...! فللنظامالحاكم تاريخ حافل في اهدار فرص الحل لازمات الدولة السودانية, ولعل اشكالية ذلكتكمن في عجزهم عن وضع سقف لشهواتهم, فالانسان بطبعه يتمني الحصول عليالف وعندما يحصل عليها يتمني المائة الف وعندما يجدها يتحول الي مدمن مال فيحوجة للمزيد منه الي حد يرتفع شفاؤه بعلو سقف امنياته, ليصبح المواطن مغلوبا في انتظار ان يسدل الستار علي المشهد الاخير لأسوأ حقبة في تاريخنا المعاصر.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.